السلوك وأنواعه
السلوك هو عمل الإنسان الإرادي المتجه نحو غاية معينة مقصودة، تهدف إلى تحقيق مطالب جسدية أو نفسية أو روحية أو فكرية.
والسلوك نوعان:
1- خلقي: وهو ما كان نابعا عن صفة نفسية قابلة للمدح أو الذم كإعطاء الفقير، والإنفاق في وجوه الخير حال كونه نابعا عن جود وكرم، وكذلك الإقدام دفاعا عن الحق، وإزهاقا للباطل حال كونه نابعا عن الشجاعة، فهذه صفات حميدة لأنها من فضائل الأخلاق، فآثارها تابعة لها في الحكم. روى أبو سعيد الخدري عن النبي قال : { لا يحقرن أحدكم نفسه ، قالوا: يا رسول الله كيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: يرى أن عليه مقالا، ثم لا يقول فيه، فيقول الله يوم القيامة، ما منعك أن تقول كذا أو كذا؟ فيقول: خشيت الناس، فيقول الله (فإياي كنت أحق أن تخشى) } ( ) .
2- سلوك إرادي غير خلقي: منه ما هو استجابة لغريزة جسدية كالأكل المباح عن جوع، والشرب المباح عن ظمأ، فقد يجوع الإنسان فيأكل ملبيا حاجة عضويته، وهنا نقول: إن تناوله للطعام بتأثير دوافع الجوع سلوك لا علاقة له بميزان الأخلاق إيجابا أو سلبا، ولكن شرهه الزائد عن الحاجة والموقع له في المضرة سلوك ناتج عن خلق غير محمود، أما قناعته فيه والتزامه بمقدار الحاجة -ذلك بضبط نفسه عن دوافع الشره -سلوك أخلاقي كريم، ناشئ عن قوة إرادته العاقلة التي تمنعه عن مواقع الضرر.
ومن هذا يتبين لنا الآتي:
1- أن السلوك إما أن يكون سلوكا خلقيا، وإما يكون سلوكا لا علاقة له بالأخلاق.
2- أن السلوك الإرادي غير الخلقي يكون استجابة لغرائز، شريطة أن يكون على قدر الحاجة بلا زيادة ولا نقصان. فمثلا: الأكل قدر الحاجة سلوك إرادي خلقي إذا كان استجابة لغريزة الجوع، فإذا زاد عن الحاجة أو نقص تحول إلى سلوك أخلاقي ذميم عند الزيادة، لأنه نابع عن صفة مرذولة هي الشره، أما عند النقص فيكون محمودا إذا كان نابعا عن قناعة مع نية صالحة لأنها من الفضائل.