منتدي الثقافة القانونية
منتدي الثقافة القانونية
منتدي الثقافة القانونية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي الثقافة القانونية

ليس عليك ان يقتنع الناس برأيك الحق ولكن عليك ان تقول للناس ما تعتقد أنه حق
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 إن حدود الإسلام عادلة وحكيمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الدكتور عادل عامر
المدير العام
الدكتور عادل عامر


ذكر
عدد الرسائل : 1585
العمر : 58
تاريخ التسجيل : 23/01/2009

إن حدود الإسلام عادلة وحكيمة Empty
مُساهمةموضوع: إن حدود الإسلام عادلة وحكيمة   إن حدود الإسلام عادلة وحكيمة I_icon_minitimeالجمعة مايو 08, 2009 8:11 pm

إن حدود الإسلام عادلة وحكيمة
الدكتور عادل عامر
يروِّج أعداء الإسلام أن أحكام الحدود في ديننا الحنيف تنطوي على كثير من القسوة والهمجية في قطع يد السارق، أو جلد الزاني، أو قتل القاتل، خاصة أن التشريعات العالمية الحديثة ترفض الإعدام، وترفض إهانة الإنسان، وتحترم حريته!! ويتحجج هؤلاء بقوانين وتشريعات حقوق الإنسان العالمية، لكنهم نسوا أن احترام حقوق الإنسان مقررة في الإسلام قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان، فهي مقررة بتقرير الله ـ سبحانه وتعالى ـ لها، وليست وليدة ثورة، أو انقلابات سياسية، فقد قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}[الإسراء:70] وقال رسول الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر»، وقال الفاروق، عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟ القوم يتحدثون عن إلغاء عقوبة الإعدام حتى لو كان المطلوب قتله وإعدامه قتلاً اعترف بقتل غيره! فأي عدل هذا؟ أليس في ذلك ظلم للمقتول لأهله وأبنائه؟! إن حدود الإسلام عادلة وحكيمة؛ لأن فيها ردعًا للمعتدين ورحمة بأغلبية الناس الساحقة حين تُصان الأعراض والأنفس والأموال والحقوق، وقد كان استخدامها في التاريخ الإِسلامي، على أضيق نطاق، ولكنها كانت مؤثرة تمامًا في تحقيق العدالة والانضباط في المجتمع. وقد ساعدت الحدود الشرعية في الإسلام على توفير أمن حقيقي للمجتمع والعائلة، بينما أدَّت قوانين العقوبات الغربية إلى ازدياد وسائل السرقات، وحالات الاغتصاب، والاعتداء على الأبرياء والآمنين، وهؤلاء أولى بالتفكير في ما يتعرضون له من قسوة ووحشية من التفكير في تخفيف العقوبات التي تنزل بالمجرمين، فالأولى مراعاة مصالح الناس وأمنهم وحياتهم حين يواجه موضوع الأحكام التي تردع فعلاً مرتكبي الجرائم بحقهم إن الحدود ثابتة في الشريعة الإسلامية لحكمة عظيمة قد تظهر لقوم وتخفى على آخرين، فلا يضرنا إن عرفنا الحكمة أو جهلناها، فلله الحكمة البالغة في كل تشريع.ومما هو مسلَّم به بين العقلاء، أن كل عقاب لابد فيه من شدة وقسوة، حتى لو ضرب الرجل ولده مؤدبًا له لكان في ذلك نوع من القسوة، فالزعم بوجود عقاب من دون شيء من القسوة مكابرة ظاهرة، وإذا لم تشتمل العقوبات على شيء من القسوة والشدة، فكيف ستكون رادعة وزاجرة للمجرمين وضعاف النفوس ؟! ونحن لو تركنا إقامة الحدود الشرعية لما يزعمونه من القسوة لأوقعنا أنفسنا والمجتمع في قسوة أشد منها، فمن الرحمة بالمجتمع وبالمحدود أن نقيم الحد عليه، فهل الطبيب الذي يُجري عملية جراحية فيستأصل بمشرطه بضعة من جسم المريض ليعالجه، يصح اتهامه في ذلك بالقسوة؟ وحتى لو كانت قسوة بالجزء المستأصل، فإنها رحمة وشفقة بباقي أجزاء الإنسان. فالحرص على سلامة جسم المجتمع من الفساد والمرض جعل من الحزم والعقل القسوة على الجزء الفاسد منه، ليسلم باقي أعضاء المجتمع. ثم إن الإسلام قبل أن يحكم على أحد بالحد قدَّم له من وسائل الوقاية ما كان يكفي لإبعاده عن الجريمة التي اقترفها لو كان له قلب حي وضمير، لكنه لما أغلق قلبه وألغى عقله ونزع من ضميره الرحمة استحق أن يعاقب من جنس صنيعه. والإسلام ينظر لحقوق الإنسان على أنها منحة إلهية، ليست منحة من مخلوق لمخلوق مثله، يمنُّ بها عليه إن شاء، أو يسلبها منه متى شاء، بل هي حقوق قررها الله له بمقتضى فطرته الإنسانية، فهي تتمتع بقدر كافٍٍ من الهيبة والاحترام والقدسية، فلا يتجرأ شخص على انتهاكها، أو الاعتداء عليها، أما ما يثيره المبطلون من أن إقامة الحدود الشرعية اعتداء على حقوق الإنسان فهذه شبهة باطلة عقلاً وشرعًا، والمتأمل لحال المجتمعات التي تطبق فيها الحدود، والأخرى التي لا تطبق فيها؛ ليجد البون الشاسع في استقرار تلك المجتمعات، وانتشار الأمن فيها، فيشعر الإنسان بطمأنينة نفسية، وسكينة قلبية، وأمن مستتب، بل إن تطبيق الحدود الشرعية على المجرمين خير وسيلة للقضاء على الجريمة، وخير وسيلة لحفظ الدماء أن تسفك، والحياة من أن تهدر، والأعراض من أن تنتهك، والأنساب من أن تختلط، والأموال من أن تضيع أو تؤكل بالباطل، والعقول من أن تختل، والدين من أن يتخذ سخرية وهزوًا، ولقد أخرج المجتمع الإسلامي الأول أناسًا ارتكبوا حدودًا، وكان لهم أن يستروا على أنفسهم، لكنهم كانوا هم الذين يذهبون بأنفسهم لإقامة الحد عليهم، وبعد ذلك كله يأتي مَن يجهلون الإسلام ويقولون: إن الحدود تعذيب وقسوة! بل إن الحدود حفاظًا ورحمة والإسلام حين وضع الحدود لم يكن يهدف من ورائها إشباع شهوة تعذيب الناس، بل يطبق الحدود في حدود ضيقة، فيدرأ الحد بأدنى شبهة، ولا يقام إلا إذا وصل إلى الحاكم المسلم، فإن لم يصل، فللذي ارتكب الحد أن يتوب إلى الله ـ تعالى ـ، ثم إن الناظر إلى تطبيق الحدود يعلم أن هذا التطبيق يمنع ارتكابه وتكرره مرة أخرى، وإن إقامة الحدود في عهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وعهد الخلفاء الراشدين، لم يتعد حدود أصابع اليدين. ثم إن اللينَ لا يُجدي في كل موقف من المواقف، بل القسوة والشدة لهما أثرهما في الإصلاح أحيانًا كثيرة. وما تفعله دول العالم المتحضر أدعياء الديمقراطية وحقوق الإنسان لهو أشد مما يمكن أن يُوصف بأنه قسوة، وخذ سجن أبو غريب وجوانتنامو مثالاً على ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adelamer.yoo7.com
 
إن حدود الإسلام عادلة وحكيمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إن حدود الإسلام عادلة وحكيمة
» سلطان الكنيسة خارج حدود الوطن
» سلطان الكنيسة خارج حدود الوطن
» حدود الحرية في العلاقة بين العالم العربي والغرب
» اليتيم في الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي الثقافة القانونية  :: عامر للعلوم الاسلامية :: عامر * شبهات وردود-
انتقل الى: