قال ابراهيم الخواص: دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين.
لا مرض كمرض القلب، ولا صحة كصحة القلب، لأن القلب هو هو مبعث المرض والصحة. قال صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب.). وقال صلى الله عليه وسلم
إذا أحب أحدكم أن يحدث ربه فاليقرأ القرآن)
وهذا دواء من أدوية القلب، يتقدم به إلى مرضى القلوب، أحد أطباء القلب وهو يتركب من خمسة أشياء:
أولها: قراءة القرآن بتدبر، وأي دواء للقلب كالقرآن الذي جعله الله شفاء للقلب، إذ يقول تعالى
وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ).
ثانيها: خلاء البطن ، حيث قال رسول الله صلى عليه وسلم( ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن) وقال عيسى عليه السلام
يا بني اسرائيل : لا تأكلوا كثيرا فتشربوا كثيرا فتناموا كثيرا فيفوتكم خير كثير).
ثالثها: قيام الليل، قال صلى الله عليه وسلم: ( رحم الله رجلا قام من الليل فصلى و ايقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقضت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء).
رابعا: التضرع عند السحر، هو التضرع والخضوع في الإلتجاء لله وذلك خير ظرف حيث يكون على نقائه وطهره وفراغه من شواغله المادية.
خامسا: مجالسة الصالحين، وما أعظم نفع هذا الدواء وما أعظم غفلنا عنه، فالبذرة الصالحة تفسدها البيئة السيئة وشياطين الإنس أشد ضراوة من شياطين الجن، وخير للعاقال إذا احتاج جليسا صالحا، أن يجالس الصحف أو الكتاب أو المسجد.
فالنجرب هذه الخمسة لإصلاح قلوبنا فنحن أحوج ما نكون إلى اصلاح قلوبنا لا سيما في هذا الدور الحاسم الذي تجتازه الأمة والذي يلزم له قلوب طاهرة نقية