سليمان يدعو الفصائل الفلسطينية للتركيز على المصلحة الوطنية
دعا اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية الفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة اليوم الخميس إلى وضع المصلحة الفلسطينية نصب أعينهم وعدم الالتفات إلى التحالفات الإقليمية.
وقال سليمان في افتتاح الجلسة التي تجري في مقر المخابرات العامة بمشاركة نحو 12 فصيلا فلسطينيا وفي مقدمتها حركات حماس وفتح، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين :" ليس أمامنا إلا أن ننجح، ونحقق طفرة كبيرة على طريق إزالة الانقسام".
وأضاف سليمان :" هذا الأمر لن يكون صعبا أو مستحيلا شرط إخلاص النوايا" ،ودعا إلى ضرورة الابتعاد عن أى توازنات إقليمية فى قراراتهم، محذرهم من إهدار فرصة المصالحة.
وقال سليمان في جلسة الافتتاح إن إجتماع اليوم لتحديد آلية إنهاء الانقسام، وتعيين اعضاء اللجان الخمس وطبيعة عملها، مشيراً إلى أن المجتمعين سيبحثون في ورقة المبادئ الاساسية للحوار، والتي في حال التوافق عليها ستبدأ اللجان عملها في الثالث من آذار القادم.
وفي نهاية كلمته "طلب من الجميع أن يتذكروا أن هناك شعب عانى لاكثر من 60 عاما وأن عليه ان يستريح وبكم تتحق آماله او تخيب ، فلا تطيلوا الخلاف ولا تعمقوا الانقسام وحدوا الصفوف لتحقيق الامال في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف".
ويستغرق المؤتمر يوما واحدا يتم فيه تسمية أعضاء اللجان الخمس التي ستنبثق عنه. وستبحث هذه اللجان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ومن ثم ترتيبات وموعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في الأراضي الفلسطينية.
كما ستبحث اللجان إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية على أساس مهني وليس فصائلي وكذلك إجراءات المصالحة على الأرض والهيكل التنظيمي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ومن المقرر أن تعود اللجان إلى القاهرة في غضون عشرة ايام على أن تنهي عملها خلال ثلاثة أيام كحد اقصى، وذلك وفقا لمسؤولين فلسطينيين.
ويعتبر الاجتماع بمثابة البداية لإعلان انطلاق الحوار الفلسطينى الداخلى ، الذى سيناقش كافة القضايا المطروحة على الساحة، بدءا من التهدئة وكيفية وقف العدوان الإسرائيلى المستمر على الأراضى الفلسطينية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ، وإعادة بناء وتأهيل الأجهزة الأمنية ، وكيفية إنهاء الانقسام الفلسطينى الداخلى ، وصولا للعنوان الأكبر المتمثل فى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية بحيث تكون شاملة لكل الفصائل .
مرجعية سياسية
وفى غزة، قال رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية إن الحوار الذى بدأ اليوم فى القاهرة يسعى إلى تحقيق مرجعية سياسية عليا للشعب الفلسطينى عبر إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية جديدة، وحكومة وطنية غير مرتهنة للضغوط والشروط الخارجية.
وأوضح هنية أن الحوار يتيح للشعب الفلسطينى بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية بعيدا عن المحاصصة، مؤكدا على حق الشعب الفلسطينى في مقاومة الاحتلال.
حرب الاتهامات
وسبقت انطلاق الحوار محادثات تمهيدية عقدتها في اليومين الماضيين حركتا فتح وحماس وأسفرت الأربعاء عن اتفاق بينهما فيما يتعلق بالعقبات التي كانت تحول دون بدء هذا الحوار.
وعقدت حركتا حماس وفتح محادثات تمهيدية في اليومين الماضيين أسفرت أمس عن اتفاق بين الحركتين فيما يتعلق بالعقبات التي كانت تحول دون نجاح هذا الحوار.
وأعلنت فتح وحماس أنهما اتفقتا على الوقف الفوري للاعتقالات السياسية والتنظيمية والتوقف بشكل تام عن أي حملات إعلامية بين الطرفين.
وقال عزام الأحمد ومحمود الزهار القياديان في حركتي فتح وحماس على الترتيب في مؤتمر صحفي مشترك أمس في ختام اجتماعاتهم التمهيدية إنه تم الاتفاق على تشكيل لجنتين في الضفة الغربية وقطاع غزة لضبط التجاوزات الإعلامية ومعالجة قضية المعتقلين السياسيين.
وقد تلا بيان الاتفاق محمود الزهار بينما قال عزام الأحمد إن حركته تريد اغلاق ملف الاعتقالات والتجاوزت في غزة و الضفة لانهاء حالة الإنقسام الفلسطيني.
وأعلنت السلطة الفلسطينية أنها بادرت بإطلاق سراح 42 من معتقلي حماس لديها وتعهدت باطلاق سراح المزيد منهم.
وقال الزهار إنه تم الاتفاق على إطلاق سراح عدد من المعتقلين من الجانبين مع بدء جلسات الحوار على ان تتواصل الإجراءات للإفراج عن اعداد اخرى "ووقف التجاوزات في الضفة الغربية وقطاع غزة".
وأعلن البيان أيضا أنه سيتم تشكيل لجنتين في الضفة الغربية وقطاع غزة لمعالجة ملفي الاعتقالات والتجاوزات الإعلامية.
وأكد الأحمد و الزهار الاتفاق على ضرورة إغلاق ملف الاعتقالات بشكل نهائي مع نهاية الحوار الوطني. واوضح الأحمد أن حماس رفعت الإقامة الجبرية عن عدد من عناصر فتح وسمحت لهم بمغادرة قطاع غزة حيث وصلوا إلى رام الله. وأضاف ان فتح سلمت حماس قائمة اولى بالمعتقلين ووعدت الأخيرة بمعالجة الموضوع.
من جهته قال الزهار إن عدد المعتقلين من حماس لدىالسلطة الوطنية في الضفة 400 تم إطلاق سراح 80 منهم وهناك اتصالات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإطلاق سراح بقية المعتقلين.
ونفى الزهار وجود أي تدخل خارجي أو خضوع الجانب الفلسطيني لإملاءات في موضوع المعقتلين. وقال إن اللجان المشتركة تتابع وتدقق في ملفات المعتقلين لتسويتها بعد بحث إدعاءات الجانبين. واعتبر أيضا أن الأساس في موضوع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية هو مصلحة الشعب الفلسطيني وليس إعادة إعمار غزة.
ويأتي الحوار بعد اشتعال حرب إعلامية بين حركتي حماس وفتح بعد أن اتهمت حركة حماس الاجهزة الامنية التابعة للسلطة الفلسطينية بالتعاون مع القوات الاسرائيلية اثناء هجومها على حماس في قطاع غزة.