مصر موجة جديدة من موجات الغزو الشيعي؟! هذا ما نحاول الإجابة عليه في هذا البحث. موجات الاختراق الشيعي لمصر: منذ بدايات التشيع، والشيعة ينظرون إلى مصر نظرة خاصة, فلِما لها من ثقل ودور في العالم العربي والمسلم كان الشيعة يأملون في نشر مذهبهم بها، ونجحت إحدى طوائف الشيعة في إنشاء الدولة الفاطمية العبيدية، التي يثنى عليها الشيعة المعاصرون وما فتئوا يذكّرون بها ويسبون القائد البطل صلاح الدين الأيوبي لدوره في إنهاء الدولة الفاطمية وتوقف انتشار المذهب الشيعي في مصر. ولابد أن نشير هنا إلى أن الدولة الفاطمية حاولت نشر المذهب الشيعي بين عامة المصريين، يقول حسن إبراهيم حسن في كتاب [[تاريخ الدولة الفاطمية]]: [عندما اعتلى الفاطميون الحكم في مصر في عام 909 نسبوا أنفسهم إلى السيدة فاطمة الزهراء. وقاموا ببناء الجامع الأزهر لنشر المذهب الشيعي في عام 972، وكان زعماء هذه الأسرة يرون أن الوقت مناسب لنشر الدعوة المذهبية عن طريق العلم ولذلك قاموا بإنشاء دار الحكمة وهي مركز ثقافي كانت مهمته هي نشر التعاليم الشيعية]. غير أن الحكومة الفاطمية فشلت في نشر المذهب الشيعي, فلجأت إلى منع قراءة كتب المذاهب الأخرى وعملت على تهميش أهل السنة. وبعد نجاح صلاح الدين الأيوبي في إنهاء الدولة الفاطمية عمل على إعادة المذهب السني في البلاد، غير أن الشيعة لم يفقدوا الأمل في مصر، وظل دعاتهم يأتون إلى مصر ويلتقون بعلمائها في محاولة للتأثير عليهم، منذ أن جاء أحد دعاتهم إلى مصر في عهد الإمام جلال الدين السيوطي الذي تصدى لأباطيله. ومع الصحوة التي شهدتها الحركة الشيعية في التاريخ المعاصر، زاد اهتمامهم بمصر يقودهم حنينهم للدولة الفاطمية، وفي أربعينيات القرن العشرين أرسل المرجع الشيعي 'محمد حسن بروجردي' نائبًا عنه إلى مصر هو 'محمد تقي قمي' الذي اتصل بعلماء الأزهر، ولتساهل الأزهر في موضوع الشيعة أنشئت دار التقريب بين المذاهب الإسلامية سنة 1947م في القاهرة, وساهم في تأسيسها من شيوخ الأزهر محمود شلتوت وعبد المجيد سليم ومصطفى عبد الرازق, ومن الشيعة محمد تقي القمي – الذي كان أميناً عاماً للدار - وعبد الحسين شرف الدين ومحمد حسن بروجردي. ونجح الشيعة في الحصول على فتوى من الشيخ شلتوت بجواز تدريس المذهب الشيعي في الأزهر، وهو ما أعد إنجازًا مهمًا لهم خاصة مع معارضة العديد من علماء مصر لهذا الأمر. غير أن الشيعة فشلوا على الرغم من ذلك في نشر دعوتهم بين صفوف الشعب المصري السني، وفترت تلك الدعوة وإن بقيت تعمل بشكل سري وهادئ، حيث يقول صالح الورداني أحد كبار المتشيعين بمصر: 'وقد استمرت جماعة التقريب تعمل في مصر حتى أواخر السبعينيات تمكنت من خلال هذه الفترة من استقطاب الكثير من الرموز الإسلامية البارزة فيه. '. [الشيعة في مصر: 155]. ونظرًا للعلاقة المتميزة بين الرئيس المصري أنور السادات وشاه إيران في تلك الفترة، فقد تم تأسيس بعض الجمعيات والهيئات الشيعية مثل جمعية آل البيت التي تأسست سنة 1973م. وكان دعاة الشيعة يفدون على مصر، ومن بين هؤلاء مرتضي الرضوي الذي قام برحلتين لمصر سجلهما في إحدى كتبه، يقول الورداني: 'وقد حرص السيد الرضوي على استقطاب الرموز الإسلامية والثقافية في مصر, فكان لا يطبع كتابًا في مصر إلا ويكون قد كتب مقدمته واحد من هؤلاء الرموز, ولم يكن نشاط السيد الرضوي ينحصر في محيط الرموز الإسلامية والثقافية وإنما تجاوز هذا الحد وأجرى اتصالات مع بعض المسئولين في محيط الثقافة وبعض الصحفيين]. [الشيعة في مصر: 127]. وبمثل هؤلاء بدأ التسلل الشيعي لأهل الفكر والثقافة في مصر خاصة مع جهل كثير من رموز الثقافة بحقيقة الشيعة والفارق بينهم وبين أهل السنة. ومع قيام الخميني بثورته في إيران، توترت العلاقات بين إيران ومصر، إلا أن ذلك لم يمنع وجود بعض المتشيعين الجدد مثل صالح الورداني والذي أسس مكتبة لنشر كتبه في عام 1989، ومع تولي خاتمي الرئاسة الإيرانية والتقارب مع الدول العربية عاد الحديث مجددًا عن الاختراق الشيعي والذي بلغ ذروته في الأعوام الماضية بعد إعلان محمد الدريني عزمه تأسيس حزب للغدير يمثل شيعة مصر، وبجانب ذلك عمل الشيعة على اختراق النشاط الثقافي في مصر, وفيما يبدو أن محاولات الشيعة في ذلك الصدد بدأت تؤتي ثمارها في الآونة الأخيرة. لماذا يتشيعون؟!يحاول كثير من المتشيعين الإيهام بأن تشيعهم جاء نتيجة اقتناع فكري وقناعة عقلية، غير أن الناظر في حركة التشيع يدرك أن أسبابًا كثيرة تقف وراء عملية التشيع قد يكون آخرها في كثير من الأحيان القناعة الفكرية، ولسنا بصدد مناقشة تلك الأسباب، غير أنه لابد أن نشير أن الأموال الخارجية تعد عاملاً مهمًا وراء عملية التشيع، وفي أوائل العام الجاري اندلعت خلافات بين اثنين من رموز التشيع في مصر واتضح وقتها للجميع أن تلك الأموال هي السبب في الخلافات. ونشير هنا إلى أن إحدى المواقع الشيعية على الإنترنت نشرت مقالاً كشفت عن أن أحد أسباب التشيع الرئيسة في مصر هي الرغبة في الحصول على الأموال، ومما جاء في هذا المقال عند الحديث عن 'محمد الدريني' رئيس المجلس الأعلى لرعاية أهل البيت: من المعروف أن محمد الدريني وحتى سنة 1999 لم يكن له أية علاقة بالشيعة، وإصدار جريدة شبه ناصرية [صوت يوليو] وذات منحى بعثي موالٍ للرئيس العراقي صدام حسين، وقد اعتادت توجيه اتهامات وطعون للإمام الخميني ووصفه بالعميل للصهيونية، نوع من التغير مع بروز مقال لشخص مجهول يدعى أبا حمزة يتحدث فيه عن النسب النبوي لصدام حسين والإمام الخميني، كما بدأت تظهر مقالات تتحدث عن أهل البيت لبعض الأشراف الذين أيدوا تحركاته ضد نقيب الأشراف. ويكشف المقال عن أن 'أبا حمزة' سعى لاستمالة محمد الدريني كي يفسح له المجال لكتابة المقالات ووعده بالأموال التي ستنهمر عليه من المرجعيات التي ستمول نشاطه إذا ما سمح لهذه المقالات بالظهور، ومن ثم تحولت صوت يوليو إلى صوت آل البيت وتم توزيعها أثناء معرض ادخلي اا