هل تقبلين الزواج بعريس مطلق ولديه أولاد؟
وسيم ، جذاب ، عريض المنكبين ، مفتول العضلات ، ميسور الحال ، هذه الكلمات هي وصف مبسط لما يدور في عقول بعض الفتيات في رسم صورة فتى الأحلام المنتظر، لكن ماذا يحدث إذا كانت هذه الصفات متوفرة وموجودة في شخص ما ، لكن بكل أسف مطلق ولديه طفل ، هل توافقين عليه كزوج للمستقبل أم ترفضيه هو وطفله وتنتظرين فتي أحلامك من جديد ؟ .
" لهن " عرض السؤال على بعض الفتيات ، وجاءت الإجابات مختلفة ومتفاوتة كالتالي :
مظلوم ويستحق فرصة
سميرة محمد ـ موظفة بالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ـ توافق طبعاً وترحب جداً ، لأنه ليس مطلق ولكن لأن لديه أولاد كونه فضل أن يحتفظ بأولاده فهذا معناه أنه يمتلك قلب أكبر من قلب أمهم التي من المفترض أن تكون أحن عليهم من الأب لكن كونه يحتفظ بأولاده رغم أنهم قد يمثلون عبئاً عليه .
فهذا دليل علي أنه أب رائع وحين يكون أباً رائعاً سيكون كذلك زوجاً رائعاً ، وأنا أعرف رجالاً كثيرين مطلقين ولديهم أولاد وقد تزوجوا وسعدوا كثيراً في حياتهم بتوفيق الله ولكونهم كانوا مخلصين بالقدر الكافي وواضحين بالشكل الذي سمح لهم ببداية جديدة يستحقونها .
من هنا فأنا أرحب بالزواج من رجل مطلق ولديه أولاد لنكون قبيلة وأسرة كبيرة جميلة ، ثم من يدري فقد يكون هذا المطلق مظلوم بحكم الظروف ويستحق من الحياة فرصة ثانية ينجح فيها لماذا لا أعينه علي ذلك وأساعده علي اجتياز أزمة عابرة مرت به .
وتوفقها الرأي شيماء أحمد ـ محاسبة ـ لكن بشروط على حد قولها ، موضحة أنه إذا توافرت فيه الشروط التى أحلم بها فى شريك حياتي ، فأنا أوافق على الفور .
وتري شيماء أن الرجل المطلق لا يعيبه شئ ، ففشل التجربة الأولى لا يعني أن الرجل سئ ، ولكن فى هذه الحالة سأحتاج إلى فترة خطوبة طويلة لدراسة شخصيته وشخصية أطفاله أيضاً.
فمثلاً هذا النموذج من الرجال عند الارتباط به يجب أن يكون هناك تخطيط جيد لحياتي معه ، ووضع بعض النقاط الأساسية ، مثلاً هل الأولاد يعيشون مع أمهم أم معه ، وما هي الأسباب التى أدت للطلاق في المرة الأولي .. وهكذا
وشيماء لا تعترض على وجود الأطفال في حضانة الزوج موضحة أن الأمر يتطلب منها مزيد من الجهد لاحتوائهم وخاصة إذا كانوا فى سن الإدراك ، ولن تستسلم بسهولة أو تتخلي عن الشخص الذي اختارته لهذا السبب ، بل ستعاملهم كما يرضي الله ويرضي زوجها وكأنهم أطفالها تماماً.
أفضل من العنوسة
ولا تعترض أميرة حافظ - أستاذة بإحدي الجامعات المصرية - علي الزواج من رجل مطلق ولديه أطفال ، موضحة أن هذه فكرة جيدة جداً وتعتبر حل أمثل للقضاء على مشكلة العنوسة التي تتفاقم وتزداد من الحين للأخر .
وتؤكد أميرة أن الرجل لا يعيبه سوي جيبه فقط ، أما مسألة الطلاق أو وجود أطفال فهذه لا تعد مشكلة بالمرة إنما هي حل أمثل للقضاء على مشاكل كثيرة ومختلفة خاصة إذا كان الرجل بالمواصفات التي أتمناها وأحلم بها ، أما تربية الأطفال فهم أخوة لأطفالي وسأهتم بهم جميعاً دون أي تفرقة .
أما عايدة مصطفي ـ مدرسة ـ توافق لكن أيضاً بشروط ، مؤكدة يجب أن أعرف أولاً الأسباب التي دفعته إلى الطلاق ، وأسأل كل من حوله عن أسباب الطلاق وهل هو السبب أم زوجته هي السبب ، وبعد معرفة السبب الحقيقي إذا كان سبب منطقي أوافق على الارتباط به .
أما إذا كان عنده أطفال فهذا لا يمثل لي أي مشكلة سأهتم بهم وبتربيتهم وأسعي لاكتساب ثواب فيهم ، باعتبارهم يتامى من وجهة نظري لأن الطفل الذي تتركه أمه في مرحلة الصغر وهي على قيد الحياة طفل يتيم وأجري عند الله .
أخاف أن أظلم طفله
وبعد تفكير عميق أوضحت هبة حسين ـ سكرتيرة ـ بأنها لا توافق على الرجل المطلق الذي لديه أطفال ، خوفاً من أن تحب طفلها الذي تنجبه منه أكثر من طفله هو ، مضيفة أنها بهذه الطريقة سوف تظلم الطفل معها وهي لا ترضي بذلك .
وتضيف هبة: إذا كان الرجل مطلق فقط وليس لديه أطفال فأنا أرحب به وأوافق عليه لأنه ليس له أي ذنب في هذا الطلاق ومن الطبيعي أن يحدث طلاق بين أي زوجين غير متوافقين ، لكن سأكون معه حادة جداً وسأراقب كل تصرفاته قبل الزواج لكي أكتشف الأسباب الحقيقية التي دفعته للطلاق وهل هي أسباب مقنعة لي أم لا .
أريده لأطفالي فقط
أما سهي عزت ـ مهندسة ديكور ـ تحب أن تكون أول وأخر امرأة في حياة زوجها وتريده أباً لأولادها هي فقط ، ولا أحد يشاركها في على الإطلاق ، لذا هي ترفض بشدة هذه الفكرة ، وترفض أيضاً فكرة أن يكون مطلق من قبل ، فهي تريد أن تكون هي أول امرأة في حياته ، لتنعم بحياة هادئة تكون هي الركن الأساسي فيها دون أي مشاكل أو ماضي .
يختلف بين طبقة وأخري
وحول الزواج من رجل مطلق ولديه أطفال يؤكد الدكتور ملحم شاوول أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية أنه ليس هناك قاعدة عامة لهذا النوع من الزواج، وتحديداً في ما يتعلق بنجاحه أو فشله ، ويقول : «بشكل عام يمكن القول إن أي امرأة عندما تفكّر في الارتباط، ولا سيما إذا كانت صغيرة السن، تتمنى أن تتزوج رجلاً يكرّس كل وقته وعاطفته وماله لها ولأولادها من دون مشاركة أحد، وهذا ما لن تجده إذا اتخذت قرار الارتباط بمطلّق لديه أولاد.
لذا على كلا الطرفين، في هذه الحالة، أن يناقشا الموضوع معا بشكل عقلاني وواضح ليحصل كل منهما على حقوقه من دون غبن» ، حسب ما ورد بجريدة "الشرق الأوسط ".
ويضيف دكتور ملحم « لكن لا بدّ من أن نكون واقعيين، ونقر بأن خوف الارتباط برجل مطلّق بأولاد يختلف بين طبقة وأخرى ، فإن كان الرجل ميسوراً وقادراً على توفير حاجات كل أطراف العائلة ، سيسقط الكثير من المخاوف ويسهل حلها ، فهو قد يضع أولاده من الزواج السابق في مدرسة داخلية راقية ، ويبقى على تواصل دائم معهم ليشعرهم بمحبته وعاطفته ، حتى لا يؤثر زواجه الثاني سلباً عليهم، لأن الدراسات أكّدت أن الشعور بالأمان والعاطفة العائلية لا يتوفر فقط إذا تربى الأبناء بجانب آبائهم، بل قد يكونون بعيدين عن أهلهم ويشعرون بعاطفتهم أكثر مما لو ظلوا في أحضانهم».
ولا يعتبر شاوول أن سن الفتاة تلعب دوراً في احتمال نجاح الزواج أو فشله لأن النضج لا يقاس بالعمر، كما يشير، «المهم في الزواج أن يكون الطرفان مستعدين لتقديم التنازلات والعمل على إنجاح العلاقة، لهذا على من تقرر الزواج بمطلق بأولاد، أن تفكر بعقلانية وتكون مستعدة أكثر من غيرها لتقديم التنازلات والتعامل مع عائلتها الجديدة بمحبة».
يحتاج لدراسة جيدة
والزواج من مطلق لدي الدكتورة دولة خنافر أستاذة علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية يحتاج إلى دراسة جيدة من قبل الفتاة ، مشيرة إلى أنه بمجرّد أن يكون الرجل مطلقا ولديه ولد أو أكثر، يمكن اعتبار الأمر مشكلة يجب التوقف عندها، باختصار الأسباب التي قد تدفع الفتاة إلى اتخاذ هذا القرار، فهي إما أنها تفكر فقط في الزواج، أو أنها أحبت هذا الرجل ولم تفكر في أبعاد وضعه الاجتماعي نتيجة الطلاق ووجود الأبناء، أو أنها فتاة تحب المغامرة والتحدي.
وقد تعتبر بعض الفتيات أن الرجل الذي فشل في تجربته الأولى سيبذل قصارى جهده للنجاح في التجربة الثانية، وهذا ما قد يكون ممكنا في حال ما نضج وأصبح قادراً على السيطرة على انفعالاته، لكنه بالتأكيد لن يتغير إذا كان البخل والكذب من شيمه مثلا».
وتنصح خنافر الفتاة التي تُقدِم على هذا النوع من الزواج أن تدرس المسألة بشكل جيد، وتسأل عن عادات هذا الرجل وأخلاقه، والأهم الاستفسار عن أسباب طلاقه .
أما بالنسبة إلى الأولاد فتقول : «يجب على الفتاة أن لا تأخذ هذا الأمر باستخفاف، فليس سهلاً أن تدخل بيتا فيه عائلة ، لذا عليها أن تفكر إذا كانت تستطيع أن تتعايش مع هذا الوضع، وتقدر على تحمل هذه المسؤولية ، أي ما إذا كانت ستعامل الأولاد معاملة حسنة، وهذا يتطلب الكثير من التسامح والمحبة، والتجرد من الغيرة منهم، لأنهم قد يذكرونها أو يرتبطون في ذهنها بأمهم».
وتعتبر خنافر أن المطلق وإن كان لا يتجاوز 35 أو 40 عاماً، إذا قرر أن يتزوج فعليه أن يرتبط بفتاة ناضجة يكون سنها قريباً من سنه كي تتعامل معه ومع أولاده بعقلانية أكثر، لا بفتاة صغيرة لا تزال عاطفتها متأججة، تحلم بالعيش بحرية وتبحث عن إشباع حاجاتها.