النوم الهادئ.. ذهن خالٍ وضوء هادئ وفراش مريح
النوم عملية مركبة شديدة التعقيد، رغم أنها لا تبدو هكذا في ظاهرها.. فأسلوب النوم في أغلب الأحوال يعتبر نتاجاً للتقاليد والأعراف الاجتماعية.. ففي شمال أوروبا ووسطها وشمال أمريكا على سبيل المثال يندر أن تجد الراشدين من العاملين يأوون إلى القيلولة، بينما تجد هذا أمراً شائعاً في بلاد البحر المتوسط، وفي أجزاء كثيرة من أمريكا الوسطى والجنوبية.. ومن شأن عادة القيلولة أن تتيح للناس في البلاد الجنوبية تجنب أشد الأوقات حرارة من اليوم ليقضوه في النوم، ثم ليعودوا بعد ذلك إلى العمل والاستمتاع، وقد استجموا وانتعشوا.
وقد أكدت أبحاث كثيرة أن الإكثار من النوم إلى حد كبير، والإقلال منه إلى حد كبير، كلاهما ضار بالإنسان.. وأن النوم من 6 إلى 8 ساعات يومياً هي المدة شبه المثالية التي يمكن أن ينامها الفرد.
ولا شك أن ذهناً خالياً من الأفكار والمشاغل والمنغصات، وضوءاً خافتاً غير هادئ، وفراشاً ليناً دافئاًً، وجوّاً خالياً من الضجيج والصخب هي من العوامل المساعدة على نوم هادئ مريح.
إن عملية النوم تعد نوعاً من التكيُّف للظروف الخارجية والداخلية.. ذلك أن النوم نوع من فترة الراحة المفروضة، وهو بذلك يعين الكائن الحي على تجنب الأخطار المحيطة.. والنوم يعد أيضاً عملية تكيف للظروف القائمة داخل الكائن الحي.. ذلك أن الكائن الحي يستهلك قدراً أقل من الطاقة عندما تنخفض معدلات التمثيل الغذائي عنده، وكذلك معدلات تبدد الحرارة وضياعها من الجسم.. وهكذا فإن خمول وسكون المخلوقات النائمة يعد نوعاً من الاقتصاد في موارد الطاقة المحدودة التي قد يكون مآلها إلى النفاد، لو استمر النشاط بصفة مستمرة وبدون انقطاع.>