حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني
مفكرة الإسلام: اعترف "حسن نصر الله"، الأمين العام لـ"حزب الله" الشيعي بأن اللبناني سامي شهاب الذي اعتقل في مصر هو بالفعل عضو في "حزب الله"، زاعمًا أنه كان يهتم "بتأمين حاجات لوجستية للمقاومة في غزة".
وقال "نصر الله" في كلمة له مساء اليوم الجمعة خصصها للرد على الاتهامات المصرية التي وجهت إليه في وقت سابق هذا الأسبوع: إن كل ما ورد في الاتهامات المصرية "لا أساس له من الصحة"، على حد زعمه.
وسعى "نصر الله" مجددا إلى استغلال القضية الفلسطينية للدفاع عن مواقف الحزب الموالي لطهران، وقال: إن "مصر هي التي يجب أن تدان لأنها لا تزال تحاصر غزة وتهدم الأنفاق التي تشكل الشريان الحيوي الوحيد الذي يغذي قطاع غزة من مواد غذائية وأدوية وحتى المواشي وغيرها".
وادعى "نصر الله" أنه ليس في نية "حزب الله" تنفيذ أية هجمات ضد مصر والأراضي المصرية، وأنه ليس بنية "حزب الله" الدخول في صراع مع اي نظام عربي.
وقال نصر الله: "عندما تطورت الأحداث وشن العدو الصهيوني حربه على قطاع غزة، وكان موقف "حزب الله" واضحًا وقويًا بحتمية فتح معبر رفح وفك الحصار عن شعب غزة، وناشدنا السلطات المصرية أن تفعل ذلك، وعندما لم تفعل ذلك كان من الواجب إدانة كل من يحاصرون غزة ويغلقون عليها الأبواب والمعابر وكان لي موقف معروف في هذه الأيام، وبعد هذا الموقف لي بدأت حملة سياسية وإعلامية ضدي وضد "حزب الله" بتدبير المخابرات المصرية وقيل إنني عميل إيراني وكل شيء، ونحن تفهمنا رد الفعل وهذا ثمن رأيناه طبيعيًا لموقفنا من أحداث غزة، وكنا مستعدين لأكثر من هذا".
وأضاف: "الملفت أن حجم هذه الحملة ضد "حزب الله" وضد حماس وبقية فصائل المقاومة كانت حملة قاسية للغاية، ولقد رأيت بيانات لـ200 عالم مسلم سني أدانوا النظام المصري لموقفه من أحداث غزة، أما أنا فلم أحكم على أحد بالردة أو بمثل هذه الأحكام الشديدة، ونستغرب أن السلطات المصرية تعاملت مع حزب الله بالتحديد بصورة شديدة القسوة، ونحن ندرك سر ذلك لأن "حزب الله" هو جماعة مقاومة، وهناك قوى في العالم العربي عندما تعادي حركات المقاومة تتقرب أكثر للسيد الأمريكي وتكسب نقاطًا لدى إسرائيل" على حد قوله.
ومضى يقول: "بعد انتهاء الحرب على غزة هدأت الأجواء وفتح الباب أمام مصالحات عربية ونحن رحبنا بها وأيدناها، إلا أن أصدر المدعي العام المصري قبل يومين بيانًا وجه فيه مجموعة الاتهامات التي رأيناها".
وأردف: "نحن جماعة نتسم بالصراحة والوضوح وما نفعله لا نخجل أن نقول إننا فعلناه، ولذلك نقول إن هذا الشخص سامي المتهم الرئيسي هو بالفعل عضو في حزب الله، وأن ما كان يقوم به على الحدود المصرية الفلسطينية كان عملاً لوجيستيًا لحساب المقاومة المسلحة داخل الأراضي الفلسطينية، وهذا هو الأمر الوحيد الصادق الذي ورد في سلسلة الاتهامات الموجهة، وكل هذه الاتهامات المساقة في بيان المدعي العام هي محض أكاذيب وافتراءات، والهدف منها إقناع الشعب المصري بأن "حزب الله" يريد الإضرار بمصالح مصر وتشويه صورة "حزب الله" ... لدى الشعب المصري".
نصر الله يتهم القاهرة بمحاولة التقارب مع أمريكا:
وتابع "نصر الله" في خطابه: "كما هدفت هذه الاتهامات إلى تقديم أوراق اعتماد جديدة للنظام المصري أمام أمريكا و"إسرائيل" في ظل فشل هذا النظام على كل المستويات، وعندما رأوا أن أوباما يعطي لتركيا ثقلاً كبيرًا وهناك دول إقليمية بدأت تكتسب أهمية كبيرة، وكل من تعاون معهم الأخ سامي لم يزد عددهم عن عشرة فقط".
وفي محاولاته المتكررة لربط قضية الموقوفين في القاهرة بالقضية الفلسطينية، أشار زعيم "حزب الله" إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي يعتقل فيها أفراد من "حزب الله" وهم يحاولون إيصال أسلحة وإمدادات للأخوة الفلسطينيين، ومن يستحق الاتهام اليوم هو النظام المصري وليس الأخ سامي، لأن هذا النظام لازال يحاصر قطاع غزة رغم أن حاجة هذا القطاع لمعبر رفح اليوم أكبر من أي وقت بسبب اشتداد المعاناة الإنسانية، والنظام المصري يجب أن يدان لأنه هو الذي يعمل ليل نهار لهدم الأنفاق وهي الشريان الوحيد الذي لايزال يمد الشعب الفلسطيني ليس بالسلاح فقط وإنما بالدواء والغذاء والمواد الاستهلاكية والأطعمة، ولكن النظام المصري يقوم بالتعاون مع أمريكا و"إسرائيل" لهدم هذا المتنفس البسيط لقتل الحياة تمامًا في غزة، بينما تحصل "إسرائيل" على أسلحة جو أمريكية وتنفذ أعظم مناوراتها وتنتج حكومة نتنياهو وليبرمان ومعروفة مواقفهما من مصر ورئيسها بشكل شخصي".
ويرى المراقبون أن الأمين العام لـ"حزب الله" تعمد إغفال الدور المهم الذي تلعبه القيادة المصرية من أجل تهدئة الأجواء بين الفصائل الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام السائدة والتي كانت السبب الأساسي وراء معاناة الشعب الفلسطيني في الفترة الأخيرة وسمحت بازدياد الاعتداءات الصهيونية.
وزعم نصر الله: "كنا ننتظر أن تسفر هذه التحولات في المنطقة عن مبادرة من مصر لكل الدول المعنية بالصراع لدراسة ما يجب اتخاذه تجاه هذا الخطر الكبير الذي باتت "إسرائيل" تشكله على المنطقة لاسيما في ظل التطورات الدولية والإقليمية الكبيرة، لكن وجدنا النظام المصري لازال يصعد عداءه لحركات المقاومة ويواصل حربه على كل المقاومين".
وأشار إلى أن الاعتقالات تمت قبل حرب غزة بشهر وعشرة أيام، وقال مستهزئًا: "على المدعي العام المصري أن يستقيل ويعمل بالسينما، وأنا أنفي بشكل قاطع أن يكون لـ"حزب الله" أي اهتمام باستهداف الأمن القومي لا في مصر ولا في أي مكان في العالم، وعندما وقعت أحداث غزة اتهمنا بأن أي شيء يضر المصالح الدبلوماسية المصرية في الخارج سيكون "حزب الله" مسئولاً وهذا كذب" كما قال.
نشر فكر التشيع:
وفيما يتعلق بالاتهامات المصرية لـ "حزب الله" بالعمل على نشر فكر التشيع في مصر، قال نصر الله: "بالنسبة لنشر الفكر الشيعي هذا أمر نعتاده، فـ"حزب الله" لديه علماء ومؤسسات وأجهزته الثقافية والفكرية لا يهتم بنشر التشيع في مناطقه في بعلبك أو الضحاية أو أي مكان، هل من المعقول أن يرسل "حزب الله" شابًا لينشر التشيع في مصر؟ هذا كلام ندرك أن الأنظمة العربية لا تجد غيره في محاولة النيل من حزب الله".
وأقر الأمين العام لحزب الله بأنه "صديق لإيران ونعتز بصداقتنا لإيران ونفتخر بها ونتمنى أن تحظى حركات المقاومة في كل المنطقة العربية بأن تحظى بأصدقاء مثل إيران وسوريا".
http://www.way2gana.net/ara/news.php?action=view&id=185