منتدي الثقافة القانونية
منتدي الثقافة القانونية
منتدي الثقافة القانونية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي الثقافة القانونية

ليس عليك ان يقتنع الناس برأيك الحق ولكن عليك ان تقول للناس ما تعتقد أنه حق
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المطلقة في المغرب نظرة يائسة في مجتمع بائس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الدكتور عادل عامر
المدير العام
الدكتور عادل عامر


ذكر
عدد الرسائل : 1585
العمر : 58
تاريخ التسجيل : 23/01/2009

المطلقة في المغرب نظرة يائسة في مجتمع بائس Empty
مُساهمةموضوع: المطلقة في المغرب نظرة يائسة في مجتمع بائس   المطلقة في المغرب نظرة يائسة في مجتمع بائس I_icon_minitimeالخميس أبريل 02, 2009 3:06 pm

المطلقة في المغرب نظرة يائسة في مجتمع بائس
الدكتور عادل عامر
هن نساء في عمر الزهور.. بجلابيب رثة.. أضناهن التعب والوقوف في الطرقات وحمل الأثقال والهروب أحيانا من السلطة.. رداؤهن الصبر.. ونشيدهن أن لا حول ولا قوة إلا بالله، قد نلقاهن كل صباح في الطرقات وعلى أرصفة الأحياء الشعبية، بعضهن يبعن مأكولات خفيفة.. وبعضهن واقفات ينتظرن من يأخذهن للاشتغال في البيوت.. وأخريات في شمال البلاد مهربات لبضائع تدخل البلاد بطريقة غير قانونية طمعا في كسب دراهم قليلة، مجموعة متدنية من المهن تقبلها الأرملة مضطرة؛ لتفضي في آخر اليوم إلى رزق ليس بالوافر، وإن تعددت دراهمه تعددت معه أوجه الابتذال والاحتقار، لتصل في كثير من الأحيان إلى امتهان الدعارة وتسويق الجسد من أجل كسب اللقمة السحرية العجيبة لها ولأبنائها. زمن لا يرحم حين نتحدث عن لقمة العيش وقسوة المعيشة وعناء الكد لكسب القوت اليومي، لابد أن نتذكر نساء عديدات اضطرهن نسق الحياة لمغالبة غليان الأسعار واقتحام المجهول بعدما أنسن في الماضي الراحة وكن لا يكترثن لأهوال وضنك وعناء الكسب، فقد كان لهن أزواج يهتمون بأمورهن أو آباء يرعونهن ويحمينهن من ضنك العيش ووخز الفاقة، وفي لحظة قدرية وجدن أنفسهن أرامل وأمهات لأيتام مجبرات على توفير أدنى ضروريات الحياة لهن ولأولادهن. والأرامل يمثلن 10% من نسبة سكان الوسط الحضري بالمغرب، حسب إحصائيات وزارة التنمية، ويتم تصنيفهن ضمن الفئة الأكثر تضررا وعوزا في البلاد، على اعتبار ارتفاع نسبة الفقر والجهل والأمية التي يعانين منها، إضافة إلى البطالة وضعف التكوين وغياب هياكل ومؤسسات فعلية وجادة قادرة على تأهيلهن، ولإيجاد منافذ لهن في جسم مجتمع مقفل مدبر عنهن رافض مجرد الاعتراف بمكانهن تحت مظلته. أمام هذه الوضعية المزرية وسعيا إلى الخروج من أزمة فقد الشريك تبحث الأرملة عن حل يمكنها من البقاء على قيد الحياة، ليس في صلبها ونعيمها، وإنما تكفيها هوامش تضمن لها مجرد البقاء وسط هذه الدوامة اللامتناهية، فتعيش في حيرة ترقب الوصول إلى مصدر عيش كريم يمكنها من الحياة بمنأى عن الذل والهوان والرذيلة. على طاولة فطومة في كل صباح، وقبل أن تشرق الشمس تتوجه" فطومة" إلى المحطة الطرقية، تضع كرسيا وطاولة صغيرة وقفة بها قدر كبير ساخن مليء بحساء الفول وآخر بحساء السميد والخبز الساخن وزيت الزيتون، وقفة أخرى ممتلئة بالخبز.. فطور صباحي أغلب زبائنه البناءون والحمّالون وسائقو التاكسيات والعاملون داخل المحطة الطرقية.. مهنة تنتهي مع إشراقة الشمس وانتهاء حساء القدر تعود بعدها لبيتها تطهي البطاطس والبيض ليكون وجبة المساء لأغلب الحرفاء. في نفس المكان قد تجد مثيلاتها في الأسواق أو في أقصى الحارات الشعبية، أكلة خفيفة ورخيصة الثمن، لكنها عند فطومة -الأرملة منذ 10 سنوات- هي مصدر رزقها ورزق أولادها الثلاثة، تقول: "لولا جود ربي والجواد المحسنين الذين يتكرمون علي ببعض الدراهم لما وجدت ما أدفعه مقابل كراء البيت وثمن الكهرباء، نحن نعيش بجود الله، وربي لا يترك أحدا"، صحيح هي مهنة لا تتطلب رأس مال كبيرا، لكنها تتطلب في المقابل جلدا وقوة شخصية أواجه بها تقلبات الدهر وتحرشات المارة. وبنفس قوة الصبر نجد أرامل أخرى يمتهن حرفة تتطلب منهن الوقوف على أرصفة معينة عرفت بتجمع الراغبات في الاشتغال كخادمات في البيوت بأجور تقل بكثير عن المجهود الذي يبذلنه، وهن مضطرات لقبول هذا العمل مهما اختلفت ظروف المشغل ومزاجيته.. مهنة مغامرة بحكم أنها تخلط أحيانا بين بيع الجهد وبيع الجسد، فهناك من ترتضي الذهاب مع الذكور العزاب تنظف وتغسل وتكنس وفي غالب الأحيان تكون متنفسا لرغبتهم الجنسية مقابل بضعة دراهم زيادة. هذا ما يحدثنا عنه "مصطفى": حين كنت أعزب أخذت لشقتي في أكثر من مرة نساء من "موقف الراغبات في العمل داخل البيوت" معظمهن أرامل ومطلقات، وأذكر يوما أنني أخذت إحداهن لتنظف شقتي وحين عرفت أني أعزب قبلت مصاحبتي، وحين عدت وجدتها لم تنظف فقط الشقة بل أيضا نفسها وتعطرت لأكتشف أن لها حرفة إضافية.. عاشرتها وعرفت بعدها أنها أرملة وتعول أطفالا صغارا مما جعلني أشفق عليها وأعطيها الأجرة مضاعفة".أبيع جسدي لأطعم أولادي هذا النوع من المهن يجر صاحبته لمهنة الدعارة التي تمارسها بعد فترة من الوقت كمحترفة؛ لما تدره من ربح وافر عليها، وقد وجد فيه الكثير من الأرامل مصدر عيش لهن، خصوصا إن كن صغيرات السن وجميلات؛ حيث أثبتت نتائج دراسة نشرتها المنظمة الإفريقية لمكافحة الإيدز بالمغرب بداية هذا العام أن 40% من العاملات في مجال الدعارة هن مطلقات أو أرامل، لجأن إليها هروبا من مهن العناء والكد غير آبهات للتبعة القانونية والاجتماعية والدينية. تصرح نعيمة (37سنة) عن سبب خروجها لامتهان الدعارة: "توفي زوجي وترك لي طفلة صغيرة.. لم أجد ما أطعمها به فخرجت للشارع ألتقط رزقي".. بهذه العبارة التي وجدت بها نعيمة حجة بالغة في نظرها لامتهان الدعارة كانت أغلب أجوبة الأرامل اللواتي هرعن لهذا المصدر من العيش، وتستطرد نعيمة قائلة: "لم أجد مالا أدفعه مقابل الكراء والماء والكهرباء، وأنت تعرفين حال الوقت وعسرة المعيشة، إنها 14سنة منذ خرجت لهذه الحرفة وكنت صغيرة وبها علت وكبرت ابنتي".لطيفة (39 سنة) كانت قليلة الكلام كثيرة التحرج أثناء الإجابة: "توفي زوجي وترك لي أربعة أولاد كنت قبلها أعيش في بيت أهلي، وحين توفيت أمي أحضر أبي زوجة رفضت أن أعيش معها بصحبة أولادي، فاضطررت للخروج لأعولهم، أنا لا أخرج للشارع.. فمهنتي هي (تاشياخت) (راقصة شعبية) في فندق، وإذا طلب مني الحريف أن أذهب معه أفعل لأزيد من مدخولي".حداد التسول التسول أحد الأبواب التي تطرقها فئة الأرامل من النساء المحرومات؛ فقد أشار تقرير وزارة التنمية الاجتماعية والأسر والتضامن بالمغرب إلى أن العدد التقديري للمتسولين بلغ حوالي 195 ألفا و950 شخصا في آخر إحصاء منها، 51.1% نساء تتراوح أعمارهن بين 40 و50 سنة، وتصل نسبة الأرامل بها إلى 24%، يلتزمن ارتداء الزى الأبيض إشهارا على ترملهن،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adelamer.yoo7.com
الدكتور عادل عامر
المدير العام
الدكتور عادل عامر


ذكر
عدد الرسائل : 1585
العمر : 58
تاريخ التسجيل : 23/01/2009

المطلقة في المغرب نظرة يائسة في مجتمع بائس Empty
مُساهمةموضوع: رد: المطلقة في المغرب نظرة يائسة في مجتمع بائس   المطلقة في المغرب نظرة يائسة في مجتمع بائس I_icon_minitimeالخميس أبريل 02, 2009 3:47 pm

، وهي "عادة تقليدية بالمغرب؛ إذ الأرملة ترتدي جميع ملابسها بيضاء طوال مدة العدة"، غير أن هذا الصنف من المتسولات يطول عندهن هذا اللون ويصطحبن معهن أطفالا صغارا في الغالب يكترينهن من أخريات مقابل نسبة يومية من المحصول. وقد أوضح ذات التقرير أن الدخل اليومي الفردي لهذه المهنة يناهز ما بين 500 و700 درهم؛ الأمر الذي يجعل المتسولة تفضل هذه المهنة عن سواها، وبالتالي ترفض الاستقرار في المراكز الاجتماعية التي خصصتها الوزارة كمأوى لهذه الشريحة من المعوزين. وترجح الأوساط التي تشتغل على هذا الصنف من الظواهر الاجتماعية أن سبب ولوج الأرامل لهذا النوع من المهن يكمن في عدم وجود وسائل كافية لضمان القوت اليومي، فيكون الحل هو الارتزاق على عاطفة الناس في إطار التكافل الاجتماعي والبر والإحسان، وسرعان ما تجد الأرملة المتسولة نفسها منضمة لشبكة منظمة تعتمد تقنيات مدروسة لاصطياد الضحايا، هذه الشبكة التي تستغل النساء والأطفال والرضع والمعاقين لتكسب من ورائهم أموالا طائلة. رائدات التهريب وعلى جنبات ضفة البحر الأبيض المتوسط.. وتحديدا عند بوابة مدينة "سبتة" يصطف الآلاف من المغاربة كل صباح عند النقطة الحدودية في انتظار السماح لهم بدخول المدينة لجلب السلع الرخيصة والعبور بها أو تهريبها إلى داخل المغرب، وإعادة بيعها في الأسواق المغربية، وهذا العمل لا يقتصر على الكبار الذكور فقط، بل تزاوله النساء أيضا؛ فتراهن يحملن البضائع لبيعها في الأسواق مثل سوق "باب النوادر" في "تطوان" الذي يمتلئ عن آخره بالسلع المهربة. وأبرز ما يثير الانتباه عند النقطة الحدودية لباب سبتة خروج نساء ذوات أجسام ضخمة يتحركن بصعوبة، والحقيقة أن ذلك الجسم الضخم هو عبارة عن أكداس من الأقمشة المهربة الملفوفة على أجسادهن يقمن بتهريبها على هذه الشاكلة حتى يتعذر على رجال الجمارك تجريدهن من ملابسهن. هذه المهنة احترفتها الأرامل وتفنن فيها بحيلهن منذ عقود قبل أن تغزوها اليوم جميع شرائح النسوة المغربيات، ويمكن مشاهدة هذا الصنف إذا استقللت قطار منتصف الليل الرابط بين طنجة وباقي مدن المغرب؛ لأنه قطار مفتوح ولا توجد أبواب في مقصوراته مما يسهل عليهن الحركة، كما أن المراقبين فيه أو رجال الجمارك المتنقلين داخله "يمكن التفاهم معهم"، وهذا أمر معروف داخل أوساط التهريب، وهذا النوع من العمل في الماضي كان مقتصرًا على سكان المناطق الشمالية من المغرب وعلى فئة الأرامل والعاطلين، لكنه صار في السنوات الأخيرة يشمل كل المدن المغربية، ويوفر العيش لآلاف الأسر، وخصوصا المعوزة منها. تعتبر العديد من مؤسسات المجتمع المدني المغربي تلبية حاجيات الأرملة إحدى أولويات اهتمامات الجمعيات التنموية والخيرية، رغم أنها لم يفرد لها مؤسسات مختصة تعنى بها دون سواها، ربما عن تقصير من تلك المؤسسات أو الجهات المعنية؛ وربما لأن هذه الشريحة الاجتماعية ما تزال تعتبر جزءا من بنية شمولية يهتم بها المجتمع المدني ككل، وعلى الرغم من أن عددا كبيرا من الأرامل استفاد من النشاطات المختلفة لهذه المؤسسات إلا أن هذه الشريحة ما زالت في حاجة لمزيد من الاهتمام والدعم المادي والمعنوي. الرعاية مراحل تعتبر الجمعية المغربية لكفالة اليتيم بمراكش من الجمعيات المغربية المتخصصة في إسداء الخدمات الاجتماعية لليتامى والأرامل والعناية بهم ورعايتهم، خصوصا ,وقد أظهرت الإحصائيات أن 6% من العائلات المغربية هي عائلات لأرامل يعانين من ظروف صعبة. وقد تأسست الجمعية في يناير 1998 لتختار إستراتيجيتها رعاية شئون اليتيم والأرملة وسط بيئتهم الأصلية، دون اللجوء إلى تفرقة اليتيم عن أمه وولوجه دورا تم تخصيصها للعناية به ورعايته، بل تحرص على إبقاء الالتحام والدفء الأسري خاصة بعد وفاة الأب. ولأن الجمعية تحاول تغطية ربوع المدينة بأكملها، فقد تم تقسيمها إلى مناطق تتوزع بها لجان تقوم بأبحاث وزيارات للعائلات التي تعرض عليها؛ كي تتمكن من التأكد من أحقية كفالة كل أسرة، ويعبأ لهذا الغرض ملفات تخول إمكانية تتبع واستقصاء الأرامل واليتامى، وإيصال الإعانات المادية إلى بيوتهن حفظا لكرامتهن، وإبقاء لماء وجوههن وتضع الجمعية برنامجا ممنهجا يقتضي كفالة الأرملة وأبنائها عبر مراحل تبدأ بتأمين الحاجيات الأساسية للعيش (مواد غذائية) كحد أدنى للكفالة، ثم توفير الرعاية الصحية للأسرة المكفولة، وذلك من خلال التنسيق مع الجمعية الخيرية للخدمات الصحية والتي توفر للأرملة واليتيم تغطية صحية مجانية، تبدأ بتوفير بعض الفحوصات والتحاليل، وترتيب إنجاز عمليات جراحية، وإذا توفي الزوج وترك الأرملة حاملا تهتم الجمعية بتتبع حالتها الصحية إلى أن تضع مولودها، وبعدها يتم ترتيب مراسيم حفل العقيقة فتقتنى الذبيحة وملابس المولود والأرملة وجميع مستلزمات الحفل. أما عن الرعاية الاجتماعية فقد تصل إلى حد تأثيث البيوت وتزويدها بالأفرشة والأغطية، بل بناء وترميم المتصدع منها، كما تتدخل الجمعية أحيانا بأعمال ظرفية تستدعيها ظروف الأسرة كأداء واجب الرهن والكراء نيابة عن الأرملة، أو أداء واجب التنازل عن دعوى قضائية لتحمل واجب كراء من شأنه إنقاذ الأرملة من دخول السجن. أيضا تقدم الجمعية رعاية تأهيلية تكوينية تنطلق في بداية الموسم الدراسي، توفر لوازم المدرسة لأبناء الأرامل وتتبع مسارهم التربوي والتعليمي من خلال توفير حصص الدعم المدرسي بالشراكة مع نيابة وزارة التربية الوطنية والمجلس الجماعي للمدينة، وفي نهاية الموسم الدراسي تنظم الجمعية يوما احتفاليا توزع خلاله الهدايا والشهادات التقديرية للمتفوقين والناجحين. وتشجيعا منها لجهود الأم الأرملة وتحفيزا لتضحياتها تمنح الجمعية هدية قيمة الأم النموذجية تكريما لها وتثمينا لجهودها. وللجمعية أعمال موسمية تتجلى في تجهيز إفطار الصائم في شهر رمضان تستفيد منها عائلات الأرامل توزع عليهم وفق حصص أسبوعية تحتوي على مواد غذائية تستفيد منها ما يقرب من 1229 أرملة ويتيما كل عام. وبحلول عيد الفطر تقوم الجمعية بتوزيع مواد غذائية أخرى وملابس جديدة لإدخال البهجة على هذه الأسر التي فقدت عائلها، أما في عيد الأضحى فالجمعية توزع الأضاحي على العائلات التي ليس بإمكانها اقتناء أضحية وأحيانا توزع كميات من اللحوم المذبوحة يوم العيد. أما جمعية "يوسف بن تاشفين" فمن أهم أولوياتها الاهتمام بالأرملة من خلال تعليمها وتكوينها؛ لذلك فإن التكفل بها يختلف حسب ظروفها، فالجمعية تقدم دروسا في محو الأمية تستفيد منها جميع الأرامل، بخلاف الأرملة المعوزة التي سطر لها أن تستفيد من التكوين المقدم على شكل ورشات في الصناعة التقليدية بتنسيق مع رابطة الصناع التقليديين، أو أعمال يدوية الهدف منها مساعدتها في بناء مشروع خاص بها يمكنها من توفير دخل كاف لها ولأسرتها. بحسب "خديجة نزار" أمينة الجمعية فإن الهدف من هذا المشروع محاربة ظواهر الانحراف التي قد تسقط فيها الأرملة كالبغاء، وتحولها إلى سلعة رخيصة للتجارة الجنسية أو امتهان الشعوذة أو التسول. تقول "نزار": بجوار هذا المشروع أقامت الجمعية "مركز الاستماع" وهو تجربة رائدة جديدة انفردنا بها في هذا المجال، وفيه يتم استقبال النساء الأرامل بقصد الإنصات إليهن وإلى مشاكلهن، والتدخل لمساعدتهن على تجاوز المحنة،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adelamer.yoo7.com
الدكتور عادل عامر
المدير العام
الدكتور عادل عامر


ذكر
عدد الرسائل : 1585
العمر : 58
تاريخ التسجيل : 23/01/2009

المطلقة في المغرب نظرة يائسة في مجتمع بائس Empty
مُساهمةموضوع: رد: المطلقة في المغرب نظرة يائسة في مجتمع بائس   المطلقة في المغرب نظرة يائسة في مجتمع بائس I_icon_minitimeالخميس أبريل 02, 2009 3:47 pm

وقد حقق نجاحا ملحوظا حتى إن مؤسسات أخرى عديدة تواصلت وأرسلت مجموعة من الأرامل لديها بقصد الاستفادة من هذه التجربة. ورغم ما تقدمه الجمعيات من جهود وخدمات للأرامل فإن القائمين عليها يعترفون بالتقصير، خاصة في مجال العناية النفسية التي تحتاج إليها الأرملة. يقول "خالد آيت الحيمر" المدير الإداري لجمعية كفالة اليتيم: رغم وجود بعض المساعِدات اللواتي يشتغلن في الجمعية، مهمتهن الاهتمام بالجانب الاجتماعي من خلال قيامهن بزيارات ودية ومجاملات في الأعراس، وينصتن لمشاكل الأرامل، فإن الانشغال بتوفير الحاجيات المادية يظل هاجس الأعضاء محاولة منهم لتغطية مصاريف وحاجيات الأسر المنوط بنا رعايتها. ويضيف "حميد أحمدان"، عضو مؤسس بالجمعية، أن المشكلة النفسية الكبيرة الذي تعاني منها الأرملة هي عنصر الحرمان المترتب على الوضعية الجديدة التي تعيشها، غير أن هاجس المشاكل المادية يظل طاغيا بشكل أكبر لوجود إكراهات اجتماعية؛ مما يجعلها رغم المساعدات المقدمة لها تضطر للخروج بحثا عن العمل. ومن جهتها تشتكي جمعية "يوسف بن تاشفين" من عدم التزام الأرامل بالحضور؛ بسبب ظروف عملهن، وغياب متخصصين تحتاج إليهم مراكز الاستماع، وغياب مشاريع تعود بالنفع المادي، وأخرى ذات طابع ترويحي مثل إقامة مخيمات، خاصة بهذه الفئة من النساء. ويشكو الأعضاء أيضا من ضعف الإمكانيات التي تظل محدودة أمام غياب مؤسسات ذات اختصاص من شأنها أن ترصد لها أموالا وتفرد لها طاقات وأبحاثا. والأرامل من جهتهن يعانين من مشاكل أخرى لم تلتفت إليها أي مؤسسة خيرية أو تنموية، فقد اعترفت السيدة "نزهة بهلا"، أم لخمسة أطفال وأرملة من ست سنوات، تقطن بالدوار الجديد التابع لمقاطعة سيدي "يوسف بن علي"، أنها فعلا تستفيد من الإعانات الشهرية التي تقدمها الجمعية المغربية لكفالة اليتيم من ثلاث سنوات، كما تستفيد من جميع الإعانات الأخرى الصحية والموسمية والظرفية، لكنها تعاني من مشكلة قانونية مفادها أن محل سكناها اكتشفت تسجيله باسم أحد جيرانها رغم أنه سكن عشوائي وعليه خصومات، فالحي ما زال في طور التحديث. وتؤكد السيدة "نزهة" أنها لم تجد أي مؤسسة حكومية أو غير حكومية من شأنها أن تحل مشكلتها، وتحكي بنبرة الحزن: لدي هذه المشكلة القانونية ولم أجد أي هيئة من شأنها أن ترشدني إلى ما يجب أن أفعله، إضافة إلى أن قدراتي المادية لا تسمح لي بتوكيل محام ينوب عني في هذه القضية. أرملة أخرى تقطن بجانب السيدة نزهة توفي زوجها منذ حوالي سنة ونصف، وترك لها أربعة أطفال، تعيش بمعية أصهارها، وعم الأولاد هو المتكفل الوحيد بالثلاث عائلات اللواتي يقطن في منزل واحد من بينهن عائلة أخيه المتوفى؛ لذلك فقد اضطرت للعمل في صناعة "التراسن والعقاد" وهي الأزرار التي يستخدمونها في صناعة الجلابيب المغربية التقليدية؛ ليقوم صهرها ببيع مصنوعاتها لخياطي المدينة. سألتها عن انخراطها في إحدى الجمعيات أو المؤسسات التنموية التي تهتم بأمور المرأة عموما فكان جوابها: أنا لا أخرج من البيت ولا أعرف أين أذهب، فأنا امرأة قروية وجاهلة، زوجي كان هو الساهر على حاجياتنا. وبعيون دامعة أضافت: لم يسبق لي أن تلقيت أية مساعدة من أي عنصر خارجي، وحتى الجيران هنا لا يستطيعون تقديم شيء لي، فهم أيضا فقراء ولديهم مشاكلهم، فقط صهري أخو زوجي وحده من يعولنا، كما يعول أسرته المكونة من أبيه وأمه وزوجته وأبنائه، لكن لي صديقة أرملة أيضا وعدتني بأن تحدث الجمعية التي تساعد الأيتام – تقصد جمعية كفالة اليتيم - كي يضموا اسمي ضمن أسماء الأسر التي يعتنون بها، وأنا في الانتظار. ومن جهتها تقول السيدة "سميرة"، أرملة في الثلاثينيات توفي زوجها منذ ثلاث سنوات وترك لها طفلين أكبرهما يبلغ 10 سنوات: أستفيد من إعانات جمعية كفالة اليتيم كثيرا، من خلالها أحصل على ملابس لي ولأولادي مرتين في السنة، كما أنهم يساعدونني بتموين شهر رمضان. ثم تستدرك: لكنني لا أستفيد من الإعانات الشهرية ولا أعرف لماذا؟ نحن كما ترين خمس أسر في منزل واحد هو منزل أصهاري، أستغل هذه الغرفة وأحاول أن أعين نفسي مما أشتغل به في مجال الصناعة التقليدية. وتضيف: كما أن زوجي رحمه الله ترك لي عربة وبغلا "كارو" أجرتها لأحد الشبان مقابل مبلغ شهري، الحمد لله هذه السنة استفدنا من إعانات الحكومة في توزيع المحافظ والأدوات المدرسية، كما أن رسوم التسجيل ليست باهظة في المدارس الحكومية، وسبق أن سجلت في جمعية يوسف بن تاشفين كي أستفيد من محو الأمية لكن وقتي لا يسمح لي فأنا مطالبة بإتمام عملي في وقت محدد. ويظل عالم الأرامل مهمشا وسط ميادين التنمية بالمغرب، ينتظر التفاتة جدية وأبحاثا وإحصائيات من شأنها الوقوف على وضعيتهن ومحاولة تحسينها، والتخفيف من معاناتهن وكدهن من أجل الحصول على لقمة عيش كريمة، تحول بينهن وبين الوقوع في براثن اليأس والضياع الذي يدفعهن أحيانا إلى طريق الانحراف. واقع الأرامل بما يحمل من معاناة لا يمكن أن نعتبره ظاهرة اجتماعية؛ لأن الظواهر يعتريها الأفول والبروز، إنما هي حالة اجتماعية تفاقمت نتيجة تضاعف الحروب والحوادث والأمراض. وللواقع الاجتماعي المتردي الذي تعيشه منطقتنا العربية إسهامات كبيرة في تأزم الحالة، كالبطالة المتصاعد نسبتها، والعزوف عن الزواج، وانتشار ثقافات المجتمع الذي تحكمه العادات والتقاليد البالية، ليصبح هذا الواقع يعج بندرة الرجل المتأهل للزواج أمام سيولة كبيرة من العوانس لا تقدر الأرامل على مجاراته، ويظل مسرح احتكار شسوق الزواج تحكمه العذارى اليافعات، وتظل الأرملة تتطلع إلى هوامشه. حين نبحث في سيرة رسول الله عليه أفضل الصلوات والسلام نجده تزوج الأرملة والمطلقة والبكر، ولجميع زيجاته حكمة ربانية هدفها أن يظهر من خلال أعماله شرع الله في زواج النساء، وليقدم بدائل وحلولا لمشاكل اجتماعية سيواجهها المجتمع الإسلامي لا محالة. فالمسلم سيجد قدوته الصالحة في رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواء كان زوجا لامرأة ثيب أو بكر، تكبره في السن أو تصغره، جميلة أو قبيحة، عربية أو غير عربية، كل هذه العلائق يجدها الإنسان في حياة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم على أكمل وأفضل وأجمل صورة. والأرملة ليس عليها من حق زوجها المتوفى شرعا إلا العدة أربعة أشهر وعشرا إن لم تكن حاملا، وإلا تنتهي عدتها بوضع مولودها، فأي حق شرعي بعد ذلك يمكن أن نلزمها إياه كي نحكم عليها بالارتباط بالمتوفى بقية عمرها؟؟.ولكن مجتمعنا حكم على هذا النوع من النساء بالموت وهن أحياء، يظهر هذا بوضوح من موقف كل أب وأم، بل وأسرة كاملة حين تواجه أحد أبنائها الذي قرر الاقتران من أرملة أو ثيب. فالرجال يتكاثرون في تواجدهم حول الأرملة لكن أكثرهم ينهش جسدها بطرق متعددة، بدءا من الابتزاز الجنسي ووصولا إلى التحرشات في العمل، لكن طلاب الحلال قليلون يذكروننا بالمثل الشعري القائل:

ما أكثر الأصحاب حين تعدهم *** لكنهم في النائبات قليل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adelamer.yoo7.com
الدكتور عادل عامر
المدير العام
الدكتور عادل عامر


ذكر
عدد الرسائل : 1585
العمر : 58
تاريخ التسجيل : 23/01/2009

المطلقة في المغرب نظرة يائسة في مجتمع بائس Empty
مُساهمةموضوع: رد: المطلقة في المغرب نظرة يائسة في مجتمع بائس   المطلقة في المغرب نظرة يائسة في مجتمع بائس I_icon_minitimeالخميس أبريل 02, 2009 4:07 pm

"لا أحبذ الارتباط بالأرملة خصوصا إن كان لها أولاد" بهذه العبارة أوضح لنا "السيد عفيف" (45 سنة) موقفه من الزواج بالأرملة، وحين سألناه عن مرجعية موقفه هذا أوضح: "السبب بسيط، الأرملة ولاؤها وتفكيرها دائما يكون مع أولادها وأبيهم حتى وإن كان متوفى، وزوج الأم يظل دائما في المكانة السيئة لدى الأولاد، وقد يبادلهم نفس الشعور؛ لأنهم يحولون دائما بينه وبين زوجته".ويعترف السيد عمر الكنتاوي (27سنة) الذي ينتمي إلى مجتمع صحراوي يحتفي بالمرأة عموما مهما اختلف وضعها، أن قرار الاقتران من الأرملة صعب ويدعو للحيرة، يقول: "في مجتمعنا، وحين يفكر العازب بالزواج يبحث في الغالب عن الزوجة العذراء البكر، فالرجل يريد المرأة له، امرأة جديدة لم يلمسها رجل قبله، وحتى إن كان مساسه لها شرعيا، أما الثيب مطلقة كانت أو أرملة فلها أن تقنع بمطلق أو أرمل أو حتى متزوج، هذا إن وجدت من يقبل بها زوجة".وبنفس الوضوح يشرح لنا واقع الأسر أمام هذا الموقف: "الأسرة والعائلة والمجتمع بكامله يفضلون أن تكون زوجة ابنهم عذراء، وقد تكون الأم أو الجدة هي الأكثر تعصبا ضد الأرملة مقارنة بالرجل، مما يحمل الأسرة بأكملها على رفض ذلك النموذج من النساء".استفزني هذان الرأيان اللذان عبرا بوضوح عن الثقافة المجتمعية السائدة التي تتكرر وتورث بلا مرجعية عقلية ولا نقلية، فزاد تصميمي على استطلاع آراء المزيد من الرجال حول موقفهم من الارتباط بالأرملة، خصوصا إن كان لها أولاد، وكلي أمل أن أجد من بينهم من يملك الجرأة على تغيير هذا النمط المجحف من المفاهيم، لكني ومن خلال جولة مع عشرين آخرين اختلفت أعمارهم ومشاربهم الثقافية والفكرية، اكتشفت أن الواقع المعاش أثبت مخالفة الرأي للمواقف المعمول بها، وتكريس مبدأ أن القول شيء والفعل شيء آخر في مجتمعنا. فرغم أن أغلب الآراء التي استقيناها أبدت تفهما وتعاطفا مع وضعية الأرملة خصوصا الفئة الشابة منهم، وحاولت تغليب جانب الحكمة والعقل، ومحاولة تفهم الطرف الآخر وعدم الانسياق مع تقاليد المجتمع، إلا أنه وبنظرة سريعة إلى واقع الأرامل في مجتمعنا العربي، وإحصاء نسبة الزيجات التي تمت في صفوف هذا الصنف، لن نكون مبالغين إذا قلنا إنه بات من النادر زواج أرملة، وحتى إن استوفت الشروط التي وضعها هؤلاء الشباب مسبقا، كأن تكون الأرملة المراد الزواج بها دون أولاد، وأن تكون غنية وجميلة، بالإضافة إلى عامل السن الذي كان له حضوره المؤكد. ولتعميق النظرة وإسقاط طابع العلمية على ما توصلت إليه من نتائج ومعطيات، قمت بإحصاء بواسطة استمارة تحتوي سؤالا واحدا: ما موقفك من الزواج بالأرملة؟ وجعلت الجواب اختياريا بين أمرين إما "مع" وإما "ضد"، واكتفيت بمائتين وستة وعشرين (226) رجلا مستجوبا، فجاءت النتائج مؤكدة أن الآراء أغلبها تؤيد الزواج بالأرملة، حيث صوت 151 مستجوبا بالموافقة بنسبة (,8166%) في حين صوت 75 مستجوبا (% 33,18) بأنه ضد زواجه منها. وبمقارنة بسيطة بين معطيات الآراء المحصاة ميدانيا، وبين المواقف الحقيقية على أرض الواقع التي استقيناها من جدول سكان الوسط الحضري لمدينة مراكش المتراوح أعمارهم بين 15 سنة فأكثر حسب الوضعية المدنية والجنس، يتبين لنا جليا هذا الفرق الشاسع بين الآراء والمواقف، فقد دلت الأرقام على أن نسبة الأرامل الإناث بالمدينة تفوق نسبة الأرامل الذكور بمقدار 10%، في حين تجاوزت نسبة العزاب 45%، وهنا نطرح السؤال ثانية عن مدى تطابق الرأي مع الموقف في واقع مجتمعنا؟؟.الموافقون على مبدأ الاقتران بأرملة إن ادّعوا استقلالهم عن آبائهم نظريا فهم لهم تابعون عمليا، فمن خلال الاستجوابات المختلفة التي تم إجراؤها يتبين أن الزواج من الأرملة ذات الأولاد عمل إما مرفوض.. أو مقبول.. أو متوقف في الحكم عليه، فالذين يرفضون يعللون أجوبتهم بأسباب منطقية وأخرى واقعية.. أهمها كون الزوجة الأرملة لا تستطيع الجمع بين حبين اثنين، حب الأولاد وحب الزوج الجديد فتكون النتيجة هي تفضيل الأولاد على الزوج، يليها المحيط الاجتماعي والثقافة السائدة المانعة من تقبل الزواج من الأرملة ذات الأولاد، ومن ثم فإن العلاقة بين الزوج والأرملة ستتأثر بالتأكيد من تداعيات هذين العنصرين. وهذا الموقف لا أراه سلبيا في حد ذاته؛ لأن اتخاذ قرار الزواج بالأرملة متعلق بنوع الشخص المقبل عليه، وكلما كان هذا القرار مرتبطا بالواقع والمنطق الدقيق كلما كان أقرب للنجاح عند الشخص العادي. ولكن هذا لا ينفي أن هناك موقفا إيجابيا أبداه المتقبلون للمبدأ أصبغ على الزواج بالأرملة ذات الأولاد بعدا إيمانيا أو عاطفيا، فالزواج من الأرملة يمكن اعتباره عبادة يتقرب بها الزوج من الله، وذلك إن أحسن للأرملة من جهة وصان أبناءها من الضياع من جهة ثانية، أما من الناحية العاطفية فهناك من يرى بأن الحب الصادق الذي يمكن أن يربط الأرملة بزوجها الثاني قد يتجاوز في قوته كل المعوقات الاجتماعية والثقافية، فالعاطفة تحتوي الواقع وتعلو عليه ومن خلال الموقفين السابقين يمكننا القول إن الزواج بالأرملة ونجاحه متوقف على نوعية المقبل والمقبلة عليه على السواء، فلو كان المقبل عليه على دين ومتمسك بالأبعاد الإيمانية، فإن هذه الأبعاد كفيلة بإنجاح هذا الزواج؛ نظرا لارتباطه ببعد داخلي في الإنسان، ويبتغي من وراء فعله أجرا آجلا، فالمعتقد كما هو معلوم يؤثر في سلوك الإنسان أيما تأثير. أما إن كان أساسه هو الحب وحده فهو معرض لا محالة لامتحانات صعبة قد يتجاوزها أو تتجاوزه، ذلك أن الحب والميل لشخص ما خاضع اضطرارا لعوامل التطور والتغير حسب الزمان والمكان والواقع، كذا الثقافة والمجتمع يؤثران في اختيارات الأفراد وميولهم ومواقفهم العاطفية. أن المواقف تكون مكتسبة لا فطرية، وأن الدراسات أظهرت أن الفرد يكتسب مواقفه داخل الأسرة من خلال طرق التربية وأساليبها وأنماط العلاقات بالأبوين، كما ذهب إلى ذلك كل من (شوين) و(ويتمر)، كما أن المواقف قد تكتسب من خلال الحس المشترك، أو من خلال الاعتماد على نموذج المعايير المعمول بها كنمط إرشادي لسلوك مجموعة مجتمعية ما؛ لتعمل هذه المعايير على التأثير في الموقف أو في الاختيارات كالاختيار بين الأرملة والعذراء، المطلق والأعزب وهكذا. وحين طرحت تساؤلاتي حول الإشكال المطروح في مواقف اختيار أو عدم اختيار المطلقة أو الأرملة وكلاهما يشتركان في فقدان عذريتهما عموما، أوضح الأستاذ "زكار" بأنه لابد من العروج على البنيات الذهنية المكونة داخل ثقافة معينة، وأن العذرية في الثقافة العربية رمز للصفاء وللأرض العذراء التي لم يطأها بشر، وبالتالي هي رمز للخصوبة والعطاء على حد تعبير "مالك شبال" صاحب مؤلف "الجسد في التقليد المغاربي".واستطرد قائلا: "إذا كانت هذه الرمزية التي يحويها معيار العذرية بين ثناياه تجعل المستجوبين يقبلون بالزواج بالأرملة، فإن اللاشعور الجمعي يشدهم إلى التخلي عن هذه الفكرة وبسرعة، باستعمالهم كلمة: نعم ولكن...، من هنا وللنفاذ إلى صلب كيفية تكوين المواقف من زواج الأرملة، لابد من الأخذ بعين الاعتبار الثقافات المحلية التي ينتمي إليها المستجوبون، فنجد مثلا المستجوب "عمر الكنتاوي" رغم انتمائه إلى مجموعة مجتمعية لها ثقافة خاصة (ثقافة الصحراء)، والتي يتخللها معيار إيجابي تجاه الأرامل والصورة الخاصة التي تحملها الأنثى الصحراوية، فإنه رغم ذلك نجد له رأيا شخصيا منعزلا ومختلفا عن السائد داخل مجتمع انتمائه، وبالتالي يمكن أن نستخلص أن الموقف من الزواج بالأرامل تتجاذبه النظرة الفردية للأفراد من خلال معايير خاصة بهم قد تنتمي إلى الثقافة الأم "العربية"، وبين الثقافة المحلية السائدة داخل كل جماعة مجتمعية لها إطارها المرجعي الخاص.وبعمق نظرة الباحث في علم الظواهر الاجتماعية ومحاولة منه للوصول إلى تفسير للظاهرة أوضح "زكار": إننا لا ننفي عن المواقف الطابع الاجتماعي، فهي تنشأ حتما من علاقات التفاعل بين الفرد والآخرين، وتكتسب بواسطة عمليات التنشئة الاجتماعية التي تضطلع بها مؤسسات اجتماعية كالأسرة والدين وطرق التفكير والتنظيمات السياسية، مساهمة في تكون سمات ومواقف مشتركة بين أفراد مجتمع معين، لكن تتخللها إرادات فردية تنفصل عن المجتمع الكلي، وهو ما بينته الاستجوابات والمقابلات. وفي الختام يمكن أن نستنتج من خلال بحثنا عن السؤال المحوري المتعلق بمدى قابلية الزواج من الأرملة، أننا أمام نسق اجتماعي يتميز بالتنوع والغنى، وأن هذه الظاهرة متعددة التمظهرات وبالتالي فإن أي تحليل أحادي النظرة يمكن أن ينقص من أهميتها، وأننا أمام خلل خطير وعدم توازن ماض في الإخلال، بين جحافل من الشباب والعزاب تمضي سنوات أعمارهم في حلم الزواج، ويمر العمر ليطوي معه الحلم، وقوافل أخرى من النسوة العوانس أو الأرامل ومنهن المطلقات ينتظرن ولوج عالم الحلم، وإكمال سنة الحياة والاستقرار في دفء حياة زوجية هانئة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adelamer.yoo7.com
 
المطلقة في المغرب نظرة يائسة في مجتمع بائس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مجتمع المعرفة والوعي الثقافي
» ميراث المطلقة
» المطلقة امرأة آيلة للسقوط

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي الثقافة القانونية  :: عامر للتربية العامة :: عامر* للمرأة والمجتمع-
انتقل الى: