إسرائيل تربط التهدئة بإطلاق شاليط وحماس ترفض
قضايا التهدئة والمعابر وشاليط ظلت على طاولة الحكومة الإسرائيلية منذ أيام (الفرنسية) رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القرار الذي اتخذه المجلس الأمني الوزاري الإسرائيلي المصغر حول ربط التهدئة بإطلاق سراح الجندي الأسير جلعاد شاليط، معتبرة ذلك بمثابة فرض شروط جديدة في اللحظات الأخيرة. وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم الأربعاء إن الموقف الإسرائيلي يتناقض بالكلية مع المواقف الفلسطينية والمصرية، مضيفا أن ما قامت به إسرائيل يمثل تعطيلا متعمدا للجهود المصرية وتهربا من استحقاقات التهدئة. ورأى برهوم أن هدف هذه الشروط استخدامها كورقة سياسية بين يدي التحالفات الإسرائيلية القائمة بهدف ابتزاز حماس والفصائل الفلسطينية وحشرها في زاوية الخيارات الإسرائيلية. وأكد أن حماس ليس لديها اعتراض على الإفراج عن شاليط إذا استجابت إسرائيل لمطالب الحركة بشأن السجناء الفلسطينيين، لكنه أصر على أن الحركة لن تقبل أي ربط بين شاليط والتهدئة المقترحة. مراوغة إسرائيلية من جانبه انتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قرار تل أبيب واعتبره جزءا من "المراوغة" من جانب إسرائيل التي تحاول الحصول على ما تريد دون أن تعطي أي تنازلات. وكان المجلس الوزاري المصغر المعني بشؤون الأمن في حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته إيهود أولمرت، قرر في اجتماعه ظهر الأربعاء عدم إبرام اتفاق تهدئة مع الفصائل الفلسطينية وفتح المعابر قبل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المحتجز في غزة جلعاد شاليط. وأقر المجلس مبدأ الإفراج عن سجناء فلسطينيين من أجل استعادة شاليط، وقال إنه سيتم إعداد قائمة بالأسماء في أقرب وقت ممكن للحصول على موافقة الحكومة عليها، لكن لم يتضح ما إذا كانت القائمة ستتفق مع قائمة حماس التي تضم نحو 1400 سجين فلسطيني. وكان أولمرت قد ألمح الثلاثاء إلى احتمال عدم التوصل إلى أي اتفاق مع حماس ونقل الملف إلى الحكومة الإسرائيلية الجديدة، لافتا إلى أنه لن يتراجع عن موقفه المتمسك بربط اتفاق التهدئة بالإفراج عن الجندي الذي أسرته فصائل المقاومة الفلسطينية عام 2006. موقف حماس وترفض حماس التي تسيطر على قطاع غزة الربط بين اتفاق مبادلة السجناء وخطة مصرية لهدنة مدتها 18 شهرا تتضمن فتحا للمعابر، وهو أمر حيوي لجهود إعادة إعمار غزة بعد العدوان الذي شنته إسرائيل على القطاع أواخر ديسمبر/كانون الثاني واستمر 22 يوما. وقال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل خلال مؤتمر صحفي مع عمرو موسى عقد في العاصمة السورية دمشق الثلاثاء إن الإفراج عن شاليط لن يتم إلا بصفقة تتضمن إطلاق 1400 أسير فلسطيني. من جانبه قال مارك ريجيف المتحدث باسم أولمرت إن المبعوث الإسرائيلي عاموس جلعاد قد يعود إلى القاهرة قريبا لمواصلة المحادثات، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتفهم نوع الثمن الذي يحتاجه إطلاق سراح شاليط. وقال ريجيف إن إسرائيل غير مهتمة بأي وقف رسمي لإطلاق النار، مضيفا "سنرد على التهدئة بتهدئة وستظل هذه هي سياستنا". وتقول إسرائيل إن أي ترتيبات تم التوصل إليها بشأن وقف إطلاق النار سيتم التفاوض عليها مع جلعاد وأولمرت وكان عاموس جلعاد الذي يرأس الدائرة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية قد هاجم أولمرت واتهمه بالتقاعس في حل ملف الأسرى والانشغال عن ذلك "بمحاولة إذلال مصر" عبر تغيير الإستراتيجية المتفق عليها بالنسبة لموضوعي تبادل الأسرى واتفاق التهدئة مع حركة حماس. وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية الصادرة الأربعاء إن هذا الهجوم الحاد جاء ردا على ما نشرته الصحيفة نفسها الثلاثاء من أنباء تتهم جلعاد -وفقا لمكتب أولمرت- بالعمل في مسار منفرد أمام مصر وبأنه يجر أولمرت إلى اتفاقيات لا يريدها. واعتبر جلعاد أن المفاوضات التي تمت برعاية مصرية نجحت في الربط جزئيا بين فتح المعابر وملف شاليط، واستغرب تبدل موقف أولمرت عبر وضعه ملف شاليط الذي كان مهملا في السابق قبل التهدئة، معتبرا أن ذلك قد يؤدي إلى اضطرار المصريين لسحب أيديهم من هذه القضية. ميدانيا، قالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس إن قوة إسرائيلية خاصة توغلت شرق حي الزيتون بغزة في ساعات مبكرة من فجر الأربعاء، لكن المقاومة تصدت لها بالأسلحة الرشاشة وقذائف "آر.بي.جي" وأجبرتها على الانسحاب.