الدكتور عادل عامر المدير العام
عدد الرسائل : 1585 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 23/01/2009
| موضوع: التسلق الاجتماعي الأحد يناير 25, 2009 10:33 pm | |
| التسلق الاجتماعي الدكتور عادل عامر تتلاحم تلك الجموع من الدفعة الجديدة في قاعة المحاضرات بأجسادها فقط تبقى النفوس والعقول في عالمها الخاص فالأهداف غير المعلنة هي المتحكم الرئيسي في ذلك الصراع والذي تبدأ معاركه وصراعا ته مع اليوم الأول للدراسة وقد دفعني الفضول ذات يوم إلى الذهاب للمستشفى الجامعي ومحاولة الاقتراب من تلك الجموع الشابة ولكن بعد تخرجها أي في مرحلة الامتياز لأرى بنفسي تأثير تلك الأهداف الغير معلنة على شخصية الطبيب الشاب ومقدار إدراكه لقيمة رسالته في تلك الحياة فلم أجد سوى التقسيم الذاتي وبنفس الكيفية مع اختلاف طفيف في الوجوه حيث استطاعت بعض الوجوه القليلة وذلك بسبب ذكائها واجتهادها المتفاني أن تضع لنفسها مقعداً بقوة الاجتهاد المتواصل بين جموع المتفوقين أما الغالبية العظمى فلازالت تدور في غمار الأهداف غير المعلنة الزواج والارتباط ـ التسلق الاجتماعي ـ قضاء وقت لطيف في شلل من الأولاد والبنات لإرضاء الذات أين ذهب الهدف المعلن ؟؟ أين طلب العلم وخدمة المجتمع ؟؟ حين تسألهم عن عدم تحقيقهم للهدف المعلن على بطاقة الترشيح للجامعة ألا وهو طالب علم بكلية الطب تندفع في اتجاهك نفس المدافع الرشاشة ـ النظام بايظ ـ مفيش تعليم في الكلية ـ الدكاترة متخلفين ـ الكوسة ظلمتنا . فأجدني أعود سريعاً لأول يوم جامعة علّني أستطيع اللحاق بهؤلاء المغررين الجدد إنهم عقول شابة.. مجتهدة لديها الأمل والطموح ولكن في ماذا ؟؟ لقد سيطر التفاوت الاجتماعي والمادي على عقولهم وأحلامهم فاندفعوا بأهدافهم غير المعلنة وراء هذا الطموح في سباق محموم ولكن علي قبل البدء في الحديث مع تلك العقول الشابة عن أول يوم جامعة وسؤالهم عن الأهداف غير المعلنة أن أسأل نفسي أولاً لماذا هبطت علينا من الأساس تلك الأهداف غير المعلنة ؟ لماذا أصبحت الرغبة في التسلق الاجتماعي والمادي هي المحرك الأساسي لطاقة الإنسان غير المحدودة ولماذا لم يعد لحب المجتمع وفقرائه مكان في تلك القلوب الشابة. فأجدني أقف على أعتاب غربة أخرى إنها الغربة الداخلية غربة الإنسان عن أهدافه الحقيقية التي خُلق من أجلها وطموحه خلف تلك الأهداف اللعينة وغير المعلنة فأعود لبداية كتاباتي على اسم مصر حينما بحثت عن أسباب الغربة الخارجية فأجدها نفس أسباب الغربة الداخلية نعم إنها نفس الأسباب القهر القهر الذي يشعر الإنسان به منذ بداية عهده مع الحياة إن قوة نفوذك هي السلاح الأساسي الذي تستطيع أن تقتحم به غمار هذا المعترك الشرس . ثم الاستهلاك بكافة صوره وأشكاله فيتعلمها الطفل بالفطرة النفوذ القوة ويبحث دون إدراك منه فيجد القوة في سلاحين النفوذ الاجتماعي النفوذ المادي فتدفعه فطرته نحو التفوق في مدرسته ولكنه ليس التفوق المحب للعلم والتعلم لا بل هو التفوق رغبة في أن أصبح الأول أو من العشرة الأوائل القتال من أجل الدرجة ونصف الدرجة وليس من أجل حب العلم والتعلم والسبب لأنه بداية طريق النفوذ الاجتماعي وتذهب كل تلك الجموع من المتفوقين والحاصلين على أعلى المعدلات في الثانوية إلى كلية الطب في أولى أيام الجامعة حاملين أحلام النفوذ الاجتماعي وأكررها ثانية كل تلك الجموع فيصدمهم التقسيم الذاتي أماكن النفوذ محجوز أغلبها للأولاد والبنات الكلاس من هنا تعلن الأهداف غير المعلنة عن وجودها صراحة في ذهن وعقل الشاب فلم يعد النفوذ الاجتماعي ممكناً من خلال التفوق الدراسي إذن خلينا بقى نعيش حياتنا فيظهر الفارق الاجتماعي في تربية تلك الجموع فالتربية متفاوتة في مقدار العيب والمش عيب بمعنى المحترم منهم يعيش أيام الجامعة باحثاً عن الزواج والارتباط وهو مش لاقي يأكل في الأساس ولكنها الرغبة في إثبات الذات فبعد أن ضاع حلم إثبات الذات من خلال النفوذ الاجتماعي عن طريق التفوق الدراسي ـ خليني بقى أثبت ذاتي في حاجة ثانية أحب وأتحب أمّا الفئة الأخرى أصحاب تربية الشباك المفتوح على البحري فيتجهون لإثبات الذات في الديسكوهات ودول بقى بيجيبوا من الآخر فتجد صداقات مشبوهة وتعاملات شاذة داخل الكلية ـ طيب واللي معندهومش إمكانية المشاركة في هذا السباق يعملوا إيه يبقوا في الظل بدون إثبات للذات لا المظاهرات موجودة والتيار الإسلامي موجود فتجد شباباً بكل أسف لا يمتلك أدنى مستويات الثقافة في دينه ودنياه يندفع لينتقد كل شئ وأي شئ وأصبح بين يوم وليلة حاملاً للواء الدين على طريقة الاهتمام بأمر المسلمين والحزن عليهم ونسى أن هدفه المعلن على بطاقة الترشيح للجامعة كان طالباً بكلية الطب أين ذهب ذلك الهدف المعلن وهو الشاب المفترض أنه يمثل الدين في سلوكياته فتجد بكل أسف أغلب طلبة هذا التيار الإسلامي ( إن جاز تسميته هكذا ) من النماذج المؤسفة علمياً عليها اللعنة تلك الغربة الداخلية غربة الأهداف غير المعلنة فلم يكن طلب العلم من أجل التعلم وخدمة المجتمع هدفاً لتلك الجموع فقد ظل ولازال التسلق والنفوذ الاجتماعي هو المحرك الرئيسي لهم وهو المحرك الرئيسي للرغبة في التفوق وإلا لماذا يفتر حماس طلبة كلية الطب بعد تيقنهم من سيطرة أولاد الأساتذة على مقاعد المعيدين ؟؟ لأنها الوظيفة الوحيدة التي تمنحه البرستيج الاجتماعي والنفوذ المتصاعد داخل الحرم الجامعي ويبقى التسلق الاجتماعي والمادي هو مصدر طاقة السعي نحو الأهداف غير المعلنة . ولكن ..أين الحل إن أسوأ ما في الحياة هو تحليل المشكلة دون حلها وقد انشغلت كثيراً أنا أيضاً بالحل لأنني كنت يوماً ما من تلك الجموع فوجدتني أرسو بسفينتي الحائرة على بر القرآن ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) لأجد نفس الآية في انتظاري وأن أسأل نفسي وأتأمل من حولي هل حقاً تحركني في اليوم للدراسة الأهداف غير المعلنة فلنبدأ سوياً جلسة مصارحة مغتربين وغير مغتربين لنسأل أنفسنا إلى أي مدى تحرك حياتنا الأهداف غير المعلنة علّنا نعود لأول يوم جامعة ونبدأ بداية أخرى لحياتنا الأخرى وتلك البداية تكالواحد (وحيد لماذا يسّر الله تعالى لعمرو خالد وأعانه على تحقيق رسالته ولم ييسر لجموع أصحاب الأهداف الغير معلنة ؟؟ وسوف أختصر لكم الوقت وأجيب على السؤال حيث ظهرت الإجابة واضحة من الأستاذ عمرو خالد حينما قال في حواره مع محمود سعد في مباشر بالحرف الواحد ( أنا من غير الإخلاص يا أستاذ محمود أتمسح. ما يبقاش ليا أي قيمة ولو حد عايز يدعي ليا بدعوة يدعو ليا بالإخلاص ) أدركها هذا الرجل الفاضل فلم تكن لعمرو خالد أهداف غير معلنة بل رست سفينته على مرسى الآية الكريمة ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) فلازلتُ حالماً أن تكون تلك الكلمات التي أكتبها هنا دليلاً لطلاب أولى جامعة فهم أحد أهم أهداف تلك الوريقات علّني ألحق بهم في بداية الطريق .. | |
|