النظام الإقطاعي
النظام الإقطاعي في العصورالوسطى لم يكن يعني امتلاك الأراضي فقط ، وإنما يعني أنه بناء اجتماعي بتنظيماته السياسية و الثقافية ويتكيف مع الإقطاعي .
وكان الإقطاعيون لهم قضاتهم ودواوينهم ولهم جهاز إداري و لهم حق سك العملة أيضاً .
والنظام الإقطاعي يختلف من بلد إلى أخر حتى داخل البلد الواحد ، لذلك فإن الكتاب لم يتعرضوا للنظام الإقطاعي إلا من حيث المظاهر العامة .
- نشأة النظام الإقطاعي :
هناك أراء كثيرة في نشأة النظام الإقطاعي :
1- البعض يقول أن له جذور رومانية و الدليل على ذلك أن أعضاء مجلس الشيوخ الروماني ، كانوا يملكون مساحات واسعة من الأراضي ( المقاطعات) ولكن هذا لا يمكن أن يعتبر إقطاع لأن الإمبراطور الروماني كان ذو شخصية قوية لا يسمح أن تبرز أية سلطة لأعضاء المجلس و أن ملكية الأعضاء لا تأخذ أي معنى سياسي .
2- البعض من يقول أن له جذور جرمانية لأن الجرمان عندما فتحوا غرب أوربا كانوا يعدون المقاطعات ملك لهم و يوزعونها على أتباعهم ، إلا أن الجرمان لم يشكلوا النظام الإقطاعي لأن عددهم كان قليل و لا يتجاوز ( 5 % ) من مجموع السكان .
3- البعض يربط نشأة النظام الإقطاعي بظهور " شارل مارتل" جد " شارلمان" الذي كان رئيس البلاط وكان يدرك أنه إذا نجح العرب في اجتياز جبال "البيرنيه" يعني سقوط فرنسا و غرب أوربة بأيديهم ، لذلك استنفر كل قواته لمواجهتهم وكان جيشه من المشاة بينما جيش العرب من الفرسان ، لذلك من أجل تسليح جيشه هو بحاجة إلى الأموال لكنه كان لا يملكها لذلك عمل على :
أ – صادر أملاك الكنيسة .
ب- وزع أراضي الدولة إقطاعات على الجند مقابل أن يؤدو الخدمة العسكرية .
وبذلك نشأ الإقطاع العسكري و بذلك نجح في تجهيز الجيش و مواجهة العرب و الانتصارعليهم في معركة " بلاط الشهداء" ( بواتييه) .
- ما هي العوامل التي أدت إلى ظهور النظام الإقطاعي :
1- لأن " شارلمان" قد أعطى نوابه في الأقاليم سلطات حكومية مركزية ، ولكن هذا لم يؤدي إلى إي خطر ما دام العرش رجل قوي كـ" شارلمان" وعندما كان يحس أن هؤلاء النواب قد ازداد نفوذهم كان يرسل المبعوثين الملكين للتفتيش السنوي العام .
2- بسبب وفاة " شارلمان" وما طرأ على السلطة المركزية من ضعف وانحلال لذلك برز الإقطاعيون كقوة سياسية .
3- بسبب غارات الفيكنغ و المجريون و العرب المسلمون الأمر الذي أدى إلى زيادة قوة الإقطاعيين في شمال فرنسا لأن صغار مالكي الأراضي عندما أصبحوا يتعرضون لهجمات النورمان أخذوا يتطلعون إلى أقرب إقطاعي كي يحميهم ، والإقطاعي لم يكن هو الذي يعمل بالأرض و إنما يوزعها إلى إقطاعات صغيرة و الذي توزع له الأرض يسمى ( الفصل) أو ( التبع) وهو من طبقة النبلاء وعليه التزامات تجاه السيد .
- مراسيم تسليم الإقطاع :
أن تسليم الاقطاعات كان يتم وفق احتفال له مراسيمه و قواعده حيث يسجد الفصل أمام سيده وهو حاسر الرأس مجرد من سيفه و يضع يده داخل يد السيد ثم يقسم بصوت عالي أنه فصل أمين يؤدي كافة إلتزاماته ثم يّنهض السيد الفصل ويعطيه حفنة تراب رمزاً على أنه أقطعه الإقطاع فعلاً ، ثم يعطيه علماً وعكازاً وبراءة تبين أوصاف الأرض ومساحتها وحدودها وهذه الوثيقة نسميها وثيقة تملك مؤقتة،كما أن مراسيم تسلم الإقطاع كانت تعاد من جديد في حالة وفاة أحد الطرفين ، كما أن إلغاء الإقطاع بسبب خرق أحد الطرفين النصوص الواردة في العقد كان يتم وفق مراسيم خاصة حيث يكون بحضور الطرفين أمام حشد من الجمهور الشهود .
- توريث الإقطاع :