هل السعادة حلم لا يتحقق؟
بلغت (الحضارة) في عصرنا العتيد أوج التقدم والرقي العلمي، بما أحدثته الثورة التقنية من اختراعات وابتكارات، حققت لأربابها ما يطمحون إليه من أغراض ووسائل تؤمن لهم معيشة أكثر رفاهية مما سبق، وذلك باختلاق النظم والقوانين، بغية تسخير موارد الطبيعة، لتجود لهم أكثر مما كانت عليه، وتبديل أنماط حياتهم نحو الأفضل والأرقى، فكان اختراع السيارات والطائرات واكتشاف الكهرباء والإلكترونيات، وبناء القصور الشامخات، وتشييد المصانع الضخمة بأكبر قدر من التكنولوجيا.
كل هذا سعياً وراء حياة يهنؤون فيها بالعيش الرغيد والسعادة المأمولة .
فهل من الممكن إخضاع السعادة لتلك القوانين العلمية الجبارة، فتأتيهم صاغرة خادمة طائعة بين أيديهم؟! فيتمتعون بالسعادة المأمولة وتغدو الأرض جنَّة!
ولكن أين السعادة؟! لا سعادة.
هل من المعقول أن ينفي الخالق الرحيم والمبدع للسموات والأرض السعادة من الوجود؟
وهل من المعقول أن تكون السعادة حقاً مفقودة؟!
وهل السعادة المرجوَّة هي بالطعام والشراب، والتمتُّع بما في هذه الدنيا من لذائذ وماديّات وشهوات؟
هل خلقنا مُبدع الجمال للشقاء؟
فإن لم يكن، فأين هي السعادة؟! وما هي طريقها؟