وقد استخدم الباب حين أشار إلى ذلك الرسول القادم عبارة " من سيظهره الله ". بهاء الدين: وهو " حسين علي " شقيق سيد محمد علي الذي لقب نفسه بالباب وادعى النبوة, وقد أصبح حسين مساعدا لأخيه في قيادة الأتباع الذي أصبحوا يعرفوا بأتباع " الباب " أو " البابيين ", وفي العام 1848 وفي جمع من أتباع الباب اتخذ " حسين علي " لقب البهاء. ولكن بعد اتهام الأخوين بالضلوع في محاولة لاغتيال الشاه "ناصر الدين القاجاري" اعتقل الشقيقان " الباب " وأخيه " بهاء الدين ", واثر ذلك طلبت السلطات الإيرانية من دولة الخلافة العثمانية طرد البابيين إلى منطقة بعيدة عن الحدود الإيرانية بسبب خطورتهم وتصديرهم لاضطرا بات دموية في إيران, فاستجابت السلطات العثمانية وأبعدوا إلى استانبول سنة 1279هـ - 1863م, وهناك نسجوا العلاقات مع اليهود, وبعد فترة قصيرة انتقلوا إلى أدرنة حيث بدء البهاء باتخاذ أتباع خاصين به, وفي نفس العام 1863 أعلن " بهاء الدين " انه هو المعهود المنتظر الذي أعلن عنه " الباب ". حسين علي أو " بهاء الدين " نفي فيما بعد إلى مدينة عكا الساحلية في فلسطين سنة 1285هـ - 1868م فاستقبل مع أتباعه استقبالا حافلا من قبل اليهود الذين دعموه بالمال وخالفوا بذلك فرمانات الباب العالي القاضية بفرض الإقامة الجبرية عليه وأسكنوه قصرا يعرف باسم "البهجة", وفي عكا واصل حسين علي ادعاءاته حتى وصل به الحال إلى ادعاء الإلوهية ووضع برقعا على وجهه لأنه لا يجوز لأي كان أن يطلع على بهاء الله!! عبد البهاء: وهو عباس بن حسين علي " البهاء " وقد ساند والده في دعوته للبهائية, وفي أواخر حياة البهاء الذي أصيب بالجنون قام عباس الذي عرف بلقب "عبد البهاء" بحبس والده حتى لا يراه الناس وتكلم باسمه إلى أن مات في (2ذي القعدة 1309هـ ـ1892م) وقيل أنه قتل على يد بعض البابيين فتولى ابنه "عباس أفندي" زعامة البهائيين. شوقي أفندي : هو ابن " عبد البهاء " وحفيد " بهاء الدين " وقد تولى بعد وفاة والده عبد البهاء إدارة شئون البهائيين. ضريح الباب : ضريح الباب هو المكان حيث دفنت فيه بقايا الباب, وقد تم تعيّين الموقع من قبل حسين علي النوري "بهاء الله" في حيفا في فلسطين في عام 1891م، عند زيارته لجبل الكرمل. وقد دفنت بقايا " الباب " بتاريخ21 مارس 1909م في ضريح صغير من الحجر الفلسطيني بهندسة معمارية بسيطة كان عبد البهاء أعدها و قد اشرف على بناءه بنفسه, ودفن عبد البهاء عند وفاته عام 1921م في الغرفة المجاورة لضريح الباب في نفس البناية. أما شوقي أفندي فقد قام حين توليه إدارة شؤون الأمر البهائي بعد وفاة والده عبد البهاء باتخاد الخطوات اللازمة والعمل على تحقيق رغبته بإنشاء ضريح يليق بمقام ومنزلة الباب. فبعد فترة وجيزة من توليه الأمور, تمكن شوقي أفندي بمساعدة احد البهائيين العراقيين, الحاج محمد القصابجي أن يضيف ثلاث غرف إلى الغرف الستة التي تكون منها مبنى الضريح. وأدى ذلك إلى تغير شكل البناء من الشكل البيضاوي إلى المربع للاستعداد لبناء الإطار الخارجي للضريح. وقام شوقي أفندي نفسه بالإشراف على هذا العمل الذي استلزم إزالة جزء من حافة الجبل لبناء الغرف الثلاث سابقة الذكر. والمصمّم المعماري للإطار الخارجي لضريح الباب هو البهائي الكندي وليام سوثرلند ماكسويل، والد زوجة شوقي أفندي رباني. وكان قد طلب منه شوقي أفندي القدوم إلى فلسطين بعد وفاة زوجته عام 1941م لكي يعمل على تصميم هذا الإطار. تم الإعلان عن تفاصيل البناء الجديد في 22 مايو 1944 خلال اجتماع البهائيين للاحتفال بمرور 100 عام على إعلان الباب لدعوته. حيث تم خلال الاجتماع عرض نموذج يمثل البناء المقترح ورسومات هندسية ملونة توضح تفاصيل هذا البناء. وأرسل شوقي أفندي نسخا عن هذه الرسومات للمحافل البهائية المركزية في مختلف أنحاء العالم. وطلب شوقي أفندي عام 1947م من المهندس الإيطالي البهائي يوغو جيكيري البحث عن أفضل أنواع الرخام والمواد اللازمة لبناء هذا الصرح. ونوه المهندس يوغو جيكيري في كتابه "Recollections" أن هدف شوقي أفندي كان استخدام الحرفيين الفلسطينيين والمصريين المهرة ولكن هذا صار صعبا بسبب عدم استقرار الأوضاع السياسية ونزوح العديد من هؤلاء الحرفيين. وبذلك غير شوقي أفندي برنامجه وقطعت الحجارة للضريح و صقلت في إيطاليا ثم شحنت إلى فلسطين المحتلة " إسرائيل ", وساعد احد الأساتذة في المعهد العلمي الإسرائيلي " التخنيون " ببعض الإرشادات المتعلقة بالتصميمات الهندسية الإنشائية للقبة وخاصة بعد وفاة السيد ماكسويل قبل إتمام المشروع. وقد بدأ بناء إطار الضريح الخارجي الضخم في نيسان عام 1948 م و هو نفس العام الذي أسست فيه دولة الكيان الصهيوني " إسرائيل ", وانتهى بناء الضريح عام 1953م. ويؤمه البهائيون للزيارة من جميع أنحاء العالم. وإضافة إلى ضريح الباب فان البهائيون يعتبرون الحدائق على سفح جبل الكرمل بمدينة حيفا "هدية إلى الإنسانية", فأبوابها مفتوحة للجميع, وقد أصبح الموقع معلما ضخما من المعالم في مدينة حيفا. القدس في عقيدة البهائيين: ليست مدينة عكا الفلسطينية وحدها لها قداسة ومكانة مميزة عند البهائيين, فمدينة القدس أيضا لها خصوصيتها حيث تمثل قبلة البهائيين في صلاتهم، وهم عندما يصلون يومياً سواء في أماكن تواجدهم أو في معبد خاص يسمى " مشرق الأذكار"، فإنهم يتوجهون إلى مدينة القدس التي تعتبر قبلتهم في الصلاة. حماس وعباس والبهائية: قد يكون من أكثر الأمور إثارة فيما يتعلق بوجود البهائية في فلسطين هي تلك الإشاعات التي روجتها أوساط إعلامية عن الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس عندما تم تعيينه كأول رئيس وزراء فلسطيني عندما استحدث هذا المنصب أواخر عهد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ذلك الوقت وإبان ترشحه لمنصب الرئاسة في الانتخابات التي جرت بعد وفاة الرئيس ياسر عرفات نفا عن نفسه أن يكون بهائيا. لكن الأمر الأكثر غرابة بهذا الخصوص هو ما قامت به حركة المقاومة الإسلامية حماس والتي أجرت بحثا عن أصول الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعائلته. هذا البحث الذي اثبت أن الرئيس محمود عباس لم يكن لا هو ولا أي من عائلته التي تنحدر أصولها من مدينة عكا " محج البهائيين " بهائيا في يوم من الأيام. قادة حماس ابلغوا قادة فتح في إحدى اجتماعات لجنة المتابعة العليا أنهم اجروا هذا البحث وأنهم متأكدون من أن الرئيس محمود عباس ليس بهائيا.