منتدي الثقافة القانونية
منتدي الثقافة القانونية
منتدي الثقافة القانونية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي الثقافة القانونية

ليس عليك ان يقتنع الناس برأيك الحق ولكن عليك ان تقول للناس ما تعتقد أنه حق
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أكذوبة الغرانيق ووحي الشيطان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الدكتور عادل عامر
المدير العام
الدكتور عادل عامر


ذكر
عدد الرسائل : 1585
العمر : 58
تاريخ التسجيل : 23/01/2009

أكذوبة الغرانيق ووحي الشيطان Empty
مُساهمةموضوع: أكذوبة الغرانيق ووحي الشيطان   أكذوبة الغرانيق ووحي الشيطان I_icon_minitimeالخميس مايو 07, 2009 11:50 am

أكذوبة الغرانيق ووحي الشيطان
الدكتور عادل عامر
ذكرت بعض كتب التفسير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصلاة بالناس سورة "النجم"، فلما وصل قوله تعالى: [أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى) قرأ: [تلك الغرانيق العلى، وإنّ شفاعتهن لترتجى] ثم استمر صلى الله عليه وسلم في القراءة، ثم سجد وسجد كل من كانوا خلفه من المسلمين بل إن المشركين الذين كانوا موجودين سجدوا أيضًا، وقالوا له: ما ذكرت آلهتنا بخير قبل اليوم. والغريب أن هذه الأكذوبة يتناقلها أعداء الإسلام حتى تصل على كتب التفسير فينقلها بعض المفسرين. لكن ولله الحمد والمنة فقد تصدى لهذه الأكذوبة كبار المفسرين والمحدثين وأهل العلم، فالإمام ابن كثير حينما تحدث عن هذه الأكذوبة أورد الآية القرآنية من سورة الحج: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) ، وبعد ذكره للآيتين السابقتين يقول: ذكر كثير من المفسرين هنا قصة الغرانيق وما كان من رجوع كثير ممن هاجروا إلى الحبشة ظنًّا منهم أن مشركي مكة قد أسلموا. ثم يؤكد ابن كثير أن القصة من طرق كثيرة مرسلة ولم أرها مسندة من وجه صحيح، والله سبحانه في آية سورة الحج هذه يقرر العصمة والصون لكلامه سبحانه من وسوسة الشيطان. الإمام الفخر الرازي كان له موقف أيضًا ضد هذه الأكذوبة فقال: (قصة الغرانيق باطلة عند أهل التحقيق، وقد استدلوا على بطلانها بالقرآن والسنة والمعقول؛ أما القرآن فمن وجوه: منها قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ) الحاقة:44-46. وقوله سبحانه: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) النجم: 3 ، وقوله سبحانه حكاية عن رسوله صلى الله عليه وسلم: (قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ) يونس: 15. وأما بطلانها بالسنة: روى الإمام البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم فسجد وسجد فيها المسلمون والمشركون والإنس والجن وليس فيها حديث الغرانيق، وقد رُوي هذا الحديث من طرق كثير ليس فيها البتة حديث الغرانيق. وأما بطلان قصة الغرانيق بالمعقول فإن من جوّز تعظيم الرسول للأصنام فقد كفر لأن من المعلوم بالضرورة أن أعظم سعيه صلى الله عليه وسلم كان لنفي الأصنام وتحريم عبادتها، فكيف يجوز عقلاً أن يثني عليها؟كما أننا لو جوّزنا ذلك لارتفع الأمان عن شرعه صلى الله عليه وسلم فإنه لا فرق – في منطق العقل – بين النقصان في نقل وحي اللَّـه وبين الزيادة فيه. هذه الأكذوبة مبنية على رواية باطلة مكذوبة، لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند صحيح، وقد سئل ابن خزيمة عن هذه القصة فقال: من وضع الزنادقة، وقال البيهقي: هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل ورواية البخاري عارية عن ذكر الغرانيق، وقال ابن حزم: الحديث الذي فيه: وإنهن الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن لترتجى. كذب بحت لم يصلح من طريق النقل ولا معنى للاشتغال به، إذ وضع الكذب لا يعجز عنه أحد. واستناداً إلى القرآن والسنة واللغة والمعقول والتاريخ نفسه فإن هذه الرواية باطلة مكذوبة لأن أسانيدها واهية وضعيفة فلا تصح، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم في تبليغه للرسالة لقوله تعالى: [وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ] الحاقة : 44، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحترم الأصنام في الجاهلية إذ لم يعرف عنه أنه تقرب لصنم. أما الشيخ ناصر الدين الألباني فيقول في كتابه " نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق": روايات القصة، كلها مُعَلَّة بالإرسال و الضّعف والجَهالة، فليس فيها ما يصلُح للاحتجاج به، لا سيّما في مثل هذا الأمر الخطير. ثم إن مما يؤكد ضَعفها بل بطلانها، ما فيها من الاختلاف و النّّكارة مما لا يليق بمقام النبوة والرسالة. وإلى هؤلاء الكذابين الوضاعين نقول إن النبي صلى الله عليه و سلم إذا أرسل الله إليه الملَك بوحيه، فإنه يخلق له العلم به حتى يتحقيق أنه رسول من عنده، ولولا ذلك لما صحّت الرسالة، و لا تبينت النبوة. كما أن الله قد عصم رسوله من الكفر، و أَمنه من الشرك، و استقر ذلك من دين المسلمين بإجماعهم فيه و إطباقهم عليه، فمن ادعى أنه يجوز عليه أن يكفر بالله أو يشك فيه طرفة عين، فقد خلع رقبة الإسلام من عنقه، بل لا تجوز عليه المعاصي في الأفعال، فضلاً عن أن ينسب إلى الكفر في الاعتقاد، بل هو المنزّه عن ذلك فعلاً و اعتقاداً، و قد مهدنا ذلك في كتب الأصول بأوضح دليل. ثم كيف يجوز لمن معه أدنى مسحة من عقل أن يخطر بباله أن النبي صلى الله عليه و سلم آثر وصل قومه على وصل ربه، و أراد أن لا يقطع أنسه بهم بما ينزل عليه من عند ربه من الوحي الذي كان حياة جسده وقلبه، وأنس وحشته وغاية أمنيته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، فإذا جاءه جبريل، كان أجود بالخير من الريح المرسَلة، فيؤثر على هذا مجالسته للأعداء؟!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adelamer.yoo7.com
 
أكذوبة الغرانيق ووحي الشيطان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي الثقافة القانونية  :: عامر للعلوم الاسلامية :: عامر * شبهات وردود-
انتقل الى: