منتدي الثقافة القانونية
منتدي الثقافة القانونية
منتدي الثقافة القانونية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي الثقافة القانونية

ليس عليك ان يقتنع الناس برأيك الحق ولكن عليك ان تقول للناس ما تعتقد أنه حق
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فقهاء الصحابة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الدكتور عادل عامر
المدير العام
الدكتور عادل عامر


ذكر
عدد الرسائل : 1585
العمر : 58
تاريخ التسجيل : 23/01/2009

فقهاء الصحابة Empty
مُساهمةموضوع: فقهاء الصحابة   فقهاء الصحابة I_icon_minitimeالجمعة فبراير 20, 2009 8:23 am

فقهاء الصحابة
هذا وقد بَلَغ الذين حُفِظَت عنهم الفتوى من الصحابة والصحابيَّات ما يزيد على ثلاثين ومائة، وكان منهم المكثرون في الفتوى، والمتوسِّطون فيها، والمقلِّون؛ فالمكثرون سبعة هم: عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وعائشة أم المؤمنين، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر. ومن المتوسطين في الفتاوى: أبو بكر الصديق، وأم سلمة، وأنس بن مالك، وأبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، وعثمان بن عفان، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير، وأبو موسى الأشعري، وسعد بن أبي وقَّاص، وسلمان الفارسي، وجابر بن عبد الله، ومعاذ بن جبل. أمَّا المقلُّون من الصحابة في الفتاوى فهم الباقون؛ إذ لم يَرِدْ عن الواحد منهم إلا الفتيا في بعض المسائل، وقد لا تتجاوز مسألة أو مسألتين[1].
فكان عمر بن الخطاب t - على سبيل المثال - أحد عمالقة الفقه في عصر الصحابة y جميعًا، وفي ذلك يقول الشعبي: "إذا اختلف الناس في شيء فخذوا بما قال عمر". وقال عنه ابن مسعود أيضًا: "إني لأحسب عمر ذهب بتسعة أعشار العلم". وكذا قال: "لو أن عِلْمَ عُمَرَ وُضِعَ في كفَّة الميزان وَوُضِعَ عِلْمُ أهل الأرض في كفَّة لرجح علم عمر". كما قال حذيفة: "كأن علم الناس مع علم عمر دس في جحر"[2].
ولا ريبَ أن المقصود بعلم عمر هذا هو الفقه في الدين ومعرفة استنباط الأحكام، ودليل ذلك ما جاء واضحًا في قول مسروق: "كان أصحاب الفتوى من أصحاب رسول الله r: عمر، وعلي، وابن مسعود، وزيد، وأُبَيُّ بن كعب، وأبو موسى الأشعري". وقال عامر: "قضاة هذه الأمة أربعة: عمر، وعلي، وزيد، وأبو موسى الأشعري"[3].
وهؤلاء الصحابة المذكورون كانوا هم أكثر من اشتهر بالفتوى والفقه في زمنهم، وقد قال سعيد بن المسيِّب عن فقه علي بن أبي طالب وفقه ابن مسعود رضي الله عنهما: "كان عمر يتعوَّذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن، وشهد رسول الله r لعبد الله بن مسعود بأنه عليم معلم"[4]t بالفقه: "كانوا يرون أعلمهم بالمناسك عثمان بن عفان، ثم ابن عمر بعده"[5].. وقال ابن سيرين عن علم عثمان
ويضاف إلى هؤلاء الصحابة عائشة رضي الله عنها، والتي قال أبو موسى عنها: "ما أشكل علينا - أصحاب محمد r - حديث قطُّ فسألناه عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا"[6].
وقد كان الصحابة y يجتهدون حين لم يكن نصٌّ، وما كان اجتهادهم إلا قَبَسَةً من نور النبوة؛ لأنهم أعرف الناس بمقاصد الشريعة وغاياتها، فليس رأيهم الرأي، ولكنه الاتِّباع والاهتداء، حتى قال فيه الإمام مالك: "هو رأي وما هو بالرأي". وذلك لأنه ليس تهجمًا على الحقائق، ولكنه مقيَّد بما علموا من أمر الرسالة والشريعة، وما أدركوا من أقوالٍ، وشاهدوا من أعمال. ولقد ذكر الإمام ابن قيِّم الجوزية أن آراء الصحابة كثير منها سُنَّة؛ لأن كثيرين منهم كانوا يُؤْثِرُون أن يُفْتُوا ناسبين القول لأنفسهم على أن ينسبوه للنبي r خشية أن يُشَبَّهَ عليهم، ويقعوا في عموم قول النبي r: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"[7]r وإما مستلهمة من وحيها، أو نابعة من نبعها، وهي في كل الأحوال نور من نورها[8].، ولقد ألحق جمهور المسلمين فتاوى الصحابة وأقوالهم بالسُّنَّة؛ لأن أقوالهم إما سنة عن النبي
وكما أن الصحابة سادة الأمة وأئمتها وقادتها فهم سادات المفتين والعلماء؛ قال الليث عن مجاهد: "العلماء: أصحاب محمد r". وقال سعيد عن قتادة في قوله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ}[9]r"[10]. قال: "أصحاب محمد
فهم أفقه الناس لرُّوح الإسلام وأعلمهم بمقاصده؛ لأنهم تخرَّجوا في مدرسة النبوة، وشاهدوا أسباب نزول الآيات، وورود الأحاديث، مع سلامة فطرة، ونور بصيرة، وتوجَّه للحقِّ، وجودة في الفَهم، وتمكُّن من اللغة، ولهذا اجتمعوا على رأي، أو نقل عن عدد منهم، ولم يُعْرَف لهم مخالف، فكان أقرب ما يكون تعبيرًا عن صلب الشريعة ولبُّ الإسلام[11].



[1] انظر عبد الرحمن حسن حبنكة: الحضارة الإسلامية ص507، 508.
[2] ابن قيم الجوزية: إعلام الموقعين 1/16.
[3] ابن سعد: الطبقات الكبرى 2/ 351، وابن قيم الجوزية: إعلام الموقعين 1/16.
[4] ابن قيم الجوزية: إعلام الموقعين 1/ 16.
[5] المصدر السابق 1/ 18.
[6] الترمذي: المناقب، باب فضل عائشة رضي الله عنها (4257).
[7] البخاري: كتاب العلم، باب إثم من كذب على النبي r (104).
[8] الشيخ محمد أبو زهرة: دراسة تحليلية في تاريخ الفقه الإسلامي، ص 21، 22، وهي من تقديمه لكتاب أحمد تيمور باشا: نظرة تاريخية في حدوث المذاهب الفقهية الأربعة.
[9] (سبأ: 6).
[10] ابن قيم الجوزية: إعلام الموقعين 1/14.
[11] يوسف القرضاوي: الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد ص36
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adelamer.yoo7.com
 
فقهاء الصحابة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الصحابة حفظة الفقة وناقلوه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي الثقافة القانونية  :: عامر للعلوم الاسلامية :: عامر للفقة الاسلامي-
انتقل الى: