حركة السياحة بمنطقة الحسين بعد الحادث
عادت إلى باريس ظهر يوم الاثنين طائرة تقل مجموعة من الشباب الفرنسيين الذين تعرضوا مساء الأحد لحادث انفجار الحسين الذي أدى إلى مقتل سائحة فرنسية وإصابة 13 آخرين من الفرنسيين،بالإضافة إلى سائح ألماني و3 سعوديين و4 مصريين. وعاد على متن الطائرة 55 شاباً من مجموعة الشباب الفرنسيين الذين كانوا ضمن رحلة إلى مصر نظمتها لهم بلدية مدينة لوفالوا- بيريه. وكان الشباب قد وصلوا إلى مصر يوم 16 فبراير 2009 في زيارة لمدة ثمانية أيام، برفقة سبعة من المشرفين على الرحلة. ومكث في مصر خمسة عشر شاباً بينهم ثلاثة يتلقون العلاج بالقاهرة . كانت قد وصلت إلى مطار القاهرة الدولي يوم "الإثنين " طائرة إسعاف فرنسية طراز (بيتش 350) وعلى متنها 6 أطباء فرنسيين من مختلف التخصصات للمشاركة في علاج ونقل السائحين الفرنسيين الذين تعرضوا للإصابة في حادث الإنفجار. كما وصل إلى القاهرة على متن طائرة فرنسية خاصة 11 من أسر المصابين الذين توجهوا إلى مستشفى معهد ناصر للأطمئنان على أقاربهم المصابين. ومن جانبه، أكد رئيس جمعية منظمي الرحلات الفرنسية، رونيه مارك شيكلى أن الشركات الفرنسية للرحلات السياحية لن تلغي الرحلات السياحية إلى مصر في أعقاب إنفجار الحسين مشيراً في تصريح له الاثنين أن السائحين الفرنسيين أنفسهم لم يطلبوا إلغاء أو تأجيل الرحلات السياحية التي كانوا ينوون القيام بها إلى مصر.
حركة السياحة بمنطقة الحسين بعد الحادث
وقد عادت حركة الحياة إلى صورتها الطبيعية بمنطقة الحسين التي شهدت الانفجار حيث شهدت المنطقة الاثنين رواجاً سياحياً كبيراً. وبدأ العاملون بالمحلات الكائنة بالمشهد الحسيني كعادتهم صباح كل يوم بنشر المقاعد والمناضد أمام محلاتهم والتي إمتلأت بالمواطنين والسائحين الأجانب والعرب الذين حرصوا على تناول طعام الإفطار بتلك المنطقة الأثرية. ثم قام السائحون كما هو متبع بجولات حرة داخل البازارات ومحلات الحلى الفرعوني التي تشتهر بها المنطقة. وأكد بعض العاملين بمنطقة الحسين عدم تأثير الحادث على حركة السياحة بالمنطقة وأن هناك إقبالاً من السائحين على زيارة المنطقة. كما أعرب السائحون - في تصريحات مماثلة - عن سعادتهم البالغة بوجودهم في تلك المنطقة الاثرية الهامة ، مؤكدين شعورهم التام بالأمان في مصر ونيتهم العودة مرة أخرى لزيارتها ودعوة اصدقائهم لتلك الزيارة. كما أكد السائحون أن مثل تلك الحوادث تحدث في جميع أنحاء العالم ولا تعبر عن طبيعة الشعب المصري الذي يتسم بالسلام والمودة والكرم وهو ما لمسوه من خلال زيارتهم إلى البلاد. ومن جهته، أكد مساعد أول وزير السياحة هشام زعزوع أن غرفة العمليات التي شكلها وزير السياحة زهير جرانة برئاسته مستمرة في عملها منذ وقوع حادث التفجير الإرهابي بالمنطقة من أجل التيسير على المصابين ومساعدة السياح في عودتهم إلى بلادهم أو استمرارهم في مصر. وقال زعزوع "أن غرفة العمليات تتواصل مع كافة الوزارات المعنية والمستشفيات وسفارات المصابين لتلبية احتياجاتهم".وأشار إلى أن وفداً من وزارة السياحة قام بزيارة المصابين في المستشفيات للاطمئنان على حالتهم والتخفيف عنهم من آثار الحادث، وأنه لم يتبق من السائحين المصابين سوى ثلاث فرنسيين في المستشفيات حالتهم مستقرة جميعاً وينتظر خروجهم خلال الساعات القادمة . وأضاف زعزوع إلى أن وزير السياحة قرر قطع رحلة العمل التي يقوم بها إلى إيطاليا وبولندا والعودة إلى القاهرة من أجل متابعة آثار الحادث وتلقى آخر التقارير الخاصة به ووضع خطة العمل التي يمكن من خلالها مواجهة آثار هذا الحادث. وقد توقعت مجلة "تور ماج" الفرنسية السياحية المتخصصة أن تتجاوز مصر سريعاً أثار إلانفجار، كما تجاوزت غيره من الاعتداءات الإرهابية، بفضل المواقع والأماكن السياحية الاستثنائية المتميزية التي تشتهر بها ضمن مواقع التراث والثقافة الإنسانية العالمية. ودعت المجلة، التي تعد مرجعاً هاماً للمتخصصين في مجال السياحة بفرنسا وأوروبا، في مقال لها بعنوان "مصر تقول لا للإرهاب كان الرئيس محمد حسني مبارك قد بعث برقية إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، معرباً عن عزائه ومواساته في وفاة المواطنة الفرنسية على إثر الحادث معبراً في برقيته عن التقدير للبيان الصادر عن الإليزيه مساء الأحد وماأكده من تضامن فرنسا مع مصر في مواجهة قوى الإرهاب والتطرف. ومن جانبه، أعرب نيكولا ساركوزي عن تأثره الشديد للاعتداء الذي استهدف حياً سياحياً في القاهرة القديمة وقتلت فيه سائحة فرنسية، موضحاً في بيان الاليزيه أن الرئيس قدم "تعازيه لأسرة الضحية ووجه رسالة تعاطف وتضامن للجرحى وذويهم".وقد أدانت لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى الحادث، وطالبت في بيان لها كافة القوى الوطنية والشعبية بالإستمرار في الوقوف صفاً واحداً في إطار الجهود المصرية المتكاملة لعدم تحقيق المخططات الفردية والجماعية لزعزعة الإستقرار والأمن المصري. وأكدت اللجنة أن الحادث الإجرامي يتنافى مع تعاليم كافة الأديان السماوية التي ترفض الإرهاب بكافة أشكاله وتحرم قتل الأبرياء والآمنين والنفس بدون وجه حق . وأضافت أن هذا الحادث لن يحقق بأى حال من الأحوال الهدف الذي يسعى إليه مرتكبوه ، فمصر ستظل دوماً في إستقرار وأمن وأمان ولن تتأثر أبداً بمثل هذه الأعمال التى تهدف للنيل من إستقرارها وثوابت سياستها الخارجية . وقالت اللجنة إن هذا الحادث الإجرامي يجىء في توقيت حاسم على طريق التعامل مع الأزمة المالية العالمية وحل بعض مشاكل الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تضطلع مصر بالدور الرئيسي والمحوري في سبيل التوصل لحل عادل يتفق مع المصلحة الوطنية الفلسطينية الأمر الذي أثار مزايدات لدى هؤلاء الذين يسعون لتحقيق مصالحهم على حساب الشعب الفلسطيني. كما أدان الدكتور بطرس بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان بأشد عبارات التنديد حادث الإنفجار مستنكراً هذا الحادث بإعتباره حادثاً إجرامياً يردع حياة الآمنين وينتهك حق الإنسان في حياة آمنة ومستقرة وهو حق أصيل من حقوق الإنسان ، مشيراً إلى أن هذا الحادث الإرهابي يؤثر أيضاً على حقوق المصريين الآخرين فى العيش الكريم الآمن. وأدانت سوريا التفجير الإرهابي بمنطقة الحسين. وأكد مصدر مسئول بالخارجية السورية أن بلاده أكدت دوماً رفضها لمثل هذه الأعمال الغريبة على مجتمعاتنا والتي تتنافى مع الأصالة والأخلاق العربية. وقد أدان عدد من سفراء الدول الأوروبية المعتمدين بالقاهرة حادث الانفجار.
فمن جانبه، إستنكر الدكتور كلاوس ابيرمان رئيس وفد مفوضية الاتحاد الأوروبي بالقاهرة الحادث ووصفه بالمروع، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي يدين الأعمال الإرهابية في كل مكان بالعالم .
ووصف كريستيان هوب سفير الدنمارك تلك العملية بأنها مفزعة حيث أنه تم تنفيذها في حي الحسين الذي يعد منطقة جذب للسياح من مختلف الجنسيات ، معرباً عن أسفه لتلك العملية التي ستؤدي إلى تأثير كبير على حركة السياحة.
وطالب دانيال لوروي سفير بلجيكا لدى مصر بسرعة القبض على مرتكبي الحادث، مؤكداً أن بلاده تشجب وتدين أعمال العنف التي تستهدف أرواح الأبرياء من المدنيين.
وعبرت مالين كارى سفيرة السويد عن أسفها للحادث انفجار الحسين، كما أكد توماس نادر سفير النمسا لدى مصر أن بلاده تدين العنف بكافة أشكاله الإرهابية.
وأكد السيد برند اربل سفير ألمانيا لدى مصر أن الإرهاب ليس مقتصراً على مصر وأن جميع دول العالم تتعرض لمثل هذه الحوادث معرباً عن تعاطفه مع ضحايا الحادث مشيراً إلى أن مسئولاً من السفارة قام بزيارة الألماني الذي أصيب في الهجوم .
ومن جهته، استنكر رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون حادث التفجير، وقال أن هناك من يريد زعزعة استقرار مصر التي تعد إحدى الدول المعتدلة بالمنطقة ".
بيان وزارة الداخلية بعد الحادث
كانت وزارة الداخلية المصرية قد أصدرت بياناً بعد الحادث جاء فيه "أن انفجاراً وقع في الحديقة المواجهة لمسجد الإمام الحسين وأصيب نتيجة ذلك 14سائحاً فرنسياً وألماني واحد و3 سعوديين و4 مصريين من بينهم طفل وأحد أفراد الشرطة.الشرطة تعتقل 3 أشخاصوأضاف البيان إنهم نقلوا جميعاً فور وقوع الحادث إلى المستشفيات لإسعافهم من إصابات أغلبها بسيطة عدا سائحة فرنسية توفيت متأثرة بإصابتها. وأشار إلى أن الدلائل الأولية أوضحت أن العبوة التي انفجرت كانت موضوعة أسفل مقعد حجرى بموقع الحادث، وجارى استكمال الفحص المعملي بمعرفة خبراء المعمل الجنائي وتتابع الأجهزة الأمنية المعنية تكثيف إجراءاتها لكشف كافة الملابسات وضبط الجناة وأخطرت النيابة للتحقيق".وقال الدكتور عبد الرحمن شاهين، المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، إنه لا توجد سوى إصابة واحدة توصف بالحرجة بسبب دخول شظايا في الرئة.
وكانت وزارة الصحة والسكان قد أوضحت في بيان لها أن حصيلة ضحايا حادث الانفجار بلغ 25 شخصاً. وأوضحت أنه يوجد قتيلة فرنسية واحدة وأن عدد المصابين يصل إلى 24 شخصاً هم 17 فرنسياً وألماني واحد و3 سعوديين و3 مصريين. وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد أعلنت نقلاً عن الشرطة المصرية أنها أوقفت الاثنثن ثلاثة مشتبه فيهم بعد الاعتداء.