الدكتورة فاتن المراقب العام
عدد الرسائل : 180 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 05/05/2009
| موضوع: التفكير العلائقي الأربعاء يونيو 03, 2009 11:31 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته التفكير العلائقي للدكتور عبد الكريم بكار إسلام ويب >> المركز الإعلامي >> ثقافة و فكر ====================================================
- حين يتفتح وعي الواحد منا على الحياة يجد نفسه كمن يمضي في سرداب طويل يفضي به إلى قاعة كبيرة مظلمة، ويجد نفسه بعد ذلك منهمكاً مدى الحياة في التعرُّف على ما في داخل تلك القاعة واكتشاف أسرارها، وينقضي عمره وهو يبحث دون أن يشعر أنه عرف كل شيء. واللافت للنظر أننا ونحن ندرك الأشياء ندركها على أنها أشياء مبعثرة ومجزأة، ونميل إلى أن نتعامل معها على أنها كذلك، مع أن من الواضح أن الله ـ تباركت أسماؤه ـ قد سلك كل المخلوقات في منظومات ومجموعات متباينة في الظاهر ومتعالقة في الباطن؛ لحكمة بالغة اقتضت ذلك. المخلوقات من الذرة إلى المجرة مفطورة على الاتجاه نحو الاستقلال، وكأنه بالنسبة إليها يساوي الوجود. المهم بالنسبة إلينا هو أن نتعامل مع الأشياء والأحداث والأفكار.. من أفق كونها جزءاً من كل ومن أفق العلاقات التي تربط بينها، وإلا فإن رؤيتنا لها ستكون عمشاء، وتعاملنا معها سيكون قاصراً أو خاطئاً أو غير فعَّال، ولعلي أوضح ما أريده من خلال سَوْق بعض الأمثلة: 1 ـ إذا أردنا أن نفهم أي شيء فهماً دقيقاً؛ فإن علينا أن نفهم لحظة ولادته وتاريخ نشأته، وأن نفهم الأطوار التي تقلَّب فيها؛ لأننا إذا لم ندرك هذا على نحو جيد؛ فلن نتمكن من فهم ذلك الشيء على الوجه المطلوب؛ فالحاضر يظل مبهماً إلا إذا فهمنا الماضي، وجذع الشجرة يظل غامضاً إلا إذا عرفنا امتدادات جذوره. والواقع أن التاريخ يحتفظ بالسجل الجيني والنفسي للناس، ويحتفظ بمدلولات الأطواروالتطورات والطفرات والانكسارات التي مرت بها الأشياء، ومن ثم فإن فهم كل ذلك يستلزم العودة إليه. ومن هنا نجد أن الأمم المتقدمة تهتم بتدريس تاريخ العلوم، كما تهتم بالسير الذاتية ، فهم تاريخ العلم يساعدنا على تطويره من خلال رؤية المشكلات التي واجهته والمنعطفات التي مرَّ بها، وفهم السيرة الذاتية لعَلَم من الأعلام يعني أننا نعرف الأساتذة الذين أخذ عنهم والكتب التي أثرت فيه، وأن نعرف التيارات الثقافية التي تفاعل معها. فهم السيرة الذاتية يعني رؤية المرتكزات العميقة للشخصية والجوانب المظللة فيها، وأعتقد أن علينا من اليوم أن ننشط على كل المستويات في الاهتمام بهذين الأمرين حتى لا نقع في براثن الملاحظات المبتسرة والمعلومات السطحية والمشتته. 2 ـ ذكرنا أن الله ـ تعالى ـ فطر الأشياء على السعي إلى الاستقلال ومع الاستقلال ينشأ التنافس، لكن مع الوعي والخبرة تنشأ حالات كثيرة من التكيُّف والتأقلم والتكافل والتعاون، وأعتقد أن علينا أن نمتلك الوعي المطلوب حتى نرى الأشياء ـ كما خلقها الله تعالى ـ مترابطة متعاونة.لننظر ـ على سبيل المثال ـ إلى المال بوصفه أداة لتحقيق الأمن والسعادة ومكافحة الفقر والبطالة، إنه جزء من كل؛ فهو بمفرده لا يحقق السعادة ولا النجاح، ولا يقضي على الشعور بالتعاسة، كما أن فقد وفرته لا يأتي بالتعاسة، وقد صدق من قال: رجل لا مال له هو رجل فقير، وأفقر منه رجل لا يملك سوى المال. إن لدينا الكثير من الدراسات التي تؤكد أن العلاقات الاجتماعية بمستوياتها المختلفة تحقق من السعادة أكثر مما يحققه المال، كما أن الاستقامة السلوكية وشعور المرء بأنه على الطريق الصحيح بالإضافة إلى ما يرجوه من الفوز بالآخرة؛ تؤمن من السعادة أكثر مما يؤمنه المال، لكن بما أن الإنسان روح وجسد، وبما أنه يسعى إلى التفرُّد والاستقلالية إلى جانب كونه اجتماعياً بطبعه.. إن كل هذا يجعل ما يحققه الهناء مجموعة مترابطة من الأسباب. وقد دلت تجارب ومشاهدات كثيرة على خيبة أمل من عوَّل في تحقيق السعادة على عنصر واحد مثــل: المــال أو الذكاء أو العلاقات الاجتماعية أو القوة أو الجمال..؛ لأن الذي يحقق السعادة منظومة من العناصر المتداخلة والمتوازنة، وقل مثل هذا في العناصر التي تحقق الأمن والنجاح والتفوق والانسجام، والعناصر التي تؤدي إلى التخلُّف والتدهور والخوف والإخفاق. إن الشيء حين يدخل في علاقة مع غيره تتعرَّض بعض صفاته للتغيُّر والتبدُّل، وبذلك يتغير تأثيره ودوره تماماً كما يحدث للعنصر الكيميائي حين تمزجه مع عناصر أخرى، وهذا التغيُّر أحياناً يكون قوياً جداً إلى درجة يمكن معها القول: إن الشيءَ هِبَةُ علاقاته وتمازجاته، وإن من لا يدرك هذا على المستوى الإنساني والاجتماعي قد يخسر الكثير، وقد يعرِّض نفسه لكثير من المخاطر. 3 ـ في كثير من الأحيان نقع في وهم السيطرة الكاملة على ما تحت أيدينا، فتظن الدولة والجماعة والمؤسسة والرجل في أسرته... يظن كل هؤلاء أنهم يتحكمون على نحو مطلق في الحيز الرسمي لإدارتهم، وهذا غير صحيح، فقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن كل قضية من القضايا محكومة بعدد من الفضاءات المتسعة والتي تشبه دوائر متداخلة ومنفتح بعضها على بعض، وهكذا فلكلِّ شأن من الشؤون فضاء محلي، وفضاء إقليمي، وفضاء عالمي، وفضاء كوني، لكن من سنن الله ـ تعالى ـ في الخلق أن الأقرب إليك هو الأشد تأثيراً؛ على اختلاف تعريفنا للقرب ونظرتنا لأنواعه وتجلياته، ولنا في هذا الإطار أن نتأمَّل قوله ـ عز وجل ـ: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: ٦١]. التفكير العلائقي يمنحنا التوازن والاعتدال والشمول، ويساعدنا على فهم أعمق لكل شؤوننا وأحوالنا، وينبغي أن نهتمَّ بامتلاكه والتدرُّب عليه.
| |
|
الدكتور عادل عامر المدير العام
عدد الرسائل : 1585 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 23/01/2009
| موضوع: رد: التفكير العلائقي الأربعاء يونيو 03, 2009 10:08 pm | |
| أولاً: التفكير التأملي-: ونقصد به أن يتأمل الطالب الموقف الذي أمامه ويحلله إلى عناصره ويرسم الخططاللازمة لفهمه حتى يصل إلى النتائج التي يتطلبها هذا الموقف ثم يقوم هذه النتائج فيضوء الخطط التي وضعت له. ويبدأ التفكير التأملي عندما يشعر الإنسان بالارتباكإزاء مشكلة يواجهها أو مسألة يود حلها فيعمل على تحديد المشكلة وفرض فروض الحلومحاولة اختبارها . مثال: إذا تعرضنا لتمرين هندسي مطلوب فيه إثبات أن قطعتينمستقيمتين متساويتان في الطول . فيجب فرض الفرضين التاليينوالتأكد من صحتهما أوصحة أحدهما على الأقل : أ) هل القطعتان المستقيمتان هما ضلعان في شكل هندسيمنتظم ؟ ب) هل القطعتان المستقيمتان هما ضلعان متناظران فيمثلثين متطابقين؟ وفي ضوء اختبار صحة الفرضين السابقين تكون نقطة البداية للحل الصحيح . ولكييكتسب الطلاب هذا النوع من التفكير يجب : 1-التأمل في رأس المسألة أي قراءتهاقراءة واعية دقيقة حتى يتأكد من أن العبارات والمصطلحات الرياضية التي تحتويهامألوفة لديهم . 2-أن يفحص الطالب عبارات المسألة جيداً لتحديد البيانات المعطاةفيها ثم تحديد ما هو المطلوب إيجاده ( أي التمييز بين المعطيات والمطلوب). 3-أن يختار المعلم الطريقة المناسبة التي يساعد بها الطالب على أن يحدد العمليات التيينبغي إجراؤها وترتيبها لحل المسألة وذلك عن طريق مناقشته للطريقة المناسبة لطبيعةالمسألة والتي توضح للتلميذ الرؤية في اختيار العمليات التي توصل إلى الحل السليم . 4- أن تقوّم الطريقة التي اتبعت في حل المسألة وهل هي مناسبة أم هناك طريقةأفضل . وإذا اتضح أثناء مناقشة وتسجيل الحل بعض الأخطاء عند التلاميذ فيجب علىالمعلم أن يتعرف على أسبابها وكيفية علاجها ثم يوجه طريقته وجهة أخرى تؤدي إلىتجنيب التلاميذ الوقوع فيها ثانياً: التفكير الناقد:- ويعني تكوين عادةالامتناع عن إصدار الأحكام إلا إذا اكتملت الأدلة وعدم الاعتماد على الميول الخاصةوالتحيز لجهة معينة أو لشخص ما . ولتدريب الطلاب على هذا الأسلوب التفكيري : 1-ينبغي أن يناقش المعلم تلاميذه في صحة كل خطوة من خطوات حل المسألة . 2-يمكن استخدام مسائل وتمارين تحتوي على معلومات زائدة أو لا تحتوي على جميع البياناتوالمعلومات اللازمة للحل . وهذا النوع من التمارين يفيد في تأكيد ضرورة التفكيرالناقد وعدم محاولة استخدام جميع المعلومات الموجودة على نحو آلي حتى لا يصدر الحلعلى أساس أدلة غير سليمة
ثالثاً:التفكير العلائقي: وهو يقوم على إدراكالعلاقات بين العوامل المختلفة في المواقف أو المشكلة التي تواجه الفرد والمسألةالرياضية تحتوي على عدد من العناصر إذا أدرك التلميذ العلاقة بينها إدراكا سليماًأدى ذلك إلى الحل السليم. ولكي يتدرب الطالب على هذا النوع هذا النوع من التفكير : -1ينبغي على المعلم عند تقديمه مسألة رياضية أن يعطي لطلابه الفرصة المناسبةلقراءتها وتأملها . -2رسم خطة مناسبة لمناقشة الطلاب في طريقة الحل وطريقةالتحليل للمسألة . -3 تدريب الطلاب على إدراك العلاقات المختلفة بين عناصر كلخطوة وبين الخطوات بعضها البعض واكتشاف أخطاء الاستدلال التي تقوم على عدم إدراكصحيح لهذه العلاقات .
رابعاً: التفكير الدقيق إن من أهم ما ينبغي أن يكتسبه الطالب من دراسةالرياضيات المهارة في استخدام التفكير الدقيق في حل ما يواجهه من مشكلات ومواقفاجتماعية . ولكي يتدرب الطلاب على هذا النوع من أساليب التفكير: -1 يجب علىالمعلم أن يكون القدوة الحسنة في التعبير عن أفكاره بكل دقة . -2 يجب أن يطلبالمعلم من طلابه الدقة في التفكير والتعبير سواء في مناقشتهم الشفهية أو في الأعمالالتحريرية . خامساً: التفكير الاستقرائي يعتمد هذا النوع من التفكير علىاستنتاج حالات عامة من عدة حالات خاصة. ويستخدم هذا النوع من التفكير كثيراً فيالهندسة العملية في استنتاج العلاقة بين حالات المستقيمات المتوازية وفي إثباتتساوي الزاويتين المتقابلتين بالرأس وفي إيجاد مجموع زوايا المثلث وغيرها .مثال: للوصول إلى مجموع زوايا المثلث تساوي 5180 نرسم مثلثات مختلفة
( حادة- منفرجة- قائمة) ونقيس مجموع زوايا المثلث في كل حالة فإذا كان المجموع 180 درجة وكانت هذهالنتيجة هي نفسها التي توصل إليها أفراد مختلفون بمثلثات مختلفة فإننا نستنتجالقاعدة ( مجموع زوايا المثلث تساوي 180 درجة). ولكي يتدرب الطلب على هذا النوعمن الأساليب : 1-يجب ألا يغالي المعلم في استخدامه فيعتمد عليه كوسيلة للبرهانولكن ينبغي أن يستخدمه كوسيلة جيدة يمكن عن طريقها الكشف عن ما بين الموضوعات منعلاقة متشابكة . 2-يجب على المعلم أن يحرص ألا يقع الطلاب في الوصول إلى تعميماتخاطئة ناتجة من الحالات الخاصة غير الكافية . 3 -يجب أن يوضح المعلم للطالب عنداستنتاجه قاعدة معينة بأنه لا يمكن تعميم هذه القاعدة إلا إذا تم استنتاجها من جميعطلاب الفصل وجميع الفصول في المدرسة والمدارس المختلفة وهكذا سادساً: التفكيرالاستدلالي ويعتمد هذا الأسلوب من التفكير على استنتاج حالات خاصة من حالات عامة . فالقوانين الرياضية تعتبر أسسا عامة والمسائل التي تشتمل على هذه القوانين تعتبرحالات خاصة وكذلك النظريات الهندسية تعتبر قاعدة عامة وكل تمرين هندسي يعتبر حالةخاصة . ولكي يتدرب الطالب على هذا النوع من الأساليب : 1-يجب أن يوضح المعلمأن كل خطوة من خطوات التفكير الاستدلالي لابد وأن تكون مدعمة بقضية صحيحة. 2-توضيح أن أي خطوة غير مدعمة لا تعتبر صحيحة . فمثلاً لإثبات أن القوس أ س= القوس بص ينبغي التحقق من أحد الشروط التالية : أ- قياس الزاوية المركزية التي تقابلالقوس أ س = قياس الزاوية المركزية التي تقابل القوس ب ص . ب- قياس الزاويةالمحيطية التي طول قوسها أ س = قياس الزاوية المحيطية التي طول قوسها ب ص.
ج- طول الوتر أ س= طول الوتر ب ص . سابعاً: التفكير الحدسي هو الخاصبالاكتشاف الرياضي، و الاكتشاف الرياضي يمر بمراحل منها : 1-مرحلة التحضير: وهيالمرحلة الخاصة بالملاحظة والتجريب . 2-مرحلة المعالجة الرياضية والعمل الدائبالمتواصل إلى الحل أو الكشف الجديد . 3-مرحلة التحضين: ويتم في آخرها عن طريقالتفكير الحدسي ( وهو ببساطة التفكير التخميني للحل دون أن يعرف سببه). 4-مرحلةتحقيق النتيجة التي توصل إليها عن طريق البرهان الرياضي والمنطق. 5-مرحلةالتطبيق. | |
|