اقتصادهم وتوفير خدمات يعتمد عليها الشعب.ثانياً:
قضية الديمقراطية.كان لقضية الديمقراطية محورا أساسي في خطاب أوباما، وهذه
المرة لا تكون الديمقراطية أحد أدوات الضغط الأميركي على الدول لتحقيق
المنفعة الأميركية، ولكن أوباما تحدث عنها كقيمة أميركية تريد أن تراها في
كل الدول، وهو ما يعني عدم اعتراض السياسة الأميركية على نتائج الانتخابات
الديمقراطية طالما اتسمت الانتخابات بالقيم والمبادئ الأميركية
الديمقراطية، على عكس إدارة بوش التي اعترضت على تطبيق الديمقراطية في
المنطقة بعد تمخضها عن قوى معارضة للولايات المتحدة والذي صب في منفعة
كثير من النظم العربية غير الراغبة في الإصلاح السياسي.ثالثاً:
احتلال البعد التنموي والتعاون العلمي والتكنولوجي محوراً مهمّاً في
السياسة الخارجية الأميركية تجاه العالم الإسلامي بعد فترة من النظرة
الأميركية الاستعلائية إلى العالم الإسلامي، وإلى العالم الإسلامي على أنه
تهديد للمصالح والأمن القومي.رابعاً:
عمل إدارة أوباما إلى تخفيف بعض القيود على ممارسة المسلمين لطقوسهم
وشعائرهم سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها من ارتداء المرأة المسلمة
الحجاب وتخفيف القيود على إخراج المسلمين لفريضة الزكاة، وتحمل الإدارة
الأميركية مهمة تغيير الصورة النمطية السلبية عن المسلمين أينما ظهرت.إن
تحسين صورة الولايات المتحدة في العالم الإسلامي ليست من الأمور السهلة،
خاصة أن الصورة السلبية لواشنطن والمرسخة في عديد من بلدان العالم
الإسلامي لم تتكون بين عشية وضحاها ولن تتبدل بين ليلة وضحاها.وأن نجاح الدبلوماسية العامة الأميركية لا يمكن أن تنفصل عن الدبلوماسية الرسمية.ولا
تعني سياسة أوباما للتعامل مع تراجع التأييد للولايات المتحدة الأميركية
في العالم الإسلامي وتدهور الصورة الأميركية، والسياسة الأميركية التي
كانت وراء هذا التدهور والتراجع في المكانة الأميركية تغييراً في ثوابت
السياسة الخارجية الأميركية.فالقراءة
التاريخية للسياسة الخارجية الأميركية تجاه العالم الإسلامي وفي القلب منه
الشرق الأوسط منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية إلى بدايات القرن الحادي
والعشرين تكشف أن سياسات الإدارات الأميركية على اختلافها، ديمقراطية
وجمهورية، تجاه الشرق الأوسط لم تتغير بصورة جوهرية، فهناك مصالح
استراتيجية ثابتة منها أمن إسرائيل والنفط والدفاع عن النظم العربية
الصديقة والحليفة للولايات المتحدة الأميركية هذه مصالح لم تتغير كثيرا
على اختلاف الإدارات.وهذا ما يؤسس صورة بنيوية ثابتة للسياسة الأميركية تجاه قضايا الشرق الأوسط.ولذا
فإن أي تغيير في السياسة الأميركية تجاه قضايا العالم الإسلامي ومنه منطقة
الشرق الأوسط سيكون تغييراً تكتيكيّاً وليس استراتيجيّاً.(تقرير واشنطن