منتدي الثقافة القانونية
منتدي الثقافة القانونية
منتدي الثقافة القانونية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي الثقافة القانونية

ليس عليك ان يقتنع الناس برأيك الحق ولكن عليك ان تقول للناس ما تعتقد أنه حق
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الزواج العرفي يهدد المجتمع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الدكتور عادل عامر
المدير العام
الدكتور عادل عامر


ذكر
عدد الرسائل : 1585
العمر : 58
تاريخ التسجيل : 23/01/2009

الزواج العرفي يهدد المجتمع Empty
مُساهمةموضوع: الزواج العرفي يهدد المجتمع   الزواج العرفي يهدد المجتمع I_icon_minitimeالخميس أبريل 23, 2009 2:52 pm

الزواج العرفي يهدد المجتمع
الدكتور عادل عامر
صفاء... تركتها أمها في مترو الأنفاق وهربت، تسببت أم في مأساة لرضيعتها وعمرها يومان، تجردت من أمومتها واستقلت عربة السيدات بمترو الأنفاق، وفي آخر الخط كانت آخر علاقتها بها، لفتها في قطعة قماش بيضاء وتركتها وهربت. عثر عليها عامل النظافة بالمحطة وهي تصرخ، ضمها إلى صدره وأسرع بها إلى مكتب رئيس مباحث السكة الحديد الذي قام بدوره بتسليمها إلى المؤسسة الصحية لتتولى الكشف عليها ورعايتها حتى يتم تسليما إلى إحدى الدور الاجتماعية المعنية باللقطاء. أما هيثم ... فقد التقطه الحاج محمد أثناء عودته من عمله قرب منتصف الليل وهو ملقى على شريط السكة الحديد، ولم يكن مضى على خروجه للحياة سوى ساعات، والذي ألقاه كان يريد له أن يلقى حتفه تحت عجلات القطار، لكن العناية الإلهية أنقذته لينضم إلى أقرانه في إحدى الدور الاجتماعية. والحكايات لا تتوقف عند صفاء وهيثم، فهناك حكايات كثيرة لأطفال ألقي بهم إلى المجهول فور ولادتهم.
حكاية من الواقع
تقول منى، وهي فتاة متعلمة تزوجت عرفيًّا بدون علم أهلها وهي من أسرة محافظة هرب الزوج منها وهربت هي من أهلها: وضعت جنيني، أرضعته لمدة أيام، ثم ذهبت به إلى إحدى الجمعيات الخيرية لكي يعتبروه لقيطًا. وتضيف منى: منذ طفولتي وأنا أصنع عروسًا من قماش وأحلم بفستان الفرح وطفل أضمه إلى صدري، كيف تحول الحلم إلى كابوس ولحظة ضعف دمرت حياتي؟ فهل توجد امرأة في العالم لا تحلم بالأمومة ولحظة ميلاد طفل جديد؟ لكن ما عشت فيه طوال حملي كان إحساسًا بالخطيئة والمرارة، كرهت نفسي وحاولت أن أجهض جنيني لكنني فشلت، ولو كنت تركت نفسي لأهلي لقتلوني وقتلوا طفلي وأنا لا أريد أن أحملهم أوزاري، ولذا كان الحل الوحيد الذي فكرت فيه هو أن ألقي بفلذة كبدي إلى إحدى الجمعيات لكي يعتبروه لقيطًا، أما أنا فلا أدري هل سيغفر الله لي خطيئتي أم لا؟ ومتى سأتخلص من المهانة والمرارة والألم الجاثم فوق صدري؟
زيادة مستمرة
تقول هدى نور الدين الموظفة بإحدى دور الأيتام: أعمل منذ 15 عامًا كباحثة اجتماعية في الدار، وكنا نستقبل الأيتام ذوي الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، فالأب متوفى والأم لا تستطيع أن تكفل صغيرها، فنأخذ وتقوم هي من وقت لآخر برؤية ومتابعة طفلها. وقد يكون الأب والأم قد توفيا وبعض الأقارب يأتون ويودعون هؤلاء الأطفال الدار، كان هذا هو الغالب على أطفال الملاجئ ودور الأيتام، ولكن منذ أكثر من خمس سنوات تم إنشاء قسم لرعاية اللقطاء الذين يتزايد عددهم بشكل غير طبيعي، ففي الصباح الباكر أو بعد أذان الفجر نجد الطفل ملقى على سلم الدار وملفوف في قطعة قماش ولم يمر على ولادته ساعات، بل نجد أحيانًا أطفالاً بحبلهم السري، وهذا يعني أن الهم الأكبر للأم هو التخلص بأي شكل من المولود. الحصيلة الشهرية لآخر دفعة من اللقطاء كانت خمسة أطفال، ونحن دار واحدة ضمن أكثر من ثلاثين دار متخصصين في استقبال اللقطاء، ونأخذهم من المؤسسات الصحية التي تتكفل برعايتهم لمدة ستة أشهر وتتولى الكشف عليهم وتقديم التحصينات اللازمة لهم، ثم نواصل نحن رعايتهم بعد أن يتم اختيار اسم ثلاثي لكل لقيط. أما ابتسام صبري رئيس مجلس إدارة إحدى الجمعيات الخيرية بالجيزة فتقول: وجود أطفال لقطاء بشكل متكرر يكاد يكون أسبوعي في القاهرة والجيزة وقد أوشك أن يصبح ظاهرة، ويتم التقاط الأطفال في عمر ساعات على أبواب المساجد والجمعيات الخيرية والمستشفيات أو المناطق المهجورة وأحيانًا في عربات الزبالة للأسف الشديد، فالمهم إلقاؤهم خفية قبل أن يفتضح الأمر ويراهم أحد.
وتشير البحوث الاجتماعية إلى أن هؤلاء الأطفال نتاج علاقات غير شرعية لأولاد وبنات الشوارع، أو نتاج أخطاء آباء وأمهات وقعوا في الرذيلة أو ما يسمى بالزواج العرفي.
كيف يتم التعامل مع اللقطاء؟
تقول ابتهاج صالح مسئولة الطفولة والجمعيات الخيرية بوزارة الشئون الاجتماعية: هناك دور خاصة لهؤلاء الأطفال، وقبل انتقال الطفل لتلك المؤسسات يظل تحت رعاية وزارة الصحة التي تحدد مدى سلامة أجسامهم وخلوهم من العيوب والأمراض المعدية وذلك لمدة ستة أشهر، بعدها يتم إدراج الحالات المتشابهة مع بعضها ويتم توزيعهم تحت رعاية صحية واجتماعية دقيقة، ثم بعد ذلك يتم عزل البنات عن الأولاد، وكل مجموعة من الأطفال تكون لهم أم بديلة بمواصفات اجتماعية وتعليمية تتناسب معهم، ومعظم هذه الدور قائمة على الجهود والتبرعات الأهلية في ظل تزايد أعداد اللقطاء خاصة في السنوات الخمس الأخيرة، فقبل ذلك كانت هذه الحالات شبه نادرة وتعد على أصابع اليد في السنة الواحدة، واختيار اسم اللقيط يكون ثلاثيًا، مثل: عمر صالح محمود مثلاً، وبدون لقب عائلي حتى لا يتشابه ذلك مع عائلات حقيقية، ويتم استخراج شهادة ميلاد لهؤلاء الأطفال وتتم كسوتهم وإطعامهم وإلحاقهم بالمدارس العادية التابعة للدار، والأم البديلة تقوم بدور الرعاية والمراقبة والتربية قدر الاستطاعة، وأحيانًا تختار البنت عندما تكمل تعليمها أو تصل لمرحلة البلوغ أن تعمل مع أسرة تختارها خارج الدار، وإذا تم خطبتها لشاب في مثل ظروفها نساعد في إتمام هذا الزواج وفي تجهيزها ويشترك أهل الخير بالمساهمة في هذا الأمر.
العرق دسّاس
تقول الباحثة الاجتماعية إلهام الحسيني: معظم أبحاثي منذ التخرج وحتى حصولي على الماجستير ثم إعدادي للدكتوراه كانت تدور حول مؤسسات رعاية الأيتام واللقطاء، وهناك عدة ملاحظات أشير إليها، أولا في الماضي كان الطفل اليتيم يظل في بيته وخصوصًا في المجتمعات الريفية والبدوية حتى وإن فقد والديه وتتم رعايته اجتماعيًّا ضمن الإطار الأسري والمجتمعي. أما في المجتمعات الحضرية والمدن الكبرى فكان يتم إلحاق اليتامى الفقراء بالملاجئ تحت رعاية أسرته وأقاربه أيضًا ولم تكن هناك مشكلة، بل معظم هؤلاء الأطفال تحولوا إلى رجال ناجحين وأمهات فضليات. أما ما يحدث الآن رغم الدعم الاقتصادي المرتفع وحصول تلك المؤسسات الاجتماعية على دعم كبير من قبل فاعلي الخير والمتطوعين، إلا أن هناك ترديًا في المستوى الأخلاقي والعلمي لكثير من اللقطاء، وهناك عينات عشوائية أجريت عليها أبحاثي ووجدت أن معظم اللقطاء رغم الرعاية المكثفة على كافة المستويات إلا أنهم يعانون من أمراض نفسية ولدهم توحش وشراسة، وقد يصل الأمر لدى البعض منهم إلى ممارسات غير أخلاقية في مرحلة المراهقة، ويبدو أن هناك مجموعة عوامل تؤدي إلى تلك النتائج، ومنها في الأساس العامل الوراثي «تخيروا لنطفكم فإنا لعرق دساس»، ثم الترف المادي والوفرة دون ترشيد أو رقابة، والأهم هو غياب المنهج الديني والتربوي الصحيح الذي يجب أن يعيش فيه هؤلاء الأطفال منذ المراحل الأولى في حياتهم.
حقوق اللقيط
يرى د. محمود أحمد شوق، أستاذ التربية أن الطفل الذي لا يعرف نسبه حيث نبذه أهله فرارًا من تهمة الزنا أو غير ذلك يعتبر لقيطًا، وحقه في الإسلام هو وجوب التقاطه؛ لأن في ذلك صيانة له وإحياء لنفس. والتقاطه فرض كفاية في حالة رؤيته من جماعة، بحيث إذا تركوه أثموا جميعًا وكان عليهم تبعة هلاكه إذا هلك، أما إذا لم يره سوى فرد واحد فإن التقاطه فرض عين على من رآه، ولا يجوز له التخلي عنه. ويشترط الإسلام لحماية اللقيط، فيقوم على رعايته المسلم البالغ العالق الرشيد الحر الأمين القوي القادر المقيم للعدل. ومن رحمة الله باللقيط أن جعل الإنفاق عليه فرض كفاية، فإذا وجد متبرع يقوم على رعايته فهذا فضل وإحسان يثاب عليه، وإذا لم يتيسر من ينفق عليه وجب الإنفاق عليه من بيت المال، فالمحافظة عليه من الهلاك وتمكينه وحمايته وكذلك تربيته بين المسلمين واجب شرعي. وعليه، فإن أسس التربية الدينية يجب أن تكون قائمة، وأن يكون الإنفاق معتدلاً، لا إسراف ولا تقتير، وأن يسري عليه ما يسري على اليتامى والمساكين وأطفال المسلمين. وإذا كانت هناك عوامل وراثية ونفسية تجعل من هؤلاء الأطفال قنابل موقوتة وخصوصًا إذا كانت أعدادهم في تزايد، فالمنهج الإسلامي دائمًا يؤكد على أن الوقاية خير من العلاج، ولم لا وحد الزنا للمحصن والمحصنة الرجم حتى الموت. والزواج الشرعي هو الذي تتوفر فيه شروط الإشهار والولي، وكذلك حسن اختيار الزوج الصالح والزوجة ذات الدين... الخ، تلك هي الشروط التي أكد عليها الإسلام لسلامة البيت المسلم، ولإنجاب الذرية الصالحة، ولسلامة المجتمع المسلم من انتشار الفاحشة واختلاط الأنساب، فتلك الظواهر غريبة على مجتمعاتنا المسلمة، ويجب أن تنحسر وتحاصر من أجل طفولة سعيدة وآمنة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adelamer.yoo7.com
 
الزواج العرفي يهدد المجتمع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» منهج الإسلام في تحقيق التوازن الاقتصادي بين أفراد المجتمع
» فوائد الزواج وثمراته:
» غلاء المهور هل هو سبب في قلة الزواج
» الزواج العُرْفي فقها وقانونا
» هل تقبلين الزواج بعريس مطلق ولديه أولاد؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي الثقافة القانونية  :: عامر للعلوم القانونية :: عامر للفكر والابحاث القانونية-
انتقل الى: