حدود الدراسة
تتناول الدراسة الحالية جانبين رئيسين: أولهما تحليل نموذج مختار من الإنتاج الفكري المنشور باللغة الإنجليزية من عام (1996- 2005 م)، حول موضوع معايير تقويم مصادر المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت سواء التي وضعت واعتمدت من قبل جمعيات مهنية متخصصة، مكتبات، جامعات، أو تلك التي تم اقتراحها في دراسات وأبحاث فردية لبعض الباحثين المهتمين بالموضوع.
ولقد تم استخلاص المعايير ذات العلاقة المباشرة بتقويم مصادر المعلومات على الإنترنت لأغراض بحثية، حيث تعد الأساس لبناء قائمة المعايير الإرشادية للباحثين، وبذلك فإن الدراسة لا تتناول الجوانب الشكلية والتقنية لعدم تأثيرها المباشر على الهدف الأساسي للباحث وهو الحصول على المعلومات.
ويهتم الجانب الثاني للدراسة بوضع قائمة مقترحة لمعايير التقويم، ولذلك تم توزيع استبانة على عينة قصدية من الخبراء والمتخصصين في مجال المكتبات وتقنيات المعلومات ومن لهم اهتمام بالمجال الموضوعي للدراسة لاستطلاع آرائهم ومقترحاتهم بما يدعم ويعزز موضوع الدراسة. وتم إعداد هذه الدراسة خلال الفترة المتمثلة في بداية أكتوبر (2005م) إلى نهاية مارس (2006م).
منهج الدراسة
اعتمدت الدراسة منهج تحليل المحتوى Content Analysis الذي استخدم في المرحلة الأولى للدراسة التي استهدفت تحليل نماذج مختارة من الإنتاج الفكري المنشور سواء في شكله التقليدي أو الإلكتروني بما في ذلك تصفح مواقع بعض الجهات الأكاديمية والبحثية والجمعيات المهنية على الإنترنت والتي تتضمن قوائم بالمعايير المقترحة لتقويم مصادر المعلومات ، وذلك في محاولة للتعرف على نقاط القوة والضعف في تلك القوائم للخروج بقائمة منقاة تشمل المعايير التي ترى الدراسة الأخذ بها من قبل الباحثين وطلاب الدراسات العليا والدراسة الجامعية عند الاطلاع على مصادر الانترنت قبل الإقدام على الاقتباس منها في كتابة بحوثهم ، وقد روعي في القائمة المقترحة ملائمتها لطبيعة ومتطلبات الإنتاج الفكري العربي إلا أن ذلك لا يمنع من استخدامها أيضا كأساس لتقويم المصادر الأجنبية على حد سواء.
كما طبقت الدراسة المنهج المسحي Survey Method في المرحلة الثانية وذلك لاستطلاع آراء عينة عشوائية من الخبراء والمتخصصين من ذوي الاهتمام بموضوع الدراسة بغض النظر إلى المؤسسات التي ينتمون إليها والتي تراوحت بين ، وقد تم القيام بالإجراءات التالية:
- إعداد استمارة استبيان تشتمل على ثلاثين معياراً مقترحاً ُطُلب من أفراد العينة إبداء مرئياتهم حيال مدى أهميتها
- تحكيم الاستبيان والخطاب الغلافي الموجه لعينة الدراسة من قبل خمسة من أعضاء هيئة التدريس بقسم المكتبات والمعلومات بجامعة الملك عبد العزيز الذي ينتمي إليه الباحثان، و تم تعديل وتنقيح الاستبانة وفقاً لملاحظات المحكمين.
- تم إرسال الاستبانة عن طريق البريد الإلكتروني إلى (35) من المتخصصين في المكتبات و المعلومات بالبريد الإلكتروني مع المتابعة الهاتفية لحثهم على الاستجابة. حيث بلغت نسبة الاستجابة (60%) متمثلة في المشاركة بآرائهم ومقترحاتهم حول النموذج المقترح لمعايير التقويم.
مصطلحات الدراسة
- مصادر المعلومات على الإنترنت Internet Information Resources
هي المصادر المتاحة على شبكة الإنترنت مثل: مقالات الدوريات، المقالات والدراسات التي تنشر ذاتياً، أو التي يتم الحصول عليها من خلال جماعات النقاش أو قوائم البريد الإلكتروني، أو من خلال محركات البحث المختلفة، وغيرها من المواد المنشورة على الويب أو الجوفر أو ملفاتFTP والتي يمكن للباحث الاعتماد عليها في كتابة الأبحاث العلمية.
- معايير Criteria
هي أداة تقيس مدى تحقق أمر ما من عدمه بشكل مفهوم وقابل للقياس للوصول إلى نموذج مقبول وعالي الجودة.
- تقويم Evaluation
هي عملية تؤسس بناءً على جملة من المعايير لقياس مستوى جودة مصادر المعلومات المتاحة على شبكة لإنترنت من خلال التعرف على درجة التوافق بين ما هو متاح وما هو نموذجي.
الإنترنت وأثرها على البحث العلمي والباحثين
من الواضح أن الإنترنت أثرت على مسيرة تقدم البحث العلمي وتنمية المعارف البشرية في العالم أجمع بما تملكه من تقنيات وإمكانيات فائقة، وفي الوقت نفسه فرضت على الباحثين تحديات جديدة تتطلب منهم مواجهتها والتعامل معها بحذر وذكاء حتى يتمكنوا من الوصول إلى الإفادة القصوى من الكم الهائل من المعلومات المنبثقة عنها.
ومن أبرز المزايا التي تقدمها الإنترنت للباحثين:
· التقليل من الوقت والجهد اللذين تتطلبهما مهام البحث عن المعلومات حيث يمكن للباحث التجول في أنحاء العالم خلال ثواني للحصول على المعلومات التي يحتاجها، والتعرف على كل التطورات والمستجدات في مجاله ، وبذلك تساعد الإنترنت على تجاوز الحدود المكانية والزمنية واللغوية للوصول إلى المعلومات.
· تتيح إمكانية الاشتراك والإطلاع على كل ما ينشر على الإنترنت وكذلك الوصول إلى مواقع المكتبات والتعرف على مقتنياتها من خلال فهارسها الآلية، إضافة إلى مواقع المنظمات والهيئات والجمعيات والاتحادات المهنية.
· تتيح إمكانية الجمع بين الباحثين وزملاء المهنة كقناة اتصال تسمح بتبادل الآراء والمناقشات والأبحاث من خلال القوائم البريدية، المجموعات الإخبارية، مجموعات النقاش،(1) أومن خلال المحادثة المباشرة (Chat, Messenger) وذلك يؤدي إلى اتساع الدائرة الفكرية والعلمية للباحثين إثر التعرف على خبرات وآراء متعددة ومتنوعة.
· تتسم أغلب المصادر الإلكترونية المتاحة على الإنترنت بتوفير مميزات إضافية تتمثل في تضمين النص وسائط متعددة ( صور، فيديو، صوت)، وكذلك إضافة الروابط (داخلية، خارجية) حيث يتمكن الباحث من التنقل بسهولة بين الأقسام والصفحات المتعددة للمصدر الواحد .
· تقدم الإنترنت للباحثين فرصة النشر الفوري لأبحاثهم ودراساتهم، كما يمكنهم إنشاء مواقع خاصة بهم على الشبكة أو الاستفادة من مواقع أخرى وبالتالي تكون فرصة النشر الإلكتروني لديهم أقوى.(2)
· تتمتع الإنترنت بخاصية اللاتزامنية حيث يمكن الباحث من إرسال الرسائل واستقبالها بما يتناسب معه حيث لا يتطلب من كل مستخدمي الإنترنت التواجد في نفس الوقت، وكذلك لا يلزمه التقيد بزمن معين لنشر أعماله أو الإطلاع على أبحاث الآخرين.(3)
· تقدم أغلب المعلومات المتداولة عبر الإنترنت بالمجان من قبل الجهات المنتجة لها.
وبالرغم من الفوائد الجمة التي تحققها الإنترنت للباحثين إلا أنها لا تخلو من بعض السلبيات التي تؤثر على جودة المعلومات التي تتيحها فيختلط الجيد بالرديء منها، وتتسبب في انخفاض درجة الثقة بها، و إيجاد نوع من الحيرة والقلق للباحثين حيال هذه المعلومات.
ومن أبرز سلبيات الإنترنت التي تمثل عقبة يواجهها الباحثون عند الاعتماد عليها كمصدر للمعلومات:
· التضخم المعلوماتي التي تزخر به الإنترنت فهي تحتوي على مليارات الصفحات وملايين المواقع مما يشكل عبء أمام الباحث لانتقاء ما يناسبه ويلبي طلبه ويدعم بحثه بإيجابية.