الدكتور عادل عامر المدير العام
عدد الرسائل : 1585 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 23/01/2009
| موضوع: العنف الاسري دوافعة وحلولة الجمعة يونيو 26, 2009 6:04 pm | |
| العنف الاسري دوافعة وحلولة الدكتور عادل عامر تعتبر ظاهرة العنف من الظواهر القديمة في المجتمعات الإنسانية, فهي قديمة قدم الإنسان الذي ارتبط وما زال يرتبط بروابط اجتماعية مع الوسط الذي فيه يؤثر وبه يتأثر, إلا أن مظاهره وأشكاله تطورت وتنوعت بأنواع جديدة فأصبح منها: العنف السياسي, والعنف الديني, والعنف الأسرى الذي تنوع وانقسم هو أيضاً إلى:- العنف الأسرى ضد المرأة – العنف الأسرى ضد الأطفال – العنف الأسرى ضد المسنيين. عرف العنف لغوياً " بأنه الخرق بالأمر وقلة الرفق به, وهو ضد الرفق, وأُعنف الشيء: أي أخذه بشدة, والتعنيف هو التقريع واللوم “.ويعرفه الشربينى بأنه : " الإكراه المادي الواقع علي شخص لإجباره علي سلوك أو التزام ما وبعبارة أخري هو سؤ استعمال القوة ، ويعن جملة الاذي والضرر الواقع علي السلامة الجسدية للشخص ( قتل – ضرب – جرح ) ، كما قد يستخدم العنف ضد الأشياء ( تدمير – تخريب – إتلاف ) حيث تفترض هذه المصطلحات نوعا معينا من العنف والعنف مرادف للشدة والقسوة ". ومن خلال ما سبق كله يمكن تعريف العنف: بأنه أي سلوك يؤدي إلي اياء شخص لشخص اخر قد يكون هذا السلوك كلاميا يتضمن اشكالا بسيطة من الاعتداءات الكلامية او التهديد وقد يكون السلوك فعليا حركيا كالضرب المبرح والاغتصاب والحرق والقتل وقد يكون كلاهما وقد يؤدي الي حدوث الم جسدي او نفسي او اصابة او معاناة او كل ذلك " . من خلال ما سبق يتضح ان العنف شئ غير مرغوب فيه وهو يصيب بالذعر والخوف لما يؤدي اليه من نتائج ، فكيف اذا كان هذا الامر يصل الي الاسرة التي من المفترض ان تكون المكان الاكثر امانا وسكينة حيث الزوج والزوجة والأبناء وقد قال تعالي في كتابه : " ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها ، وجعل بينكم مودة ورحمة ، ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون ." وقد عرف العنف الاسري ومنهم من اسماه بالعنف العائلي عدة تعريفات حيث عرف طريف العنف الاسري بانه :" سلوك يصدره فرد من الاسرة صوب فرد اخر ، ينطوي علي الاعتداء بدنيا عليه ، بدرجة بسيطة او شديدة ، بشكل متعمد املته مواقف الغضب او الاحباط او الرغبة في الانتقام او الدفاع عن الذات او لاجباره علي اتيان افعال معينة او منعة من اتيانها ، قد يترتب عليه الحاق اذي بدني او نفسي او كليهما به " . اما التير فقد جاء بتعريف للعنف العائلي بانه :" هو الافعال التي يقوم بها احد اعضاء الاسرة او العائلة ويعني هذا بالتحديد الضرب بانواعه وحبس الحرية ، والحرمان من حاجات اساسية ، والارغام علي القيام بفعل ضد رغبة الفرد والطرد والتسبب في كسور او جروح ، والتسبب في اعاقة ، او قتل ". ومن خلال التعريفين السابقين يمكن تعريف العنف الأسري بانه : " هو السلوك الذي يقوم به احد افراد الأسرة دون مبرر مقبول ، ويلحق ضررا ماديا او معنويا او كليهما بفرد أخر من نفس الاسرة ، ويعني ذلك بالتحديد : الضرب بأنواعه ، وحبس الحرية ، والحرمان من حاجات أساسية ، والإرغام علي القيام بفعل ضد رغبة الفرد ، والطرد والسب والشتم والاعتداء والشتم والاعتداءات الجنسية والتسبب في كسور او جروح جسدية او نفسية " . أصبح من الواضح بعد ما سبق كله ان مشكلة العنف الأسري مشكلة اجتماعية تؤثر في جميع نواحي المجتمع لذلك وجب التصدي لها والعمل علي فهمها والبحث فيها ووصولا الي وضع حلولا لها . إن الوعي الاجتماعي بمشكلة المجتمع هو مرحلة متقدمة من مراحل تطور الفكر الإنساني بداء بمرحلة المعرفة الأولية أو ما يمكن أن يطلق عليها المعرفة الحسية ، ومرورا بالمرحلة الفكرية أو التصورية الناقدة ثم الوصول إلي مرحلة الوعي الحقيقي غير المزيف بالواقع وقضاياه وظاهرة العنف شانها شان غيرها من الظواهر الاجتماعية التي تحتاج إلي معرفة حجمها الحقيقي والوعي بالعوامل الموضوعية لفهم الظاهرة وتحليلها ، وكذلك الوعي بنمط الحياة المعيشية حتي يمكن تحليل الظاهرة من سياقها المجتمعي للوقوف علي مسار تطورها ، والكشف عن أسبابها حتي يتسنى العمل علي الحد من انتشارها . لذلك سوف تستعرض معدة هذه الورقة حجم المشكلة في تطورها بالنسبة للعالم بداية من الدول المتقدمة مرورا بالدول النامية وصولا إلي الجماهيرية والتي تعتبر جزء من الدول النامية لقد انتشر العنف بشكل واضح حيث وقعت أكثر من 17500 جريمة قتل بحق نساء وأطفال بين عامي 1967 و1973م ، ارتكبها رجال يمارسون العنف العائلي 60% منها وقعت في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يرتكبها الزوج او الصديق ، إلا أن عام 1994م شهد أربع ملايين واقعة عنف عائلي وقد كانت 20% من تلك الحوادث قد أدت إلي إصابات بليغة كما أشارت المعلومات التي جمعها مكتب الإحصاء للأمم المتحدة أن امرأة واحدة من كل أربع نساء في البلدان المتقدمة الصناعية قد تعرضت للضرب من شريك حياتها وقد بداء الاهتمام بجمع المعلومات في البلدان النامية كذلك حيث أشار مسح حوالي تسعون مجتمعا ريفيا صغيرا إن هناك مستوا مرتفعا من العنف الذي يرتكب ضد النساء في أربع وسبعون منها أما الستة عشر مجتمعا الباقية فقد وصفت بأنها خالية من حوادث العنف الأسري الأسباب إلي ثلاثة أقسام هي : أولا : أسباب ذاتية ترجع إلي شخصية القائم بالعنف كأن يكون لديه خلل في الشخصية بمعاناته من اضطرا بات نفسية او تعاطي المسكرات والمخدرات ، او يكون لديه مرض عقلي .ثانيا: أسباب اجتماعية ( الظروف الأسرية التي يقوم بها القائم بالعنف التي ربما تتمثل في الظروف الاجتماعية الاقتصادية، مثل الفقر أو الدخل الضعيف الذي لا يكفي المتطلبات الأسرية، أو حالة المسكن أو المنطقة التي يعيش فيها أو نمط الحياة الأسرية بشكل عام، كثرة المشاحنات نتيجة لظغوط المحيطة أو عدم التوافق ألزواجي، كذلك المستوي الثقافي وكيفية قضاء وقت الفراغ، والمستوي العلمي لأفراد الأسرة ونوع المهنة التي يقوم بها القائم بالعنف، الو اعز الديني، العلاقة بين الطرفين.ثالثا: أسباب مجتمعية ( كالعنف المنتشر والأحداث العربية والعالمية التي تنتقل عبر الفضائيات والانترنيت فالتغيرات التي تحدث في المجتمع الكبير تنتقل وبشكل غير مباشر إلي المجتمعات الصغيرة.بعض المقترحات للعلاج: 1. العمل علي تكوين مؤسسات تهتم بشئون الأسرة توفر أماكن للمعنفين الذين لا يقبل أهاليهم الرجوع إليهم ويكون بهذه المؤسسات أخصائيين اجتماعيين واخصائين نفسين قادرين علي العلاج النفسي وقانونيين للعمل علي توضيح الحقوق القانونية للمعنفين والدفاع عنهم كذلك يكون لهذه المؤسسات فروع مكاتب للإرشاد والتوجيه في مجال الأسرة موزع علي مناطق الجماهيرية وتعمل هذه المؤسسة علي نشر الوعي بين الأهالي لأهمية استقرار الأسرة.2. الحد تدريجيا من استخدام العقاب البدني للأطفال ومحاولة الوصول إلي طرق أخري للعقاب بدل من الضرب كالحرمان من الأشياء المرغوبة للطفل علي إلا تكون من الأشياء الأساسية.3. العمل بأي شكل من منع الأطفال من مشاهدة العنف المعروض في الشاشات.4. العمل علي الإقلال من الضغوط التي تقع علي عاتق الفرد والأسرة والتي تخلق الكثير من الخلافات داخل الأسرة.5. العمل علي القضاء علي البطالة والفقر وتوافر رعاية صحية أسرية لأفراد المجتمع.6. ضرورة العمل علي تغيير طريقة التسجيل والتعامل في المحاكم والنيابات مع مشكلة العنف الأسري.7. نشر الوعي بين أفراد المجتمع مع العمل علي تزويد الأفراد بمعلومات كافية وصحيحة حول مدي انتشار العنف الأسري ودوافعه وسبل التعامل الفعال مع مرتكبيه.8. نشر الوعي بين الناس بكيفية تحكم الفرد في دفعاته العنيفة، وكيفية تجنبه الوقوع في تصرفات تتسم بالعنف. | |
|
الدكتورة فاتن المراقب العام
عدد الرسائل : 180 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 05/05/2009
| موضوع: رد: العنف الاسري دوافعة وحلولة السبت يونيو 27, 2009 3:17 pm | |
| البيت نعمة قال الله تعالى :{ والله جعل لكم من بيوتكم سكناً } . سورة النحل الآية 80 . قال ابن كثير – رحمه الله - : " يذكر تبارك وتعالى تمام نعمه على عبيده ، بما جعل لهم من البيوت التي هي سكن لهم يأوون إليها ويستترون وينتفعون بها سائر وجوه الانتفاع " . وإذا تأملت أحوال الناس ممن لا بيوت لهم ممن يعيشون في الملاجئ ،أو على أرصفة الشوارع، واللاجئين المشردين في المخيمات المؤقتة ،عرفت نعمة البيت ،وإذا سمعت مضطربا يقول ليس لي مستقر ،ولا مكان ثابت،أنام أحيانا في بيت فلان،وأحيانا في المقهى،أو الحديقة أو على شاطئ البحر ، ومستودع ثيابي في سيارتي ؛ إذن لعرفت معنى التشتت الناجم عن حرمان نعمة البيت . والدافع عند المؤمن للاهتمام بإصلاح بيته عدة أمور : أولا : وقاية النفس والأهل نار جهنم ، والسلامة من عذاب الحريق : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} سورة التحريم ، الآية : 6 ثانيا : عظم المسئولية الملقاة على راعي البيت أمام الله يوم الحساب : قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه ، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته " . ثالثا : أنه المكان لحفظ النفس ،والسلامة من الشرور وكفها عن الناس ،وهو الملجأ الشرعي عند الفتنة : قال صلى الله عليه وسلم : " طوبى لمن ملك لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته " . وقال صلى الله عليه وسلم : " خمس من فعل واحد منهن كان على الله ، من عاد مريضا ، أو خرج غازيا ، أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره ، أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس " . وقال صلى الله عليه و سلم : " سلامة الرجل من الفتنة أن يلزم بيته " . . رابعا : أن الناس يقضون أكثر أوقاتهم في الغالب داخل بيوتهم ، وخصوصا في الحر الشديد والبرد الشديد والأمطار وأول النهار وآخرة ، وعند الفراغ من العمل والدراسة ، ولا بد من صرف الأوقات في الطاعات ، و إلا ستضيع في المحرمات . خامسا : وهو أهمها ، أن الاهتمام بالبيت هو الوسيلة الكبيرة لبناء المجتمع المسلم ، فإن المجتمع يتكون من بيوت هي لبناته ، والبيوت أحياء ، والأحياء مجتمع ، فلو صلحت اللبنة لكان مجتمعا قويا بأحكام الله ، صامدا في وجه أعداء الله ، يشع الخير ولا ينفذ إليه شر . فيخرج من البيت المسلم إلى المجتمع أركان الإصلاح فيه ؛ من الداعية القدوة ، وطالب العلم، والمجاهد الصادق ، والزوجة الصالحة ، والأم المربية ، وبقية المصلحين . فإذا كان الموضوع بهذه الأهمية ، وبيوتنا فيها منكرات كثيرة ، وتقصير كبير ، وإهمال وتفريط ؛ فهنا يأتي السؤال الكبير : ما هي وسائل إصلاح البيوت ؟. حسن اختيار الزوجة { جعل البيت مكانا لذكر الله -إتاحة الفرصة لاجتماعات تناقش أمور العائلة : { وأمرهم شورى بينهم } سورة الشورى الآية 38 . عندما تتاح الفرصة لأفراد العائلة بالجلوس سوياً في وضع مناسب لمناقشة أمور داخلية أو خارجية تتعلق بالعائلة ، فإن ذلك يعد علامة على تماسك الأسرة وتفاعلها وتعاونها ، ولا شك أن الرجل الذي ولاه الله أمور رعيته في بيته هو المسئول الأول ، وصاحب القرار ولكن إتاحة المجال للآخرين - وخصوصاً عندما يكبر الأولاد - يكون فيه تربية لهم على تحمل المسئولية بالإضافة إلى ارتياح الجميع لإحساسهم بأن آراءهم ذات قيمة عندما يُسألون إبداءها ، ومن الأمثلة على ذلك مناقشة الأمور التي تتعلق بالحج أو عمرة رمضان وغير ذلك من الإجازات ، والسفر لصلة رحم ، أو ترويح مباح ، وتنظيم الأعراس ووليمة الزفاف ، أو عقيقة المولود ، أو الانتقال من بيت لآخر ، ومشروعات خيرية ، كإحصاء فقراء الحي ، وتقديم المساعدات ، أو إرسال الطعام لهم ، وكذلك مناقشة أوضاع العائلة ومشكلات الأقارب وكيفية الإسهام في حلها وهكذا .. ، تجدر الإشارة هنا إلى نوع آخر مهم من أنواع الاجتماعات ، وهو جلسات المصارحة بين الأبوين وأولادهما ، فإن بعض المشكلات التي تعرض لبعض البالغين لا يمكن حلها إلا بجلسات انفرادية ، يخلو الأب بابنه يناجيه في مسائل تتعلق بمشكلات الشباب ، وسن المراهقة ، وأحكام البلوغ ، وكذلك تخلو الأم بابنتها لتلقنها ما تحتاج إليه من الأحكام الشرعية ، وتساعدها في حل المشكلات التي تعرض في مثل هذه السن ، واستهلال الأب والأم الكلام بمثل عبارة " عندما كنت في مثل سنك .. " له أثر كبير في التقبل ، وانعدام مثل هذه المصارحات هو الذي يقود هؤلاء لمفاتحة قرناء السوء وقرينات السوء ، فينتج عن ذلك شر عظيم . -عدم إظهار الخلافات العائلية أمام الأولاد : يندر أن يعيش جماعة في بيت دون نوع من الخصومات ، والصلح خير والرجوع إلى الحق فضيلة . ولكن مما يزعزع تماسك البيت ، ويضر بسلامة البناء الداخلي هو ظهور الصراعات أمام أهل البيت ، فينقسمون إلى معسكرين أو أكثر ، ويتشتت الشمل ، بالإضافة إلى الأضرار النفسية على الأولاد وعلى الصغار بالذات ، فتأمل حال بيت يقول الأب فيه للولد :لا تكلم أمك ، وتقول الأم له : لا تكلم أباك ، والولد في دوامة وتمزق نفسي ، والجميع يعيشون في نكد . فلنحرص على عدم وقوع الخلافات ، ولنحاول إخفاءها إذا حصلت ، ونسأل الله أن يؤلف بين القلوب . -الاهتمام بالأطفال في البيت ولهذا جوانب عديدة منها : تحفيظ القرآن والقصص الإسلامية : لا أجمل من جمع الأب أولاده ليقرئهم القرآن مع شرح مبسط ، ويقدم المكافآت لحفظه ، وقد حفظ صغار سورة الكهف من تكرار تلاوة الأب لها كل جمعة ، وتعليم الولد من أصول العقيدة الإسلامية كمثل التي وردت في حديث : " احفظ الله يحفظك " ، وتعليمه الآداب والأذكار الشرعية ، كأذكار الأكل والنوم ، والعطاس والسلام ، والاستئذان ، ولا أشد تنبيهاً وأقوى تأثيراً في الطفل من سرد القصص الإسلامية على مسامعه . -حفظ أسرار البيوت وعدم تسريب الخلافات الزوجية -إشاعة خلق الرفق في البيت : عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إذا أراد الله-عز وجل- بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق " رواه الإمام أحمد في المسند 6/71 وهو في صحيح الجامع 303 وفي رواية أخرى : " إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق " رواه ابن أبى الدنيا وغيره وهو في صحيح الجامع رقم 1704 . أي صار بعضهم يرفق ببعض ، وهذا من أسباب السعادة في البيت ، فالرفق نافع جداً بين الزوجين ، ومع الأولاد ، ويأتي بنتائج لا يأتي بها العنف كما قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ، وما لا يعطي على سواه " رواه مسلم ، كتاب البر والصلة والآداب رقم 2593 . -الملاطفة والممازحة لأهل البيت ملاطفة الزوجة والأولاد من الأسباب المؤدية إلى إشاعة أجواء السعادة والألفة في البيت ، ولذلك نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم جابراً أن يتزوج بكراً ، وحثه بقوله : " فهلا بكراً تُلاعبها وتُلاعبك وتضاحكها وتضاحكك " الحديث في عدة مواضع في الصحيحين ومنها البخاري مع الفتح 9/121 وقال صلى الله عليه وسلم : " كل شيء ليس فيه ذكر الله فهو لهو ولعب إلا أربع ، ملاعبة الرجل امرأته .. " رواه النسائي في عشرة النساء ص 87 وهو في صحيح الجامع . وكان صلى الله عليه وسلم يلاطف زوجته عائشة وهو يغتسل معها ، كما قالت رضي الله عنها : " كنت أغتسل أنا ورسول الله من إناء بيني وبينه واحد ، فيبادرني حتى أقول : دع لي دع لي ، قالت : وهما جنبان " مسلم بشرح النووي 4/6 . وأما ملاطفته صلى الله عليه وسلم للصبيان فأشهر أن تذكر ، وكان كثيراً ما يلاطف الحسن والحسين كما تقدم ، ولعل هذا من الأسباب التي تجعل الصبيان يفرحون بمقدمه صلى الله عليه وسلم من السفر فيُهرعون لاستقباله كما جاء في الحديث الصحيح : " كان إذا قدم من سفر تُلقي بصبيان أهل بيته " صحيح مسلم 4/1885-2772 وكان صلى الله عليه وسلم يضمهم إليه كما قال عبد الله بن جعفر : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تُلقي بنا ، فتُلقي بي وبالحسن أو بالحسين ، قال : فحمل أحدنا بين يديه والآخر خلفه حتى دخلنا المدينة " صحيح مسلم 4/1885-2772 ، . قارن بين هذا وبين حال بعض البيوت الكئيبة لا فيها مزاح بالحق ، وملاطفة ولا رحمة . ومن ظن أن تقبيل الأولاد يتنافى مع هيبة الأب فليقرأ هذا الحديث ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً ، فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحداً ، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : " من لا يرحم لا يُرحم " . مقاومة الأخلاق الرديئة في البيت : لا يخلو فرد من الأفراد في البيت من خلق غير سوي كالكذب أو الغيبة والنميمة ونحوها ، ولابد من مقاومة هذه الأخلاق الرديئة . وبعض الناس يظن أن العقوبة البدينة هي العلاج الوحيد في مثل هذه الحالات ، وفيما يلي حديث صحيح تربوي في هذا الموضوع ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اطّلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضاً عنه حتى يحدث توبة ونص الحديث في صحيح الجامع رقم 4675 . -الاعتناء بصحة أهل البيت وإجراءات السلامة " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات " رواه مسلم رقم 2192 . " وكان صلى الله عليه وسلم إذا أخذ أهله الوعك " المرض " أمر بالحساء " المرقة المعروفة " فصنع ، ثم أمرهم فحسوا ، وكان بقول : " إنه ليرتق " يشد " فؤاد الحزين ، ويسرو " يكشف " عن فؤاد السقيم ، كما تسرو إحداكن الوسخ عن وجهها " رواه الترمذي رقم 2039 وهو في صحيح الجامع رقم 4646 ، وعن بعض إجراءات الوقاية والسلامة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أمسيتم فكفوا صبيانكم ، فإن الشياطين تنتشر حينئذ ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم ، فغلقوا الأبواب ، واذكروا اسم الله ، وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ، ولو أن تعرضوا عليها شيئاً " مثل العود ونحوها " وأطفئوا مصابيحكم " رواه البخاري الفتح 10/88-89 . وفي رواية لمسلم : " أغلقوا أبوابكم ، وخمروا آنيتكم ، وأطفئوها سرجكم ، وأوكئوا أسقيتكم " شدوا رباطها على أفواها " فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً ، ولا يكشف غطاء ، ولا يحل وكاء ، وإن الفويسقة تضرم البيت على أهله " " أي تسحب فتيل السراج فيشتعل البيت " رواه الإمام أحمد في المسند 3/301 وهو في صحيح الجامع 1080 . وقال صلى الله عليه وسلم : "لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون "رواه البخاري ، الفتح 11/85 . محمد صالح المنجد- إصلاح البيوت | |
|
الدكتور عادل عامر المدير العام
عدد الرسائل : 1585 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 23/01/2009
| موضوع: رد: العنف الاسري دوافعة وحلولة السبت يونيو 27, 2009 4:48 pm | |
| ***الصبر الصبر سمة موجودة في كل البشر....متفاوتة، نسبية، و أحيانا...منعدمة عند البعض. و الله سبحانه و تعالي ذكر في كتابه الكريم...فضل الصبر و الصابرين،،،،،،لقوله تعالى " إنما يوفى الصابرون جزاؤهم بغير حساب " صدق الله العظيم . و نعلم جميعا ".ثل الخالد عن الصبر." سيدنا أيوب " ......كما تمتلئ حياة الصحابة و التابعين بروايات مختلفة عن الصبر..... الحقيقة إذا تكلمنا عن الصبر و أفضنا في الحديث......لن يكفينا الدهر. و لكن....مع مرور الوقت و السنين..و اختلاف معايير الأخلاق و العلاقات الاجتماعية.....اختلف أيضا " أو فلنقل " اختلط على البعض " المعني الحقيقي للصبر....ضاع وسط زحام المشاكل الاجتماعية......تشوه معناها عند الكثير ليصبح قول حق يراد به باطل..... يتعرض مواطن للظلم و الاستعباد و بلغة الشرطة " السحل " و يقال له " اصبر "...الصبر جميل....فيصبر......هل هذا هو الصبر؟؟؟؟؟؟عندما يقال لزوجه لا تشعر بأي سعادة و يضيع عمرها هباء أمام عينيها....اصبري..."ضل راجل و لا ضل حيطة" !!!!!!! هل هذا هو الصبر...؟؟؟؟؟ لماذا لا نفرق بين الصبر الحقيقي على الابتلاء و بين الاستسلام و الخضوع. و كإجابة على ما سبق من أمثلة أقول.......صمت المواطن " المسحول " ليس صبرا.بل هو استسلام مطلق..... صمت الزوجة التعيسة......ليس صبرا......و إنما تناسيا منها لمقولة " إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى فرائضه ".كثير منا يهرب من المواجهة......قطعا الوصول لقرار مصيري ليس بالشئ الهيّن أبدا......فغالبا على أثره تتغير حياة الفرد تماما.....و قد تتغير للنقيض أيضا. اعتقد أن الصبر الحقيقي الذي ذكر في القرآن و طولبنا به كمسلمين أن نصبر بكل رضا و سماحة على الابتلاء......فهل هذا يحدث......؟؟؟؟؟؟؟؟ لا اعتقد. عندما يفقد المواطن ثقته و كرامته نتيجة للإساءة, و ينتابه الاكتئاب من شعوره بالمهانة..لا يمكن أن نطلق على ذلك صبرا. لأنه ببساطة فقد شعور التسامح الذي يجب أن يقرن بالصبر الصحيح... عندما لا تستطيع الزوجة أن تتخذ قرار لأنها أضعف من تحمّل نتائجه....لا يمكن أن نسمّي ذلك صبرا...قد تظهر أمام الناس صبورة " و لكن أمام نفسها " هي وحدها تعلم الحقيقة....تعلم أن هذا ليس صبرا..و إنما تخاذلا..و ضعفا . إلى نفسي....، إلى كل قارئ..،، اسأل نفسك أولا....هل " صبرك المزعوم " هو صبر فعلا....أم تسمية لشئ آخر قد يثقل عليك سماعه؟؟؟؟؟؟؟؟دمتم بخير......صابرين وَبَشّرِ الصّابِرينَ (155) الّذِينَ إذَآ أصابتهم مُصِيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وإنا إلَيهِ راجِعُونَ (156) أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌُ مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ [البقرة:155-157]. الصبر اللي ربنا قال عليه هو الصبر على البلاء ولكن ما نعرفه حالين هو أن الصبر عبارة عن حبس النفس عن الجزع، واللسان عن الشكوى، والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوهما وهو خُلق فاضل من أخلاق النفس يُمتنع به من فعل ما لا يُحسن ولا يَجْمُل وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها وقيل: ( هو المقام على البلاء بحسن الصحة كالمقام مع العافية ) ومعنى هذا أن لله على العبد عبودية في عافيته وفي بلائه فعليه أن يحسن صحبة العافية بالشكر، وصحبة بلاء بالصبر وهذا أجمل ما قرأته عن الصبر على البلاء وتصبير النفس | |
|