منتدي الثقافة القانونية
منتدي الثقافة القانونية
منتدي الثقافة القانونية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي الثقافة القانونية

ليس عليك ان يقتنع الناس برأيك الحق ولكن عليك ان تقول للناس ما تعتقد أنه حق
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أزمة الفكر الإسلامي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الدكتور عادل عامر
المدير العام
الدكتور عادل عامر


ذكر
عدد الرسائل : 1585
العمر : 58
تاريخ التسجيل : 23/01/2009

أزمة الفكر الإسلامي Empty
مُساهمةموضوع: أزمة الفكر الإسلامي   أزمة الفكر الإسلامي I_icon_minitimeالجمعة يناير 23, 2009 4:46 pm

أزمة الفكر الإسلامي
الدكتور عادل عامر
**كان الإسلام عبر مراحله التاريخية المتتالية قاعدة انطلاق المسلمين نحو بناء الحضارة والموجه الأساسي لحركتهم الفكرية في مواجهة متغيرات الحياة والقيام بدور الخلافة علي وجه الأرض في إطار السنن الإلهية التي أودعها الله سبحانه وتعالي في الوجود لم يعد الإسلام في العصر الحديث هو الموجه الأساسية ولم تعد قاعدته الحضارية هي القاعدة التي ينطلق منها المسلمون لمواجهة الحياة الحضارية الجديدة التي نتجت عن احتكاكهم بالعالم الغربي وحضاراته الحديثة لقد تفرغ الجيل الأول الصافي العقيدة المنجم الفكر إلي نشر الإسلام ومواكبة تغيير الحياة وتربية الإنسان وتخطيط المدن وشق الأنهار وزرع الأشجار وبناء المعامل وتوسيع العمران فكان فكره واقعيا يتفاعل مع الأرض ويتسابق مع الزمن غير أن الرياح الهوج قد عصفت بهدوء البحر الإسلامي الهادئ فجرت ما لا تشتهية السفينة الإسلامية عندما واجهت المجتمع الإسلامي بعد فتوحات الإسلام الكبرى حضارات وثنية واديان محرفة وفلسفات جاحدة لها أسلحتها ودفاعاتها في الفكر ومنطقها في النقاش فشنت هجوما فكريا شاملا علي أصول العقائد الإسلامية ووضعت أمام المسلمين أسئلة ضخمة في عالم العقيدة والشريعة تبقي زعزعة العقائد والتشكيك في أحكام الشريعة والوقوف إمام نور الإسلام وجهاد المسلمين لإنشاء الحياة الكريمة في الأرض أن الخمود والجمود الذي أصاب الثقافة الإسلامية في الصميم فحرفها عن إن تكون وسيلة فعالة لمعرفة إسلامية شعبية عامة ولصياغة متوازنة لشخصية الإنسان المسلم في عقلة وقلبة ونفسه أفقد المجتمع الإسلامي عموما فاعليتة الحركية بحيث غدا الإنسان المسلم فية غير مشاعر بانسانيتة وحقوقها يتجرع الآلام ويستسيغ المظالم ويستسلم بسهولة إلي الخرافة و السلبية ويعد كل ذلك قدرا مقدرا مقدور عليه من خلال نظرة تواكلية بعيدة عن حقائق المذهبية الإسلامية التي نجد أدلتها القاطعة في القران والكريم والسنة النبوية الشريفة وحياة صحابة رسول الله صلي الله علية وسلم وتابعيهم في كل عصر بإحسان لقد تحول الإنسان المسلم إلي كائن متخلف حقا لم يستطع في العصور الأخيرة أن يعي عقيدتة وواقعه وما حصل من التغيير في هذة الدنيا العريضة أن الظروف التاريخية الشائكة من جهل بسنة الله في الوجود وغزو خارجي شرقا وغربا تعرضت له امة الإسلام واستمرا الحكام في عزلتهم عن المطالب الأساسية للأمة وتمكنهم من أزلال رقاب أبنائها وتكالب معظم العلماء عن المغانم والمناصب وتملق الظالمين وعدم قيامهم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدفاع عن المظلومين والمقهورين وتنوير عقولهم وإيقاظ إنسانيتهم قادت الأمة الإسلامية إلي هذا المصير المفجع من الجهل والأمية والفقر والأمراض الاجتماعية المتنوعة التي زعزعت وحدة الأمة وأبعدتها عن روح المسئولية الجماعية وحالت بينها وبين إدراك ما يريده منها إسلامها من عزة ووحدة ويقظة وأخلاق لقد نتج عن هذا الوضع انهيار كامل دفع الأمة إلي أحضان المستعمرين الذين احتلوا بلادها وفرضوا عليها حياة الذلة والاستسلام وأبعدوها أكثر عن مواطن معرفة متطلبات العقيدة والنهوض والمقارنة فلما غابت العقيدة الحقة واشتد الاستبداد وعم الظلم والخراب وتمكن الجوع والمرض وتبعثرت الأشلاء وتلاشت الشخصية الحضارية المستقلة حدث الانفجار الذي لم تكن تقوده مذهبية واضحة ووحدة قوية شاملة لطرد المستعمرين مشوب بدوافع القومية والوطنية الاهتمام البالغ بمظاهر الانحرافات الدينية والثقافية التي ظهرت عبر التاريخ الإسلامي والتي أدت في الماضي إلي تمزيق المسلمين فكرا وواقعا وطعنت في وحدتهم العقيدة وانسجامهم الفكري أي إن المستشرقين في إطار مخططات السياسة الاستعمارية الغربية أرادوا نقل الصراع الفكري الدموي الميت من الماضي إلي الحاضر لإشغال المسلمين عن واقعهم والحيلولة دون الاجتماع علي مبادئ الإسلام الفطرية القائمة علي الوحي الإلهي شن غزو فكري عام علي الإسلام عقيدة وشريعة وحضارة واتهامه بالقصور عن مسايرة الحياة الحديثة ومحاولة تغييرة بما ينسجم مع الحياة الغربية الحديثة وكانت خسارة كبيرة للبشرية إن أدخلت نتائج الصراع تلك إلي المجتمعات الإسلامية كما تدخل المعروضات التجارية دون رؤية ولا تفكير فأدي إلي ما انتهي إلية العالم الغربي كأنة مر بتاريخه نفسه واجتاز الصراعات بعينها من الشرود والتمرد علي الله سبحانة 0
نشر هذا المقال للكاتب في جريدة الأحرار ( المصرية اليومية الحزبية ) في العدد رقم 1380 الصادر صباح يوم الخميس الموافق 5 أكتوبر 1995 والموافق 10جمادي الأول 1416
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://adelamer.yoo7.com
 
أزمة الفكر الإسلامي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مبادئ التربية السياسية في الفكر الإسلامي
» الثقة‏...‏ أزمة العملة المعدنية
» تناقضات الفكر
» تاريخ الفكر السياسي......عند أرسطو
» جريمة الحرب في الفكر القانوني الدولي والاسلامي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي الثقافة القانونية  :: عامر للمنتديات المتخصصة :: عامر الفكر والثقافة-
انتقل الى: