قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الله تعالى يبعث الأيام يوم القيامة
على هيئتها ويبعث الجمعة زهراء منيرة أهلها
يحفون بها كالعروس تهدى الي كريمها
تضيء لهم يمشون في ضوئها ألوانهم كالثلج
بياضا وريحهم يسطع كالمسك
يخوضون في جبال الكافور ينظر إليهم الثقلان
ما يطرقون تعجبا لا يخالطهم أحد
إلا المؤذنون المحتسبون
هذا حديث عظيم في فضل يوم الجمعة
وفضل أهلها الذين يحافظون عليها ويتأدبون بأدابها .
ولقد جاء في فضل يوم الجمعة
أحاديث كثيرة منها قول النبي
صلى الله عليه وسلم
(( الصلوات الخمس والجمعة إلي الجمعة
ورمضان إلي رمضان مكفرات
لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ))
وقوله صلى الله عليه وسلم
(( خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة
فيه خلق الله آدم وفيه أدخل الجنة وفيه
أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة ))
وقول النبي صلى الله عليه وسلم
(( إن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله
وهو أعظم عند الله من
يوم الأضحى ويوم الفطر
فيه خمس خلال :
خلق الله فيه آدم وأهبط الله فيه آدم إلي
الأرض وفيه توفى الله آدم وفيه ساعة
لا يسأل الله فيها العبد شيئا
إلا أعطاه ما لم يسأل حراما
وفيه تقوم الساعة ما من ملك مقرب ولا سماء
ولا أرض ولا رياح ولا جبال
ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة))
وقول النبي صلى الله عليه وسلم
(( ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة
إلا وقاه الله فتنة القبر
ولقد أمر الله تعالى اليهود بتعظيم يوم الجمعة
فضلوا عنه واختاروا السبت
فأمر النصارى به فضلوا عنه
واختاروا الأحد وذلك لما ادخره الله تعالى
لنا من الفضل والهداية .
قال النبي صلى الله عليه وسلم
(( نحن الآخرون الأولون السابقون يوم القيامة
بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا
ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم
فاختلفوا فيه فهدانا الله له
فالناس لنا فيه تبع اليهود غدا
والنصارى بعد غد
فتعظيم يوم الجمعة وشهود
صلاتها فرض
عين على كل مسلم بالغ عاقل حر ذكر صحيح مقيم .
قال الله تعالى
( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم
الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله وذروا البيع
ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ))
وقد قال رسول الله
صلي الله عليه وسلم
(( الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة
إلا أربعة عبد مملوك أو صبي أو امراة أو مريض ))
وفي حديث أخر (( ليس على مسافر جمعة ))
ومن شهدها من هؤلاء أجزاته
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحث على الجمعة ويرغب بها فكان يقول
(( من توضأ ثم أتى الجمعة فاستمع
وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة
وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصا فقد لغا ))
وكما حث على حضور الجمعة فقد حذر من
التخلف عنها لغير عذر وبين أن التخلف
عنها من غير عذر من موجبات الطبع
على القلب فقد قال النبي
صلى الله عليه وسلم
(( من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه ))
وعن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله
عنهما قالا سمعنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول
وهو على أعواد منبره
:"لينتهين اقوام عن ودعهم الجمعات
اوليختمن الله علي قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين".
وقال صلي الله عليه وسلم:
"لقد هممت ان آمر بالصلاة فتقام ,
ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم انطلق
الي اقوام لا يشهدون الجمعة فاحرق عليهم بيوتهم".
فحافظوا- رحمكم الله-
علي صلاة الجمعة ولا تضيعوها
واعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد أرشدنا إلي آداب ينبغي أن نأخذ أنفسنا
بها يوم الجمعة منها :
الإكثار من الصلاة عليه
صلى الله عليه وسلم لقوله
(( إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة
فأكثروا علىّ من الصلاة فيه فإن
صلاتكم معروضة على ))
قالوا يا رسول الله :
كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت
أي بليت ؟! قال
إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد
الأنبياء
ومن الآداب ايضا قراءة
سورة الكهف
لقوله صلى الله عليه وسلم
( من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة
أضاء له من النور ما بين الجمعتين
ومن الآداب
الغسل والتطيب والتسوك ولبس أحسن الثياب
وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم
( من اغتسل يوم الجمعة واستن ومس من الطيب
إن كان عنده ولبس من أحسن ثيابه ثم
جاء المسجد ولم يتخط
رقاب الناس ثم ركع ما شاء الله أن يركع
ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلي كانت
كفارة لما بينهما
وبين الجمعة التي كانت قبلها
قال ابو هريرة :
وزيادة ثلاثة أيام ,
إن الله جعل الحسنة بعشر أمثالها .
ومن الآداب التبكير بالرواح إلي المسجد
لقوله صلى الله عليه وسلم
( من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح
فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية
فكأنما قرب بقرة ومن راح في الثالثة
فكأنما قرب كبشا
أقرن ومن راح في الساعة الرابعة
فكأنما قرب دجاجة ومن راح الساعة الخامسة
كأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام
حضرت الملائكة يستمعون الذكر ))
وقال أيضا ( من غسل واغتسل وغدا وابتكر
فدنا وأنصت ولم يلغ كان له بكل خطوة كأجر سنة وقيامها ))
وكما رغب صلى الله عليه وسلم
في التبكير فقد حذر من التأخير
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
رأي في أصحابه تأخرا فقال
ومازال أقوام يتأخرون
حتى يؤخرهم الله
تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم
كذلك خلفاؤه من بعده ينكرون على المتأخرين :
عن ابن عمر رضي الله عنهما
( أن عمر بن الخطاب بينما هو قائم في
الخطبة يوم الجمعة
إذ دخل رجل من المهاجرين الأولين
من أصحاب النبي
صلى الله عليه
وسلم فناداه عمر أيّة ساعة هذه ؟!
قال إني شغلت فلم أنقلب إلي أهلي
حتى سمعت التأذين فلن أزد أن توضأت فقال
والوضوء أيضا وقد علمت أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
كان يأمر بالغسل
وقول عمر أيّة ساعة هذه هذا استفهام توبيخ وإنكار
وكأنه يقول لما تأخرت إلي هذه الساعة ؟
وقد ورد التصريح بهذا الإنكار في رواية أخرى
قال عمر لم تحتبسون عن الصلاة وفي رواية
فعرض عنه عمر فقال ما بال رجال يتأخرون
بعد النداء ))
وفي قطع عمر الخطبة وإنكاره
على المتأخر دليل على أهمية
التبكير بالرواح إلي الجمعة
فعليكم إخوة الإسلام بالتبكير وإياكم والتأخير
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين