الجهل بالإسلام
الدكتور عادل عامر
[يعيش المسلمون في هذه الدنيا وهم يجهلون دينهم بشكل عام فهم لا يفهمون إن الدين الإسلامي ليس مجرد عبادات أو طقوس يقوم بها البعض وينتهي الأمر عند هذه النقطة وان كان هذا الأمر صحيحا عند الديانات الأخرى فهو ليس صحيحا بالنسبة للدين الإسلامي ... بل إن المؤكد والصحيح إن الإسلام هو دين انزله الله ليحل مشاكل الناس فالدين الإسلامي ينظم شؤون العبادات كما ينظم شؤون المعاملات وينظم شؤون الاقتصاد والسياسة الداخلية والخارجية والجهاد والتعليم والتجارة ويؤكد على إن يكون للمسلمين دولة ترعى شؤونهم بحسب العقيدة التي يؤمنون بها وتقوم هذه الدولة بتطبيق أحكام الإسلام في الداخل والخارج ويحدد علاقة الدولة بالدول الأخرى وهكذا فالإسلام ينظم كل شيء في حياة المسلمين ولا يوجد أمر صغير أو كبير إلا وللإسلام فيه رأي ولابد لنا كمسلمين الالتزام بتلك الآراء التي في الحقيقة هي أوامر ونواهي من ( الله عز وجل ) ومنذ سقوط الدولة الإسلامية في عام 1924 لم يعد الإسلام مطبقا في واقع حياة المسلمين وابتعدت المسافة بين المسلمين وبين تطبيق الحكم الإسلامي عليهم عن طريق الدولة وبدأت الهزائم تتوالى علينا كالمطر والحكام يسمونها ( انتصارات ) طبعا لأنهم يبقون على كراسيهم ولا يتزعزعون عنها ولو بزلزال ... ا ولكن هذه الهزائم أثرت في هذه الأمة النائمة وبدأ الناس يفيقون من سباتهم العميق والطويل وبدأت حركات ومنظمات وأحزاب تظهر وكلها تريد إن يعود الحكم بما انزل الله إلى واقع حياة المسلمين بغض النظر عن صحة أو خطأ أفعال هذه الجماعات والتنظيمات والأحزاب إلا أنها تشير وبوضوح إلى إن الإسلام أصبح مطلبا شعبيا وان غالبية المسلمين تريد إن يعود للمسلمين عزهم ومجدهم وكل واحد منهم يسير في طريق يظنه صحيحا ..... [وهنا بدأ الحكام أيضا ينتبهون إلى هذه النقطة المهمة وخاصة إن الناس هم مسلمون فعلا ولابد لهم من يوم يثيرون فيه على كل هؤلاء الحكام لينبذوهم نبذ النواة لذلك بدئا بالتفكير وبمساعدة الشيطان الرجيم بابتكار طرق معينه ليكرهوا الناس بدينهم وليخدعوهم ليلبسوا على الناس أمر دينهم ...... فيعلنون أنهم سيستمدون قوانينهم من الشريعة الإسلامية فيبدءون بقطع يد السارق وجلد الزاني أو ربما حتى بقتله ( كما فعلها صدام في التسعينيات ) وفعلها غيره في دول أخرى ويغلقون الخمارات فتهلل الجماهير وتكبر وتبارك لهم خطاهم مستغلين بذلك سذاجة الناس وبسلطاتهم وكأن الإسلام إنما هو قطع يد سارق أو جلد زاني وكأن الشريعة الإسلامية التي حكمت حياة المسلمين وعالجت مشاكلهم طوال أربعه عشر قرنا من الزمان لم تتعرض للنواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والقضائية والتجاري والتعليمية والحربية ]!!!1 [ولذلك يبدأ الحكام أول ما يبدءون بتطبيق بعض هذه الحدود مظهرين للناس أن هذا هو الإسلام الذي يريدون- [ ثم لا يلبس المسلمون طويلا حتى يشعروا انه لن يتغير إي شيء في واقع حياتهم السيئة بل ربما يزداد أوضاعهم سوءا ويزدادون فقرا وظلما فيظن الناس إن هذا هو الإسلام لذلك يقول [إن كان هذا هو الإسلام فلا حاجة للإصرار على المطالبة بتطبيقه !!!! طالما انه لا يغير من واقعهم ولا يحل مشكلاتهم فيشعرون باليأس والقنوط والمرارة.... وعندها يتنفس الحكام الصعداء ويرتاحون لهذا الشعور الذي يعبر عن جهل الجماهير الإسلامية لإحكام دينهم..ولذلك حتى لا ينخدع المسلمون بأساليب الحكام وألاعيبهم الشيطانية عليهم إن يراقبوا أمورا معينة لا يستطيع الحاكم إن يراوغ فيها مهما حاول ولو كان مساعده الشيطان نفسه وهذه بعض الأمور وليس كلها : لعلاقات السياسية التي يكونون فيها طرفا مع الدول الأخرى أو منظمات إقليمية فعلاقة الدولة التي تدعي أنها تطبق الإسلام مع الدول الأخرى يجب إن يكون مبنيا على أساس العقيدة الإسلامية إي إن الدولة تحاول وبكل الطرق إن تعمل من اجل نشر الدعوة الإسلامية في تلك الدول لان هذه هي الغاية من وجود الدولة الإسلامية التي أقامها الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في المدينة المنورة .... وان يلغوا السفارات بين تلك الدول لان هذه السفارات [ هي في الحقيقة مرتع للمخابرات ولتجنيد العملاء من داخل البلد نفسه] لذلك لابد من قطع العلاقات الدبلوماسية مع تلك الدول إن حصلت مشاكل فيكفي ذهاب وفد بشكل مؤقت لحل تلك المسألة.. وكذلك يجب إلغاء المنظمات الإقليمية كالجامعة العربية ومؤتمر الدول الإسلامية والتي هي في الواقع تكريس لحالة التمزق والتشرذم عند الأمة ..... وفتح حدود الدولة مع الأقاليم الإسلامية الأخرى ليزداد حركة التجارة والنقل بين تلك الأقاليم.. بدون قيد أو شرط أو جواز سفر من إي نوع و علاقة الدولة بما يسمى هيئة الأمم المتحدة - فإن ابقوا عضويتهم فيها يخضعون لقوانينها ويشتركون في قراراتها مع ما عليها قوانينها من مخالفة لإحكام الشريعة الإسلامية يكونون بذلك قد خالفوا الإسلام ولا تكون قوانينهم مستمده من الإسلام ... وعلى الأمة إن تراقب الحكام في أمور تتعلق بالحياة الاقتصادية] لتدرك مدى قرب الحكام من الإسلام أو بعدهم عنه فتلتفت الأمة إلى المصارف ( البنوك ) هل تغير نظامها ؟؟؟؟ هل ما زالوا يتعاملون بالربي ؟؟؟هل تحولت الشركات المساهمة إلى شركات تنطبق عليها واقع الشركات الإسلامية الحقيقية ؟؟؟ هل ما زال الحكام الذين يتظاهرون بتنفيذ الإسلام يسمحون للأموال الأجنبية أن تستثمر في بلادهم ليسرقوا ثروات الدولة وتحت حماية القانون ؟؟؟؟؟؟وهل ترك الحكام اخذ الضرائب من الناس أم لا زالوا يأخذونه على السلع التجارية التي يستوردها رعاياهم ؟؟؟؟هل بدئوا بربط الأسواق بقاعدة الذهب والفضة بدلا من ربطها بعملة ورقية لا ندري متى ينخفض ومتى يرتفع فيعيش الناس في هذا الهاجس المخيف ؟؟؟؟وعلى الأمة إن تراقب الملكية العامة كحقول البترول ومناجم الذهب والفضة والحديد والفحم الحجري والفوسفات وغيرها من المعادن هل تتصرف بها الدولة كملكية عامة كما يقضي نظام الإسلام أم كملكية خاصة يدخل ريعها في جيوب المستنفذين ومن لف لفهم من عبيدهم ؟؟؟هذه بعض الأمثلة قد تكون قليلة ولكن يمكن من خلالها إن نلاحظ وان نراقب تصرفات وأفعال الحكام ونرى مدى صدقهم في تطبيق إحكام الإسلام ولكي لا يخدعونا بقطع يد سارق أو جلد زاني لأننا نريد تطبيق الحكم الإسلامي كله على الأمة كلها ....