تفاصيل حادث الحسين
وقع انفجار مساء أمس أمام المشهد الحسيني في منطقة الأزهر، ناجم عن عبوة ناسفة بالقرب من أحد المقاهي، ما أسفر عن مقتل سائحة فرنسية- بحسب الرواية الرسمية- وإصابة 16 آخرين، بينهم 9 فرنسيين، وسائح ألماني، و3 سعوديين، و3 مصريين، في الوقت الذي لم تعلن فيه أي جهة مسئوليتها عن الحادث، وسط تضارب في رواية شهود العيان والرواية الرسمية حول ملابساته.
والحادث هو الأول من نوعه الذي تشهده القاهرة منذ وقوع تفجير ميدان عبد المنعم رياض في 30 أبريل 2005م، بعد أيام من تفجير خان الخليلي المجاورة، وهما الحادثان اللذان اتهمت السلطات المصرية، مجموعة من الشباب بالمسئولية عنهما.
وأفاد شهود عيان أن الانفجار وقع في الساعة السادسة والنصف مساء أمس، عندما سمع أصحاب المتاجر وزوار المنطقة السياحية دوي انفجار قوي، بالقرب من مقهى الفيشاوي الشهير، ناجم عن إلقاء قنبلة يدوية ألقيت من أعلى فندق "الحسين السياحي"، وأن قنبلة أخرى لم تنفجر على الفور، وتم إبطال مفعولها.
وقال محمد زايد من أصحاب البازارات القريبة من مكان الحادث لـ"المصريون" إنه ظن للوهلة الأولى عندما سمع دوى انفجار شديد جدا، أنه انفجار ناجم عن اسطوانة غاز في مقهى الفيشاوي، فخرج هو ومن معه من المتواجدين إلى مكان الانفجار فوجد آثار انفجار قنبلة قريبة من المقهى، وسط تواجد من قوات الشرطة التي انتشرت على الفور في المنطقة، حيث أمرت المواطنين بالانصراف.
وقال شاهد آخرلـ"رويترز" إن الانفجار وقع لحظة تسجيل هدف في مباراة الأهلي وبتروجيت، عندما كان رواد المنطقة يتابعونها على شاشة التلفزيون، الأمر الذي دفع البعض للاعتقاد بأن هناك تفجيرا صوتيا ابتهاجا بالهدف لكن الموجودين قرب الانفجار هرعوا للهرب مما تسبب في سقوط عدد منهم على الأرض.
وفيما قال شاهد آخر إن مهاجما يركب دراجة نارية ألقى القنبلة فيما يبدو، قال الصحفي علاء فياض من موقع الحادث، لقناة "النيل" الإخبارية المصرية، إنه رأى قوات الأمن تقوم بملاحقة بعض المشتبه بهم، أثناء محاولتهم التوجه إلى حي الأزهر ومعهم قنابل أخرى أرادوا تفجيرها في المنطقة، وأنها تمكنت من الإمساك بأحدهم فيما لاذ احدهم بالفرار.
لكن لم يصدر أي تعقيب أمني من المسئولين حول حيثيات الحادث وتفاصيله، وذكرت مصادر أمنية أن القنبلة التي انفجرت مصنوعة محليا وتتكون من البارود ومسامير.
وصرح الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة، أن هناك حالة وفاة واحدة هي لفرنسية في العشرينات من عمرها، فضلا عن 16 إصابة آخرين، جميعهم باستثناء حالة واحدة إصابتهم طفيفة، وقد تم توزيعهم على المستشفيات القريبة: الحسين الجامعي وأحمد ماهر والقاهرة الفاطمية، بينما توجه السعوديون الثلاثة إلى مستشفى مصر الدولي، نافيا أن يكون هناك قتلى آخرون في الحادث، ردا على ما ذكرته تقارير أولية عن مصرع أربعة أشخاص.
وقرر المستشار عبد المجيد محمود النائب العام تكليف فريق من محققي نيابة غرب القاهرة برئاسة المستشار عمرو قنديل المحامى العام للنيابة بالانتقال إلى موقع حادث الانفجار، لمعاينة آثاره للوقوف على طبيعته وكذلك الانتقال لمستشفى الحسين الجامعي للاستماع لأقوال المصابين والاستماع لأقوال شهود العيان.
وتوجهت قيادات وزارة الداخلية إلى موقع الهجوم، حيث تفرض قوات الأمن كردونا أمنيا بالمنطقة التي تحظى بتواجد أمني كثيف لتأمين السياح الأجانب الذين يترددون عليها، كما هرعت سيارات الإطفاء إلى مكان الانفجار.
وتم تفتيش عدد كبير من المترددين على المنطقة والتحقق من هوياتهم، وعمل حصر للأجانب المقيمين بالفنادق الواقعة بمنطقتي الأزهر والحسين، وطلب اللواء إسماعيل الشاعر مساعد وزير الداخلية لمديرية الأمن القاهرة من ضباط المباحث توسيع دائرة الاشتباه، وقام خبراء المفرقعات بتمشيط المنطقة بأجهزة الكشف عن المتفجرات، بالاستعانة بأجهزة حديثة استخدمتها وزارة الداخلية لأول مرة، والاستعانة بكلاب بوليسية مدربة.
في الوقت الذي أثيرت فيه شبهات حول باكستانييْن كانا قد دخلا البلاد "كترانزيت"، قادمين من البحرين، خلال الفترة من 27 يناير الماضي إلي 2 فبراير الحالي، لكنهما تغيبا عن الفندق في اليوم الخامس لإقامتهما، وانقطعت الاتصالات بينهما ومدير الشركة السياحة التي استقدمتهما، وهو ما أثار شكوكا حول ارتباطهما بتنظيمات إرهابية في الخارج.
لكن اللواء علي السبكي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة استبعد أن يكون لهذين الشابين علاقة بحادث الانفجار، متسائلا: هل يعقل أن يدخل باكستانيان تابعين لتنظيم "القاعدة" إلى القاهرة بجوازات سفر صحيحة ومعلوم إقامتهما بالقاهرة في فندق سياحي ويهربا لعمل تفجيرات؟، قائلاً إنه لا تحدث مثل هذه الهجمات بفعل أجانب لأنهم محاطين بسياج أمني منذ دخولهم أرض مصر وحتى مغادرتهم لها.